فرس المقابر

42 6 0
                                    

          قصة من حسابي القديم مع بعض التعديل

قراءة ممتعة.....

"وهكذا قاموا بدفن الجثة داخل القبو وأحرقوا القبو وأحرقوا المنزل بأكمله، وانتهت اللعنة أخيرا، النهاية....إذا ريما...ما رأيك بقصتي؟"

أنهت سهى حكايتها وهي تنظر إلى صديقتها تنتظر ردها لتقول ريما بملل "هرااء...هذه أسخف قصة سمعتها حتى الآن، لماذا يجب على قصص الرعب أن تبدأ وتنتهي في القبو دائما؟هذا ممل جدا "

مطت سهى شفتيها بغير رضا وقالت "طيب، تفضلي و أتحفينا بشيء مختلف "

لترد ريما بثقة "بالتأكيد سأفعل، سأروي لك قصة سمعتها من جدي وقد عاشها بنفسه، أي إنها حقيقية جدا، فهل أنت مستعدة؟"

لترد سهى بشك "هل أنت جادة؟عموما هيا قولي ما لديك "

لتبدأ ريما بسرد حكايتها "ذات صيف سافرنا أنا ووالديّ وأخي إلى قرية جدي، وكالعادة بمجرد وصولنا نتشتت كل يذهب إلى مكان

أمي عند جاراتنا ،وأبي يذهب إلى الحقول لرؤية أصحابه

أما أخي فيركب حمار جدي العجوز ويظن نفسه فارسا  و ذهب يصول ويجول في أرجاء القرية

أما أنا فكل ما يستهويني في سفرنا هذا ،قصص جدي الممتعة والمسلية

دخلت غرفة جدي وقد كان يجلس وحده يقرأ كتابا ،سلمت وقبلت رأسه وجلست بجانبه، ثم ترك الكتاب جانبا وقال لي "حسنا...دعيني أخمن...تريدينا سماع قصة..أليس كذلك؟"

ابتسمت وهززت رأسي بالإيجاب وقلت "بلى...وأريد شيء مختلفا...قصة مرعبة و يا سلام لو كانت واقعية "

ليرد جدي بضحكة عالية وقال "اووو...يبدو  أنك تتقدين حماسا، حسنا إذاً ...إليك هذه القصة "

ثم بدأ جدي بسرد قصته وقال "حين كان عمري خمسة وعشرين عاما عشت قصة أغرب من الخيال، ذات يوم كانت مناوبتي على ري الحقل، وكان علي فعل ذلك ليلا كي تتشرب التربة المياه جيدا قبل شروق الشمس حتى لا نعلق في الوحل أثناء تواجدنا هناك صباحا

جاء إلي والدي و أيقظني من نومي، وكان الجو باردا جدا جدا، و أوصاني بما علي فعله، و أعطاني أدواتي وقنديلا زيتيا لأنير به طريقي رغم أن القمر كان بدرا ونوره كنور الشمس

لم أكن أخاف الخروج في وقت متأخرمن الليل، ولم أكن أخاف تواجدي في الحقول وحدي في ذلك الوقت رغم بعدها عن البيوت

كنت أمشي و أدندن بلا مبالاة، وصلت الحقل وفتحت مجرى المياه لتغمر كل شبر من الأرض، وبعد أن ارتوت الأرض جيدا أخذت أغراضي وهممت بالرحيل

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن