وباء الزومبي

64 6 0
                                    

كان يوما عاديا جدا، كباقي الأيام المملة التي نقضيها في هذه القرية البائسة، خرجت أنا وأخي الأكبر نتجول في الأنحاء بملل شديد

كنا نتمنى أن تكون حياتنا أكثر تشويقا وإثارة، ولكن جو قريتنا الصغيرة لا يساعد أبدا، صرخ أخي بيأس"يا رجل....أكاد أموت من شدة الملل، دعنا نفتعل شجارا أو لنذهب ونسرق من أحدهم حتى تتم مطاردتنا...لنشعر ببعض الإثارة "

أنهى كلامه وارتمى على العشب مستلقيا وفاردا ذراعيه وقدميه، جلست بالقرب منه وأنا أمط شفتي على سخافة تفكيره وقلت "من المفترض أن تكون الأعقل بيننا سيد خالد، ما هذه السخافة التي تتفوه بها؟"

قلب عينيه بغير رضا على كلامي وقال بسخرية "تفضل و أتحفنا أيها الحكيم "

يبدو أنه لا يعلم أنني أشد مللا وانزعاجا منه تجاهلت سخريته واستلقيت بالقرب منه أنظر نحو السماء الصافية وقلت "لنرضى بحالنا ولنستمتع بالطبيعة، فهناك من يعاني ويتمنى لو يعيش حياة مملة كحياتنا ولكنه لا يستطيع "

زفر بحنق وقال "لؤي...؟"

همهمت له "هممم "

قال بحماس "دعنا نترك هذه البلاد التعيسة...لنهرب ولنبحث عن المغامرة في مكان بعيد جدا عن هنا ل..."

قاطعته بانزعاج "أيها الأحمق...لم أكن أعلم أنك أناني، ماذا عن والديك؟أم أنك لا تهتم لأمرهما؟"

زفر مجددا واستقام واقفا ونظر إلي بسخط وتركني مبتعدا بخطوات واسعة تدك الأرض دكا من شدة غضبه

إنه معتوه كبير ولكنني أحبه فهو صديقي الوحيد، ركضت خلفه أحاول اللحاق به ولكنه كان سريعا ،بعد مدة من المطاردة وصلنا أخيرا إلى البيت الصغير العتيق ودفع خالد الباب المهترء بقوة ودخل إلى غرفتنا الصغيرة المشتركة

وأنا من شدة التعب صرت أجر قدماي جرا وصار صوت لهاتي مسموعا دخلت ووجدت أمي تقطع بعض الخضار من أجل الغداء قبلت رأسها وارتميت بجانبها استرجع أنفاسي الضائعة من الركض لتقول أمي بتساؤل "مابه ذلك القرد دخل دون سلام؟"

انفجرت ضاحكا من وصف أمي له وقلت أحاول التوقف عن الضحك "إنه غاضب مني، ولكن لا تشغلي بالك به، سأراضيه ببعض الموز...كما تعلمين فالقرود تحبه "

ضحكت أمي وحركت رأسها بقلة حيلة وواصلت عملها

من كان ليفكر أن هذا اليوم سيكون آخر يوم طبيعي في حياتنا؟

لم نكن نتخيل قط أن تتحول حياتنا إلى كابوس مرعب، ففي ليلة نفس اليوم هجم قطاع الطرق على قريتنا البائسة

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن