مقبرة الأطفال

59 6 0
                                    

توقفت السيارة فجأة دون إنذار مسبق فأطلق رامي سبة بذيئة لتقول له أسيل بانزعاج "الرحمة...إنتبه لألفاظك قليلا رامي "

رد بغضب "هذه السيارة اللعينة..دائما تتوقف في المكان الخطأ، ماذا سنفعل الآن سيدة <إنتبه لألفاظك >"

قال ذلك بسخرية وهو يضع يده على خده، مما زاد من انزعاجها، نزلت أسيل من السيارة بغضب وصفقت الباب بقوة مما جعله يجفل وينتفض من مكانه، و أطلق سبة بذيئة أخرى، هو فقط لن يتوقف عن ذلك بين ليلة وضحاها

كان الظلام يخيم على المكان وأضواء قرية صغيرة تطل من بعيد، وقفت أسيل تنظر إلى تلك الأنوار البعيدة حين وقف رامي من خلفها وعانقها بلطف وهمس بالقرب من أذنها "آسف عزيزتي..."

طبع قبلة على خدها لتبتسم أسيل وتضع يديها على يديه التي تحيط ببطنها ونظرت إليه بابتسامة وقالت "لابأس..أرأيت تلك الأضواء هناك...دعنا نمشي إليها لعلنا نجد أحدا يصلح لنا السيارة "

ابتعد عنها رامي ومشى ناحية السيارة وفتح الباب وأخرج حقيبة ظهر ومصباح يدوي كبير وعاد إلى أسيل ومد يده لها قائلا "هيا عزيزتي لندهب "

أمسكت أسيل يده ومشيا معا، كانت الأرض ممتدة على مد البصر، إذ لم يكن هناك أي تلال أو جبال أمامهما، وكانت أرضا جرداء قاحلة لا أعشاب ولا أشجار فيها

قطع رامي صمتهما قائلا "أتمنى أن نجد أحدا يصلح لنا تلك الخردة لنواصل مسيرنا "

ضحكت أسيل وقالت "خردة؟...سبحان الله..ألم تكن حبيبتك الغالية في الأمس القريب؟"

رد بسخرية مماثلة "ها ها ها ها، كم أنت مضحكة "

"أتعلم؟لنبت ليلتنا هنا "
زفر بحنق وقال "لنصلحها ثم نرى ما سنفعله بعدها "

لم ترد عليه وصمتا مجددا وبعد مدة من السير توقف رامي فجأة ووجه المصباح إلى جانب الطريق فرأى سياجا شوكيا واتجه نحوه، سألت أسيل باستغراب "ماذا هناك؟"

توقف رامي وقال "تعالي وانظري "

اقتربت أسيل وقالت "إنها مقبرة...مقبرة أطفال..غريبة، لما خصصوا لهم مقبرة وحدهم دون البالغين "

رفع رامي كتفيه بعدم معرفة وقال "الله وحده أعلم..لندهب الآن لا بد من قصة وراء ذلك، وسنعرفها "غمز في آخر كلامه وضحكت أسيل فهي تعلم أنه فضولي ولن يكف عن السؤال حتى يجد كل الإجابات

بعد مدة من الزمن وصلا أخيرا إلى القرية كانت خالية من الناس إلا من شاب كان يغلق متجره ،استغرب رامي ونظر إلى أسيل وأشارت له أن يسأله فقال "هل تنامون مع الدجاج؟"

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن