سر الغرفة

29 5 0
                                    

ها أنا ذا مجددا أمام هذه الغرفة، رغم كل تلك السنين  ما زالت تثير فضولي، ما سر هذه الغرفة بالضبط؟

هل أنا وحدي من تموت لتعلم ما تخفيه من أسرار أم أن والداي يفعلان مثلي؟

أتذكر جيدا ذلك اليوم منذ عشرة أعوام حين جذب انتباهي صوت غريب ومريب آت من داخل تلك الغرفة التي لم أكن أهتم لوجودها من الأساس

قربت قبضتي من مقبضها وفجأة شعرت بألم شديد في معصمي، التفت فوجدت جدي في وجهي يحدق بي بنظرات جمدت الدم في عروقي

كل الحب الذي كانت تلك العينان تحمله لي تحول في لحظة إلى غضب و وعيد

زاد من شده على معصمي وقال بصوت يشبه فحيح الأفعى "إياك والاقتراب من هذه الغرفة مجددا "

أومأت له برأسي وأنا في قمة خوفي وصدمتي، ابتعدنا قليلا عن باب الغرفة و بدأت قبضته تخف على يدي ثم في لحظة تغيرت ملامح جدي وارتسمت  إبتسامة لطيفة على ثغره وقال مطمئنا إياي "عزيزتي حسناء، لا داعي لكل هذا الخوف، آسف لأنني آلمتك ولكنني لا أريدك قرب ذلك الباب مجددا "

أومأت برأسي وأنا أحاول رسم إبتسامة ،ولكن عبثا أحاول، فملامح جدي الغاضبة كانت أرعب ما رأيت من قبل

في تلك الليلة حضيت بكابوس مرعب، رأيت فيه جدي يدخل إلى الغرفة، وبعد لحظات تتعالى صرخات مرعبة كأنها آتية من قعر الجحيم

كنت متجمدة أمام الغرفة الغرفة أرتجف كورقة شجر وسط العاصفة، وبعدها خرج جدي وقد تبدل رأسه برأس أفعى الكبرى

ثم فجأة انقض علي فاتحا فمه، صرخت بقوة واستيقظت وأنا أتعرق و أرتجف، خرجت من سريري و ألقيت نظرة على الجوار

كان المنزل هادئ جدا  والعجيب أن والداي رغم صراخي لم يستيقظا، هبطت على الدرج بهدوء ووقفت أمام الغرفة مجددا

ثم فجأة علت صرخة قوية من داخلها، من هولها وقعت على الأرض، وزحفت إلى الخلف، وقلبي يكاد يخرج من مكانه

بدأت الصرخات تزيد وتعلو أكثر، كانت وكأنها لشخص يحرق حيا أو أسوء من ذلك كأنه يسلخ جلده حيا

كنت في الثامنة من عمري، كان من الصعب أن أتحمل كل ذلك الرعب، خارت قواي و أغمي علي في صباح اليوم التالي فتحت عيناي في غرفتي

وتعجبت كيف وصلت إلى هناك، وقبل أن أغادر فراشي وجدت جدتي تفتح باب الباب واتجهت نحوي

كنت سأخبرها بما حدث ولكنها فاجئتني حين قالت "هل تريدين إغضاب جدك؟ألم ينهاكي من الاقتراب من تلك الغرفة؟"

أومأت برأسي موافقة وقلت "آسفة جدتي لم أقصد الذهاب إليها، ولكن تلك الأصوات...."

قبل حتى أن أكمل صرخت جدتي بوجهي "لا شيء هناك، فقط ابقي بعيدة عن ذلك الباب، لن نكرر نفس الكلام كل يوم "

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن