نادلي الجميل16

1.3K 55 24
                                    

حاول سان إعادة الاتصال بوويونق الذي ظل يركض حتى لفه التعب مثقلا أنفاسه بينما هو متمسك بذلك الهاتف و الذي كان أمله الأخير بأن يرى سان مجددا لكن مدخرة هاتفه كانت قد فرغت ليصبح كل ما يحمله هو غرض عديم الفائدة و بالرغم من هذا إلا أن وويونق لم يستسلم و ظل يحاول إعادة تشغيل هاتفه بجهل منه أن مدخرته فارغه بينما هو يركض فارا بلا وجهة في أعماق تلك الظلمة في حين أن سان كان قلبه يتمزق خوفا مع دموع قلقة و غاضبة تملأ عينيه و أخيرا خسر موقع وويونق بسبب نفاذ تلك المدخرة ليصبح هائم لا يرافقه إلا خوفه من المجهول لكن سان كان قد اقترب من مكان وويونق بالفعل و صدفة أوقف سيارته في تلك الأرجاء ليحمل سلاحه و ينزل منها مسرعا تاركا إياها تعمل و هي مفتوعة الابواب بلا مبالاة و قد اتجه إلى جانب الطريق قريبا من ظلمة تلك الأشجار ليصرخ مناديا "وويونق!" و يتردد صدى صوته مع دخان أنفاسه الساخنة في تلك الليلة الباردة و لحظات ليبدأ بالسير في الأرجاء و هو لا يكف عن الصراخ و المناداة باسم وويونق في حين أن وويونق كان يجري تتخلل تلك الجرية الوقعات المنهكة و قد سلك طريق مستقيما و هو لا يسمع سوى صوت أوراق الشجر اليابسة التي كانت أقدام أولئك الرجلين تطأها و هما يلحقان به لكن وويونق كان قد خرج إلى الطريق ليرى سيارة سان التي كانت تقف في الناحية الأخرى فلم يكد يصدق أعينه و قد جمده التفاجئ ليصرخ بعدها قائلا "سان!" و هم ليركض إليها لكنه كان أشد تعبا و قد لحقا به أولئك الرجلين ليمسكان به مصمتين فمه و عادا لجره جانبا بين تلك الضلمة فأوقع وويونق هاتفه ليدخلان به مجددا عميقا بين تلك الأشجار و قد ألقيا به أرضا لعلمهما أن قواه خائرة و لن يستطيع الهرب مجددا لكنهما شعرا بحقد و غضب عارم لجعلهما يعانيان و يلحقان به كل تلك المسافة فما كان لأحدهما إلا أن يقترب لينحني و قد أمسك بوجه وويونق الذي يلطخه عرقه مخلوط بدمه و ضغط على خديه ليقول بنبرة غاضبة "أنت عنيد للغاية، لا بد أن تنال عقابك" ثم استقام ليركل وويونق تاركا إياه يلتوي بلا أي طاقة للمقاومة و أخذ ينهال عليه بالركلات حتى أوقفه الآخر قائلا "مهلا، أنت تصدر ضجيجا، لندفنه فقط" فنظر إليه ليقول "لن يحدث ذلك بسهولة" ثم أنزل يده و الابتسامة ترسم ببطء على شفتيه ليرخي حزام بنطاله و أشار بيده إلى وويونق ليقول "أمسك به" فما كان للرجل الآخر إلا أن ينفذ و قد جلس مسرعا ليمسك بوويونق الذي كان بالكاد يتنفس بينما هو ينظر إلى هذا الشخص بردائه الأسود ينخفض على ركبتيه ليقترب منه بهدوء و قد انحنى أكثر بعدها ليقول "هل مؤخرتك جاهزة؟" سرعان ما بصق وويونق عليه و بلا تردد بينما هو متمالك لدموع العجز و الخوف التي ملأت عيناه لتسيل خارج إرادته مع شعوره الذي يخبره أن كل شيء سينتهي بطريقة سيئة و وحشية و هو يرى هذا الشخص أمامه يشتعل غضبا ليرفع كفه محاولا صفعه فأغلق عينيه لكن كل شي توقف عندما سمع الجميع ذلك الصوت الصاخب و الذي يجبر الشخص على الانحناء و قد شعر أحدهما بحرارة شيء ما مر بالقرب منه سرعان ما علما أنها طلقة سلاح فما كان لهما إلا أن يجرا وويونق ليحتميان خلف تلك الشجرة الكبيرة و قد أظهر كلن منهما سلاحه استعدادا للمزيد لكن كل شيء هدء ليختلس أحدهم النظر و يرى ذلك الظل الطويل يقف مشيرا بسلاحه إلى ناحيتهما و تلك الأعين التي تنظر بحدة و برود في نفس الوقت سرعان ما عاد خلف جذع تلك الشجرة ليهمس بقلق قائلا "اللعنة، إنه السيد تشوي!" فرد الآخر "لكن مالذي أتى به؟" ثم و بقلق مخلوط بالتوتر نظر إليه ليقول "لا بد من تنفيذ كلام السيدة لذا دعنا نحاول التخصل منه دون أن يتأذى" فأجابه بالمواقفة ليعم الهدوء للحظات حتى صرخ سان الذي كان قد وجد هاتف وويونق على جانب الطريق و قاده إلى هنا قائلا "أعيداه لي الآن!" ليطول الصمت و السكون بعدها مجددا إلا أن وويونق كان قد استجمع قواه و سيطر على نَفسه المرتجف ليبتلع لعابه الذي جف خوفا و استغل غفلتهما ليبدأ بالزحف ببطء دون أن يدركاه حتى تمكن من الابتعاد قليلا لينهض بعدها مسرعا إلى سان و هو يصرخ باسمه حتى تلاقت أجسادهما و اقترب منه ليلقي بنفسه بين أحظانه بقوة جاعلا سترة سان المجعدة تنتفض كقلبه الذي تحطم عندما رأى هيئة وويونق المتعبة و رأسه الملطخ بالدماء و التراب يغمده

𝑴𝒀 𝑩𝑬𝑨𝑼𝑻𝑰𝑭𝑼𝑳 𝑾𝑨𝑰𝑻𝑬𝑹 // ووسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن