ملاذ الجزء الأخير

33 6 0
                                    

نظر إليه وائل بقلق وقال "مابك يا بني؟"

أشار ملاذ إلى المكان الفسيح والشجرة الضخمة وقال "إنه نفس المكان الذي رأيته في أحلامي "

وائل "متى حدث هذا؟"
ملاذ "حين كنت نائما بالقطار وأيضا حين كنت نائما في الغرفة، لقد كان حلما غريبا "
اقترب وائل منه وقال "حسنا ربما هذا حدث لأنك رأيت هذا المكان من قبل؟"

ملاذ قطب حاجبيه وقال باعتراض "ولكن هذه أول زيارة لي "

قرصه في خده وقال "أنا أقصد رأيته في صورة ما أو في الإنترنت ربما؟ فعلق في ذهنك "

فكر ملاذ قليلا وقال وهو يبعثر شعره بفوضوية "آ آ آ آ ه، أنا حقا لا أدري "

ضحك والده وقال وهو يجره من يده " صغيري المجنون، لنذهب إلى النوم "

كالعادة تذمر واعترض ووائل فقط يضحك بانتصار كلما أغاظه

-

في الغرفة كان يشخر بصوت عال ووالده يتقلب في فراشه بانزعاج ثم قام واقترب منه وأخذ يعدل رأسه على الوسادة وهو يقول " ارحم رأسي من شخيرك قليلا أيها المزعج الصغير "

لم يشعر ملاذ بأي شيء لأنه كان هناك مجددا عند الشجرة جالسا على الصخرة بالقرب من الفتاة الغامضة، نظر حوله وهو يكاد يفقد عقله مما يحدث له

التفت إلى الفتاة التي كانت تنظر إليه وقال بنفاذ صبر "حسنا..متى سينتهي هذا الهراء، فأنا بدأت أفقد صوابي "
ابتسمت وقالت له بهدوء "ستعرف كل شيء  ،فقط اصبر قليلا "

ملاذ قطب حاجبيه وقال "فقط قولي لي ماذا تريدين مني؟"

أجابت بغموض "أريدك أن تحررني وتخلصني من عذابي "

كان سيسألها ولكنها لفت وجهها عنه وبدأت تغني أغنيتها الحزينة، ليبتسم ملاذ بسخرية قائلا "أجل  ..أكيد عليا أن أستيقظ الآن "

و أضاف بملل "ألن ترددي إسمي كما تفعلين  لأكتشف أن والدي في الحقيقة هو من يوقظني؟"

تجاهلته واستمرت في الغناء وقال "أجل...أجل..استمري بالغناء  لا عليك "أنهى كلامه ووضع يده على خده وأخذ يحدق بالارجاء، ولكنه لا ينكر أن صوتها العذب يدفىء قلبه رغم اللحن الحزين الذي تغنيه

-

في صباح اليوم التالي استيقظ بعبوس ووجد والده يجهز نفسه من أجل الذهاب إلى عمله وهمهم باقتضاب "صباح الخير "ومر من جانبه إلى الحمام

نظر إليه بصدمة وقال "ما بال هذا الفتى في هذا الصباح؟"

جلس ينتظر خروجه وبعد لحظات خرج وهو يمسح وجهه ليقف وائل أمامه وقال بقلق "هل أنت بخير بني؟هل رأيت كابوسا مزعجا؟"

نظر إلى أبيه وقال "لماذا تسأل هكذا، بالتأكيد أنا بخير، كنت فقط أتسائل كيف سأقضي اليوم أيضا بدونك؟"

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن