____ لقد تخطيته لأنني أشتاق إليك ____
الذكريات مرهقة جدا ، كأنها سكينة مدببة مشحوذة بعناية تمر على كل وريد فتحدث فيه ثقوبا صغيرة تتدفق من خلالها الدماء ببطيء ببطيء ، تجعل من موتك عذاب شهي ، فترى الحياة تتسرب منك كأنها ماء هرهار ينسكب من بين أصابعك ، فتنتظر بأنفاس منقطعة ونبضات متسارعة تارة و متثاقلة تارة أخرى،فربما آخر قطرة تقودك إلى الراحة الأبدية .
___
في مديرية الأمن الجنائي بالإسكندرية ...
دخلت (بهار) مقر عملها وتوجهت نحو مكتبها ببدلتها المدنية الرسمية ونظاراتها الدائرية، تحمل بيد حقيبتها وبيد أخرى قدح قهوة كبير
وكلما مرت على أحدهم ألقى عليها التحية العسكرية ، فتبتسم إبتسامة لطيفة سرعان ماتستبدلها بوجه متجهم جديّ ، وقبل أن تدخل إلى مكتبها تقدم منها أحد الضباط يطلب منها التوجه إلى مكتب الرئيس لأمر طاريء ، فتوجهت إلى مكتبه في الحال ، استأذنت بطرقها على الباب فسمح لها بالدخول ورحب بها ببشاشة ، كيف لا وهي من أكفأ ضباطه ، ثم قال :_ فيه مهمة خاصة يابهار وعايزك تتوليها !
لتقول (بهار )بعملية وقد بدا عليها الحماس :
_ تحت أمرك يافندم أنا جاهزة وان شاء الله أكون اد ثقتك فيا .
تنحنح واستقام وجلس قبالتها ثم قال :
_ بس فيه حاجة ، هتشتغلي بصفة غير رسمية،
يعني هتكوني زي عميلة سرية ، لو موافقة هخليكي تطلعي على ملف القضية ، بس لازم تعرفي إن الموضوع خطير واحنا مش هندخل الا لو اكشفتي قبل ماتنهي مهمتك وطبعا هنراقب كل تحركاتك ونبقى وراكي خطوة بخطوة ...فكري كويس وردي عليا !بدت (بهار )كما لو استغرقت في التفكير ثم قالت بصوت ثابت :
_ تمام يافندم ، أنا تحت أمرك ! أنا هنا عشان أخدم بلدي بكل أمانة وأي حاجة أقدر أعملها تأكد إني مش هقصر فيها ،عايزة أطلع على ملف القضية وأعرف إيه اللي مطلوب مني بالظبط وطريقة الشغل !عاد الرائد (يونس) إلى مكتبه وأمسك بسماعة الهاتف وطلب من أحدهم أن يجمع فريق العمل في قاعة الإجتماعات ، وما إن أغلق هاتفه حتى أمرها بلطف أن تتبعه .
دخلا غرفة الإجتماعات حيث كان ثلاثة أشخاص في إنتظارهما ،قام الرائد (يونس) بالتعريف بهم وهو يقول موجها كلامه لبهار :
_ المهندس (لؤي محمد) ، مهندس كمبيوتر أو هاكر .
ابتسم لها فمدت بهار يدها تصافحة وهي تعرف بنفسها ، فقد كان شابا لا يتعدى العشرين من عمره .
قال:
_ الرقيب ( حسام مسعود) .فمدت يدها تصافحه أيضا وكان أكبر سنا منها .
ليستطرد قائلا:
_ الدكتور الجنائي (إسلام محمود) .فمدت يدها أيضا تصافحه مستغربة وجوده بينهم ،لكنها ألجمت فضولها إلى حين آخر ..
أنت تقرأ
الخامس والعشرون من أيلول
Romanceفى نفس الليلة من كل عام تخفى وجعها خلف ستار من المجون.. فقط هو من يسمع إستغاثة خافقها التى تصرخ..من ينقذنى من هذا الجنون؟ ليقرر أن يكون بطلها ..ويلبى نداء العيون .. لم يكن يتخيل أن يعشق فتاة مثلها ولكن رغما عنه قد صار بها مفتون فهل يصبح الخامس والعش...