نادلي الجميل12

1.5K 53 16
                                    

أقفل سان الباب ثم استدار بهدوء ليسير اتجاه ذلك السرير الذي كان وويونق يغط بالنوم على مفارشه الناعمة و قد جلس ببطء بقربه ليرفع كفه مربتا على خده و تارة يمسح على شعره محاولا إيقاظه و هو يردد بصوت دافئ "وويونق؟" ففتح وويونق عيناه ليكون سان هو أول شخص يراه أمامه فما كان له إلا أن يبتسم في وجهه ليقول "هل استيقظ بالفعل؟"، هز سان رأسه قائلا "أجل" ثم انحنى بقربه ليقول "هيا، اغسل وجهك و دعنا نتناول الافطار سويا"، جلس وويونق بحماسة و قد أعطى قبلة لطيفة لسان ليذهب إلى الحمام بعد ذلك تاركا تلك الابتسامة تزول ببطء من على شفتي سان فسان يعلم أن الفراق يسير نحوه و يصبح أقرب كل ثانية و هو ينتظر فقط اتصالا يعلمه بجاهزية والدا الفقيد و قد تم إخباره أنه سيتلقى اتصالا خلال أسبوع لذلك قام بحجز هذه الغرفة لإسبوع و هو يخطط قضاء أجمل اللحظات مع وويونق قبل تركه

غسل وويونق و وجهه و قد تناول الافطار مع سان ليخرجان إلى السوق بعد ذلك و يبتاعان الثياب ليتنزهان و يزوران مختلف الأماكن فمضى هذا اليوم المليء بالسعادة إلى أن أصدر هاتف سان صوت إشعار لتلقيه تلك الرسالة التي بدلت ملامحه و محت سعادته جاعلة جسده يرتجف فما كان له إلا أن يخبر وويونق أنه متعب و سيعودان إلى الفندق فسايره وويونق رغم ملاحظته لغرابة سان و قد عادا إلى الفندق بعد ذلك و دخلا ليضعان ما يحملان من أكياس فطلب سان من وويونق أن يرتب ثياب كلن منهما في حقيبته إلى أن يجري هو مكالمة ثم غادر تلك الغرفة تاركا وويونق مع مشاعره الغير مرتاحة ليقوم هو بمكالمة أكدت له أن عليه إيصال وويونق إلى منزله في الغد و تمت مشاركة الموقع لينهي سان تلك المكالمة و قد أنزل هاتفه ببطء و نفسه يرتجف كما قلبه المثقل و الدموع تتوافد لتنهمر لكنه استطاع تمالك نفسه رغم حزنه فهو لم يتمكن حتى من جمع الذكريات و إمضاء الوقت مع وويونق و قد استدار بعدها ليدخل إلى الغرفة و اتجه نحو وويونق ليقول "احزم جميع أغراضك، سنغادر غدا" سرعان ما رفع وويونق رأسه لتلك النبرة الغريبة و الغاضبة و قد قال بصوت منخفض لقلقه من أن سان قد يكون غاضب "ماذا؟ ألم تقم بالحجز لمدة إسبوع؟"، أجاب سان ببرود و قسوة "أجل، لكننا سنغادر غدا" ثم استدار و هو يضع يديه في جيبيه ليتجه إلى الحمام جاعلا وويونق في حالة من التفاجئ فسان لم يحدثه بهذه النبرة أو تلك الطريقة مؤخرا و هو يعلم أن سان يتصرف بقسوة عند شعوره بالضعف لكنه لا يعلم كل شيء فما كان له إلا أن يصمت ليحزم أغراضه فقط

حل الصبح و قد خرج سان باكرا ليستلم سيارته التي تم شحنها له فلقد كان ينوي التجول بها مع وويونق خلال إسبوعه الأخير لكن الامور سارت كمعاكس ما خطط فحجز تذكرة ليقوم بإيصال وويونق إلى منزله و يذهب إلى المطار بعد ذلك، قام سان بتحميل حقيبته و حقيبة وويونق ليركب و يدير المحرك بعدها بينما وويونق يجلس بجواره و لا يدور بينهما سوى ذلك الصمت لتفكير وويونق المستمر بأن سان غاضب لكنه قرر أخيرا كسر ذلك الصمت و قد إلتفت إلى سان الذي ظل يتجاهل النظر إليه ليقول "أخبرني ما بك؟" سرعان ما هم سان لفعل ما يجيده و هو التزييف فالتفت إلى وويونق و ابتسم قائلا "لا شيء، في الواقع إنه العمل، لقد أفسد إجازتنا" و عاد لينظر إلى الطريق شادا يديه على المقود بينما وويونق كان قد صدق تلك الكذبة و زال قلقه غير مدرك لسان الذي يتمنى أن كل إشارة حمراء يقف عندها تبقى على حمرتها و لا تتغير

𝑴𝒀 𝑩𝑬𝑨𝑼𝑻𝑰𝑭𝑼𝑳 𝑾𝑨𝑰𝑻𝑬𝑹 // ووسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن