قصة رعب

36 6 0
                                    

جو عاصف جدا في الخارج، برق ورعد ورياح عاتية، وأمطار غزيرة، وبرودة قاسية للغاية

وفي ذلك الميتم الذي يقع خارج المدينة ببضعة أمتار، كان هناك خمس فتيات يجلسن حول شمعة مضاءة تكاد تختفي من كثرة استعمالها

في غرفتهن العتيقة التي تقشرت جدرانها ، وأسرتهن المهترئة متراصة بانتظام على كلا الجانبين

همست إحدى الفتيات وقالت "لماذا لم تعد نرجس حتى الآن؟أيعقل أن المديرة اكتشفت أمرها؟"

لترد أخرى بنفس الهمس "لا أظن ذلك يا سمر، والآن دعكي من هذا ولنفكر في قصة جميلة نرويها، فهذا الجو يصلح كثيرا لقصص الرعب "

حين أنهت كلامها ارتفع صوت الرعد بقوة وسطع نور البرق  وجعل الغرفة تضيء بالكامل، مما جعلهن يصرخن بهلع ويرتجفن من هول المفاجأة

وقبل حتى أن يستعدن أنفاسهن الضائعة فتح باب الغرفة بقوة جعلت قلوبهن تثب من أماكنها وبدأن  حفلة صراخ جديدة لتضحك الفتاة بصخب وقالت" وهي تغلق الباب بهدوء "توقفن الآن  وإلا سمعتنا المديرة"

نظرت إليها سمر بغيظ وقالت "سحقا لك، لقد أرعبتنا "

رفعت نرجس كتفيها بعدم اكثرات وجلست وقالت وهي توزع عليهن الفطائر التي سرقتها من المطبخ "خذن  ،هذه لك ياسمر  وأنت يا هدى  وهذه لك يا سلمى  وهذه لأجلك يا قمر و أخيرا صفاء، وغدا فكرن في حل لاخراجنا من هذه الورطة "

التقطت الفتيات الفطائر بلهفة وابتسامة واسعة وقلن في نفس واحد "شكرا لك نرجس، أنت الأفضل دائما "

ابتسمت بغرور وقالت "والآن وقت القصة، من منكن ستبدأ أولا؟"

قضمت قمر قضمة من فطيرتها وقالت وهي تمضغها "ليس أنا، فأنا مشغولة بالأكل "

بينما اكتفت صفاء بالهمهمة بسبب امتلاء فمها بالطعام، أما الأخريات فلم يكلفن أنفسهن بقول أي شيء

تنهدت نرجس وقالت "حسنا، يبدو أنني من ستبدأ، كنت أتمنى أن أختم بقصتي ولكن لابأس،أصغين إلي جيدا "

نظرن إليها و قد برقت عيناها بشكل مريب تحت ضوء الشمعة الموشكة على الموت

جفلت قلوبهن وبلعن ريقهن وقالت هدى بصوت هامس مرتجف "ه..هيا..احكي حكايتك، ولكن بلا تعابيرك المرعبة هذه "

ابتسمت نرجس بطريقة غير طبيعية، والاخريات لا يعلمن إن كانت تتعمد ذلك  أو أن خطبا ما قد أصابها في هذه الليلة المرعبة؟!!

بدأت تسرد بصوت رزين كصوت الرواة المحترفين وقالت "منذ قرابة العشر سنوات  في نفس هذا الميتم التعيس   كان هناك فتاة خجولة إسمها مها تجلس على سريرها تقرأ في كتاب قديم بأوراق صفراء مهترأة، وفجأة فتح باب الغرفة التي تتشاركها مع أربع فتيات  أخريات لتجفل وتضع كتابها خلف ظهرها برعب

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن