♡4♡

1.3K 123 38
                                    

‏فَكَمْ تَوَالَىٰ اللَّيلُ... في وَحْشَةٍ
وفَوقَ ثَغْرِ الجُرْحِ لَحْنُ انْكِسارْ

شَكْوَىٰ علَىٰ شَكْوَىٰ...وتَنْهِيدَةٌ
ثَكْلَىٰ... وأَحْلامٌ عَلَيها غُبَارْ

يَخَافُ قَلْبُ الحَيِّ...مِنْ ظُلْمَةٍ
تَشْتَدُّ... حتَّىٰ لا يَبِيْنَ النَّهَارْ

________

ليس من السهل أبداً أن تشاهد شخص يموت أمامك ولا تعرف كيف تتصرف ، و كأن عقلك توقف عن العمل في أشد اللحضات حاجة إليه و كأنك دخلت في غيبوبة مؤقتة ، هذا كان حال مي ران ، كانت تحارب بداخلها لتخرج من حالتها تلك وتنقذ حياة هذا الشاب ، تتقاتل مع ذاتها ، تذكر نفسها أن هذا لا يجب أن يحصل ، تقدمت باندفاع تبعد الممرضة التي كانت
تقف بجانب جي هو ، مدت يديها نحو ملابسه و بكل قوة مزقت قميصه ، ليظهر أمامها صدره العاري ، بصوت عالٍ صاحت للممرضة بجانبها ....

" بسرعة أشحني جهاز الصدمات على المئتين "

فعلت الفتاة ما طلب منها ، لتمسك مي ران بالجهاز وتقربه لصدره ثم أردفت

" ليبتعد الجميع "

نفذت الممرضات كلامها ، لتبدأ هي بصعق قلبه حتى تحفزه على العودة للعمل ، لكن لا استجابة ، أردفت مرة أخرى
" أشحنيه على مئتين و خمسين بسرعة "

نُفذ ما طلبته ، لتكرر ما فعلته سابقاً لكن لا استجابة أيضاً ، بقيت تكرر ما تقوم به حتى وصلت لشدة ثلاثمئة و خمسين ، عندها تحدثت إحدى الممرضات
" هذا يكفي لا أمل بعودته "

نظرت لها مي ران بنظرة غضب أرتعدت لها أوصالها
" أخرسي واللعنة ، سأظل أحاول لآخر رمق "

هذا ما أردفت قبل أن تصعق قلب المريض بتلك القوة ، عندها بدأ جهاز تخطيط القلب برسم خطوط متعرجة بدل الخط المستقيم الذي كان عليه قبل قليل دلالة على عودة القلب للعمل ، زفرت مي ران أنفاسها بارتجاف ، لقد كانت خائفة ، خائفة جداً أن يموت هذا الشاب ......

دقيقة قد مرت و ها هو الطبيب بيون يدخل لغرفة المريض و يتفقد حالة مريضه ، وصفت له الممرضات ما جرى و الإسعافات التي قاموا بها ، أما مي ران فلم تعر لهم أهتمام وخرجت من هناك تاركة كل شيء خلفها ، هي كانت تبدو كمن غاب عن هذه الدنيا ، جسدها بأكمله يرتجف ، لا تستطيع التحكم بإرتعاش يديها ، تشعر وكأن قلبها سيخرج من مكانه .....

توجهت بخطوات مترنحة إلى الحمام ، و هناك فور دخولها ، فتحت صنبور الماء لتبدأ بغسل وجهها مراراً وتكراراً ، تحاول استعادة رباطة جأشها ، هي تعرف جيداً في قرارة نفسها أنها ستتعرض لهكذا مواقف ، لكن المرة الأولى دائماً ما تكون قاسية .....

عشر دقائق مرت حتى استعادت رشدها وعادت انتظام تنفسها ، خرجت من الحمام لتتجه مباشرة لمكتب الطبيب بيون ، تريد إعلامه بما توصلت له بأقصى سرعة ، هي لا تعرف متى ستأتي للمريض نوبة أخرى قد تودي بحياته بالفعل .....

MY HEARTBEAT // BBHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن