الفصل الثالث

639 65 22
                                    

____ العودة من الماضي ____

كان من الحماقة أن أعود لأفتش في الماضي، لأنني أدرك تماما أن ذلك لن يزيد لمأساتي سوى بؤسا ، لكنني عالقة ، لا أستطيع المضي قدما ،كأن الزمن توقف في تلك اللحظة ، أريد فقط مجرد أمل ينتشلني من غربتي هذه ! فأنا أغرق وقبل أن أستسلم لقدري ، عليّ أن أحاول للمرة الأخيرة .


صباح هذا اليوم بدا غاضبا قليلا ،  أمطار غزيرة مصحوبة برياح خفيفة أغرقت شوارع المدينة،
إنتاب(ألق) صداعا شديدا عند إستيقاظها، بعد أن أخذت حماما دافيء وارتدت ثيابا سميكة بعض الشيء توجهت إلى صديقتيها بالمطبخ ، حيث تساعدتا على تحضير الفطور و جلستا تتناولانه فى إنتظار انضمامها إليهما ..

ألقت عليهما التحية بصوت مبحوح ناعس ، فبادلتاها التحية ،وجلست بقربهما ، قامت( أروى) تصب لها العصير لتقول (ألق) :

_ لأ يا أروى ! عايزة قهوة دماغي هتنفجر !

لتقول( أروى) وهي تصب لها القهوة :
_  طبيعي تنفجر من اللى شربتيه إمبارح !

لتقول (ألق)بمضض :
_ الواضح فعلا إني تقلت ، من الكوابيس اللي شفتها !

لتقول( أفنان ):
_ إنتي شفتيه ! ..الشاب اللي كان بالبار !

وضعت ( ألق) الفنجان من يدها ونظرت إليها بعينين جاحظتين وهي تقول :

_ يعني ماكنتش بهلوس ،  كان حاتم بجد !

أمسكتها (أفنان) من يدها وقالت بصوت هاديء لتحتويها :

_ لا ماكنش حاتم ، هو يشبهو جدا ، بس دا شاب بسيط قال اسمه ماجد..!

نكست رأسها بخيبة أمل وهي تلتقط ما بصحنها بحسرة ، لتقول( أروى ):
_ بس طلع جنتل وشالك وإنتي سكرانة طينة لحد اوضتك .

نظرت إليها (ألق ) باستغراب لأنها لا تذكر ماحدث معها ، وخمنت أن مارأته في غرفتها لم يكن طيف (حاتم) بل كان هذا الشخص ، تداركت نفسها وقالت :

_ وكمان دخل اوضتي !

واستقامت بغضب تدور في البيت كالتائهة ، اقتربت منها (أفنان) وقالت :

_ ألق ! إنتي عارفة بحبك قد إيه ، أرجوكي كفاية اللي بتعمليه في نفسك ، كلنا عشنا مرحلة طيش بس فقنا ، وبقينا مسؤولين عن حياتنا وشغلنا ، إلا أنتى ، واقفة فى نفس النقطة !
لازم تعدي الحاجز اللي سابو فيكي حاتم الله يرحمه وتعيشي حياتك !

جلست على اقرب كرسي وانفجرت باكيّة :

_ ماحدش فيكم حاسس بيّا !  حاتم كان بالنسبة ليا الأمان وأنا قتلته ..قتلت الحياة الكويسة اللي كنت هعيشها ! حاتم بسببي مات ! لو ماكنتش استفزيته ماكنش عمل الحادثة ! أنا السبب ..أنا السبب !

ربتت ( أفنان) على رأسها وهي تقول :
_ دا قضا ربنا ، بلاش تلومي نفسك !  لأنك مش هتستفيدي غير إنك تعيشي فى ألم طول عمرك  .

الخامس والعشرون من أيلولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن