الفصل الرابع

605 60 38
                                    

----جرح لا يبرأ----

اختطفت منه المعطف ثم أسرعت إلى شقتها تدلف إليها ثم تغلق الباب وتستند إليه بضعف،خرجت الفتاتان على صوت إغلاق الباب فما ان رأتهما (ألق)حتى أسرعت إلى حجرتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح ثم ارتمت على سريرها تبكى كما لم تبكى من قبل،تفرغ دموعها الرابضة بطيات عينيها فكل ما يحدث يفوق قدرتها على الإحتمال...لتتطلع (أفنان)إلى (أروى)التى هزت كتفيها فى حيرة لتعقد (أفنان)حاجبيها وهي تنوى العودة إلى القاهرة بالغد،يكفيهم ماحدث وما يمكن أن يحدث ان مكثن أكثر من ذلك بالإسكندرية.

بينما كان (ماجد )بالخارج ينظر فى إثرها بعيون حزينة ،قبل أن يطأطأ رأسه ويجر قدميه مبتعدا ليعود من حيث أتى ،دلف إلى المنزل ثم إلى حجرته بصمت مما جعل الجميع يتبادلن النظرات بحيرة،وحدها (واهبة)من كانت تشعر بالقلق،تقبض كلتا يديها بقوة،قلب الأم يخبرها أن حالة (ماجد)ورائها شيئ واحد لا غير.....امرأة.

                   _____________

فى اليوم التالى....

كانت (ألق)تتطلع من شرفتها إلى الخارج بشرود،لم تحظى ليلة البارحة بأي قدر من النوم،لم يغمض لها جفن ،تفكر فى ماض ولى لا تستطيع أن تنساه وحاضر يحمل لها ألما،لينبثق خاطرها الآن عن فكرة ربما محت الألم من وجدانها بالكامل أو زادتها شقاء،لمعت عيناها فلن تهتم بالنتيجة وستتمسك فقط بالأمل،نظرت إلى حقيبتها بحنق وهي تخرج إلى صديقاتها اللتان تستدعياها بالخارج..

ما إن رأتها الفتاتان حتى عقدت(أروى)حاجبيها قائلة:
-فين شنطتك يا(ألق)؟لسة مجهزتهاش؟كدة هنتأخر على الطيارة،أنا مش قلتلك الصبح ان احنا مسافرين فى طيارة بعد الضهر؟

قالت (ألق)بثبات:
-انا مش هسافر معاكم.

اتسعت عينا (أفنان) بدهشة بينما عقدت (أروى) حاجبيها قائلة:
-انتى عارفة ان احنا ورانا شغل ومش هنقدر ناخد اجازة أكتر من كدة.

أومأت (ألق)برأسها وهي تجلس قائلة:
-عارفة وعشان كدة بقولكم سافروا انتوا،أنا هفضل هنا شوية،عندى ملل ومش ورايا شغل زيكم،مش عايزة أتعامل مع مامى دلوقتى،ولو سألتكم عنى قولولها....

قاطعتها (أروى)قائلة بحنق:
-هنقولها بنتك اتجننت وعايزة تقعد فى البلد اللى بتعذبها ،البلد اللى بتجيها مرة واحدة فى السنة وترجع تتعالج من آثارها شهور ،مش كدة؟

رمقتها (ألق)فى برود قائلة:
-المرة دى مختلفة يا(أروى)،المرة دى ياهلاقى علاجى وأرجع رامية كل حاجة عشتها هنا ورا ضهرى،يا مش راجعة خالص.

عقدت (أفنان)حاجبيها قائلة:
-قصدك إيه يا(ألق)؟

كانت تقصد الموت ،الضياع فى غياهب البحر ربما، ولكنها اكتفت بهز كتفيها قائلة:
-هعيش هنا علطول،ايه المشكلة؟

الخامس والعشرون من أيلولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن