____ العودة من الماضي ____
كان من الحماقة أن أعود لأفتش في الماضي، لأنني أدرك تماما أن ذلك لن يزيد لمأساتي سوى بؤسا ، لكنني عالقة ، لا أستطيع المضي قدما ،كأن الزمن توقف في تلك اللحظة ، أريد فقط مجرد أمل ينتشلني من غربتي هذه ! فأنا أغرق وقبل أن أستسلم لقدري ، عليّ أن أحاول للمرة الأخيرة .
صباح هذا اليوم بدا غاضبا قليلا ، أمطار غزيرة مصحوبة برياح خفيفة أغرقت شوارع المدينة،
إنتاب(ألق) صداعا شديدا عند إستيقاظها، بعد أن أخذت حماما دافيء وارتدت ثيابا سميكة بعض الشيء توجهت إلى صديقتيها بالمطبخ ، حيث تساعدتا على تحضير الفطور و جلستا تتناولانه فى إنتظار انضمامها إليهما ..ألقت عليهما التحية بصوت مبحوح ناعس ، فبادلتاها التحية ،وجلست بقربهما ، قامت( أروى) تصب لها العصير لتقول (ألق) :
_ لأ يا أروى ! عايزة قهوة دماغي هتنفجر !
لتقول( أروى) وهي تصب لها القهوة :
_ طبيعي تنفجر من اللى شربتيه إمبارح !لتقول (ألق)بمضض :
_ الواضح فعلا إني تقلت ، من الكوابيس اللي شفتها !لتقول( أفنان ):
_ إنتي شفتيه ! ..الشاب اللي كان بالبار !وضعت ( ألق) الفنجان من يدها ونظرت إليها بعينين جاحظتين وهي تقول :
_ يعني ماكنتش بهلوس ، كان حاتم بجد !
أمسكتها (أفنان) من يدها وقالت بصوت هاديء لتحتويها :
_ لا ماكنش حاتم ، هو يشبهو جدا ، بس دا شاب بسيط قال اسمه ماجد..!
نكست رأسها بخيبة أمل وهي تلتقط ما بصحنها بحسرة ، لتقول( أروى ):
_ بس طلع جنتل وشالك وإنتي سكرانة طينة لحد اوضتك .نظرت إليها (ألق ) باستغراب لأنها لا تذكر ماحدث معها ، وخمنت أن مارأته في غرفتها لم يكن طيف (حاتم) بل كان هذا الشخص ، تداركت نفسها وقالت :
_ وكمان دخل اوضتي !
واستقامت بغضب تدور في البيت كالتائهة ، اقتربت منها (أفنان) وقالت :
_ ألق ! إنتي عارفة بحبك قد إيه ، أرجوكي كفاية اللي بتعمليه في نفسك ، كلنا عشنا مرحلة طيش بس فقنا ، وبقينا مسؤولين عن حياتنا وشغلنا ، إلا أنتى ، واقفة فى نفس النقطة !
لازم تعدي الحاجز اللي سابو فيكي حاتم الله يرحمه وتعيشي حياتك !جلست على اقرب كرسي وانفجرت باكيّة :
_ ماحدش فيكم حاسس بيّا ! حاتم كان بالنسبة ليا الأمان وأنا قتلته ..قتلت الحياة الكويسة اللي كنت هعيشها ! حاتم بسببي مات ! لو ماكنتش استفزيته ماكنش عمل الحادثة ! أنا السبب ..أنا السبب !
ربتت ( أفنان) على رأسها وهي تقول :
_ دا قضا ربنا ، بلاش تلومي نفسك ! لأنك مش هتستفيدي غير إنك تعيشي فى ألم طول عمرك .
أنت تقرأ
الخامس والعشرون من أيلول
Romanceفى نفس الليلة من كل عام تخفى وجعها خلف ستار من المجون.. فقط هو من يسمع إستغاثة خافقها التى تصرخ..من ينقذنى من هذا الجنون؟ ليقرر أن يكون بطلها ..ويلبى نداء العيون .. لم يكن يتخيل أن يعشق فتاة مثلها ولكن رغما عنه قد صار بها مفتون فهل يصبح الخامس والعش...