زوجي

26 5 0
                                    

كانت سحر تنظر بإعجاب إلى نفسها في المرآة، وقد أعجبها شكل شعرها الأسود الحريري المنسدل براحة على كتفيها، و فستانها الطويل بعض الشيء بلونه السماوي المبهج

وملامحها الطفولية البريئة والتي لم تكن بحاجة إلى أي مساحيق تجميل  لتبرزها، قالت بإطراء "يالي من فاتنة " ثم قهقهة بلطف ولم تكن تعلم عن تلك الأعين  التي تراقبها بحب وافتتان 

رن هاتفها لتركض إليه بلهفة وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيها، حملت الهاتف بين يديها وردت على المتصل "مرحبا أمجد..."

صمتت قليلا حتى سمعت رده لتقول "أجل أجل  إنني جاهزة، أنا أنتظر وصولك "

قبض ذلك الخفي يديه بقوة حتى برزت عروقه وقد احمرت عيناه الشبيهة بعين القط بغضب  وقبل أن تغادر  سحر  غرفتها كان قد اخترق الجدار وصار فجأة فوق سيارة أمجد الذي كان يراقب بوابة المنزل لتفتح حتى يرى فاتنته تتقدم نحوه

وقف إِتْرِي  أمام ناظري أمجد وظهر فجأة أمامه، بشكله البشري الوسيم جدا، ونظر بعينيه المشقوقتين  بالطول نحوه بتحد

مما جعل أمجد ينتفض برعب حتى إنه كاد يطلق صرخة كالنساء لولا تماسكه، اقترب إِتْرِي منه بخطوات واثقة حتى تقابل وجهه بوجه أمجد وقال بصوت كفحيح الأفعى الغاضبة "ارحل من هنا الآن، أو أن نهايتك لن تكون سعيدة "

ابتلع ريقه بصعوبة ومازال يرتجف بقوة وبدأ العرق يتصبب من جبينه كالشلال وقال بأحرف مبعثرة "ح....ح...حاضر...س...سأذهب....ف..فقط..ل..لا..لا...تأذني..أرجوك "

ابتسم إِتْرِي بانتصار وقال بصوت واثق "إياك أن تعود إلى هذا البيت مجددا، وابقى بعيدا عن سحر فهي لا تخصك "

بلع ريقه للمرة المائة ربما مذ وقف هذا الشيء أمامه ولم يستطع البوح بكلمة إضافية واكتفى فقط بالإيماء برأسه، وشغل محرك السيارة وغادر بقلب وجل ومرتجف

ابتسم بسعادة ثم نظر إلى باب البيت يفتح لتظهر ملاكه وقف يتأملها بمرح وهي تنظر حولها بحثا عن سيارة أمجد ،اقترب أكثر منها حتى كاد يلتصق بوجهها الذي بدت عليه الحيرة  ليسمعها تقول بحيرة "ترى أين اختفى ألم يقل إنه أمام باب البيت؟"

ألقت نظرة أخيرة على المكان وعادت إلى داخل المنزل وأخرجت هاتفها واتصلت به ولكنه كان مغلقا، تعجبت للأمر، ثم أعادت المحاولة مرة أخرى ولكن لا جدوى  زفرت بحنق وشعرت بالغضب"كيف يفعل هذا بي؟هل يظن أنني لعبة؟"

همس لها بالقرب من أذنها قائلا "إنه لا يستحقك صغيرتي "

انتفضت وبدأت تنظر حولها برعب وهرولت  إلى الداخل وأغلقت الباب جيدا ثم اتجهت نحو غرفتها و جربت الإتصال بأمجد لتجد أن هاتفه مازال مغلقا، رمت به بعيدا على الأريكة الموجودة في غرفتها واستلقت على السرير وهي تشعر بأن دموعها توشك أن تتحرر من محبسها

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن