عماد 1

40 6 2
                                    

هذه بعض القصص الغريبة التي حدثت معي، قد تنفجر ضاحكا في نهايتها وقد تجدها مملة وسخيفة ولا تستحق أن تضيع وقتك وجهدك على قراءتها  لذا فقط سأبدأ بأول قصة

الجميع ينعتني بالجبان والبعض الآخر بالدجاجة، وبصراحة هم على حق  ،فأنا شديد الخوف والرعب من كل شيء تقريبا وبالأخص من الظلام

فبمجرد أن يسدل الليل ظلامه حتى أبدأ بالارتجاف والبكاء إن كنت خارج البيت في تلك الأثناء

صدقوني حتى أنا لا أعرف سبب كل ذلك الخوف، رغم أنني لم أعد طفلا، ولكن كبرت وتضخم الخوف والرعب في داخلي

ذات ليلة كنت خارج البيت وأذن المغرب وكان الظلام قد بسط سيطرته على الأرض، جلست بالقرب من المسجد بعد أن صليت وأنا أرتجف وأطلب من الله أن أجد شخصا يرافقني حتى باب منزلي

كان الجو باردا  والجوع بلغ بي مبلغه وصارت معدتي تهضم نفسها

كان بعض الشباب الذين يعرفون عن خوفي يتهامسون في ما بينهم ثم ينظرون إليّ وينفجرون ضحكا، أولائك الحمقى بدلا من أن يمدوا يد العون يزيدون الطين بلة

تجاهلتهم وجلست أنظر إلى ذلك الزقاق المظلم الذي يفترض بي أن أمر منه كي أصل إلى بيتي الدافئ وأحتسي حساء أمي اللذيذ  آه فقط لو أملك ذرة واحدة من الشجاعة لكنت أنعم بالدفئ والشبع الآن

شعرت بيد على كتفي جعلتني أطلق صرخة كالنساء وانتفضت واقفا من مكاني  ،لينفجر كل الجالسين ضحكا  ،الآن في هذه اللحظة أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعني

نكست رأسي ليقول الرجل الذي وضع يده على كتفي "سلامات يا رجل....ههههههههههههه...أنا حقا آسف لم أقصد إخافتك "

نظرت إليه بضيق وقلت بخجل "لا...لابأس...الذنب ذنبي لأنني شردت "

توقف عن الضحك وجذبني بعيدا عن أولائك الحمقى وقال "هل تنتظر من يرافقك مجددا؟"

أومأت له بحرج وقال بلطف "ما رأيك أن ندخل إلى المسجد حتى نصلي صلاة العشاء وسأرافقك بعدها "

ابتسمت بسعادة وكنت على وشك إمطاره بالقبل لو لا أن سيطرت على نفسي بصعوبة، لا أريد أن أضيف هذا إلى سجلي الأسود

بعد صلاة العشاء خرجنا أنا والرجل الطيب وكنت على وشك الالتصاق به كما تلتصق الكوالا بالشجرة لولا خجلي، لذا جعلت خطواتي موازية لخطواته  ورغم ذلك لم أتوقف عن الالتفاف كل ثانية وكأن شيء غامضا سيظهر فجأة من الظلام ويسحبني معه

لاحظ الرجل ذلك وقال بهدوء " إستعذ بالله  من الشيطان يا عماد، لما كل هذا الخوف وأنت تعلم أن الله معك أينما ذهبت "

تنحنحت بحرج وقلت "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أنا لا أعرف حقا كيف أتخلص من كل هذا الخوف؟فقد سئمت هذه الحال "

باناشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن