الخاتمة

889 84 44
                                    

_____يوم الإحتفال_____

الظلم شعور قاتم يودى بصاحبه إلى غياهب الضياع ..
يظن أنه ترك من قبل الجميع ليواجه أوجاعه وحده...
ولا يرى أن هناك وراء تلك السماوات رب عادل لا يرضى بالظلم ولا يتخلى عن العباد...
يكفى أن يخر المرء ساجدا لله ...
يطلب عدله فيجده قبل أن يقوم من مقامه...

(واهبة)...تلك الأم الرائعة والتى ضحت بالكثير من أجل أولادها،وعانت من أجل توفير حياة كريمة لهم،قد ظلمتها تلك الحياة بقسوتها وأدمت فؤادها عثراتها،فأشد أنواع الظلم هو ان يحرمك الردى من فلذة كبدك ثم تصعقك حقيقة وجوده على قيد الحياة لتدرك أنك خدعت من أقرب الناس إليك ،تشعر بقلبك يتمزق إلى فتات حين تكتشف أنه هو من سلبك إياه،ومنحه لغيرك مرتكبا بذلك ظلما فادحا حين حرم أم من وليدها بحجة إنقاذه من الموت والفقر.
رحمه الله ....
فلو كان آمن حقا بربه لأدرك أن الحياة والموت بيد الله وحده،وأنه قادر على تفريج الهم فقط إن لجأنا إليه بالدعوات.

كاد (ماجد)أن يدلف إلى الحجرة ولكنه توقف وصوت والدته يتناهى إليه وهي تقول من وسط شهقاتها:
-سامحه يارب،طول عمره تفكيره على أده،مكنش عارف إن اللى عمله ده هندفع تمنه كلنا بعدين،سامحه يارب ده عمره مازعلنى ولازعل حد أبدا،وإن كان على غلطته دى فأنا مسامحاه،والله يارب مسامحاه،بس لية طلب عندك ..ترجعلى حاتم لحضنى ،نفسى نضموه يارب ،نفسى يقولى ياأما زي ماجد وإخواته البنات،نفسى نبقوا عيلة بجد،إن شاالله أموت بعدها،يارب ماتخيب رجايا ..يااارب.

أغلق (ماجد)الباب مجددا وعيونه قد غشيتها الدموع،إنتفض على يد وضعت على كتفه فإلتفت إلى صاحبتها،ليجدها (ألق)التى ما إن رأت دموعه حتى قالت بحزن :
-عايزاك فى كلمتين.

فرك وجهه يمسح عينيه بقوة ثم أمسك يدها يسحبها بإتجاه الشرفة قائلا:
-تعالى معايا.

ما إن دلف إليها حتى ترك يدها على الفور وهو يمسك سور الشرفة بكلتا يديه يضغط عليه بقوة مشيحا بناظريه عنها قائلا:
-أنا عارف إنتى عايزة تقولى إيه يا ألق ورغم إنى مش موافق على قرارك بس مش همنعك.

لينظر إليها قائلا:
-عارفة ليه؟!

تبا ...
لم نظر إلى تلك العيون الآن؟؟
تلك العيون البنية حائرة النظرات؟!!
تلك العيون التى تضعفه وتجعله غير قادرا بالمرة على قول تلك الكلمات التى تصيبه بغصة فى قلبه؟
لم لا يستطيع الإشاحة الآن بناظريه عنها؟يبغى فقط أن يظل ساكنا بداخلهما لتغلق أهدابها الجميلة على صورته للأبد؟!!
لم وجب عليها الرحيل عن عالمه بعد ان صارت محوره؟
لماااااا؟!!!!

أبعد ناظريه عنها بصعوبة وهو يقول بنبرات متهدجة:
-لو مكنش أخويا،كنت وقفت قصاده وحاربته بكل ماأملك عشان متبعديش عنى،كنت حبستك فى قمقم وبعدتك عنه،حتى لو لسة بتحبيه ،كنت هقدر بحبى أنسيهولك...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 22, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الخامس والعشرون من أيلولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن