نادلي الجميل11

1.7K 62 24
                                    

اشتدت أشعت الشمس ففتح وويونق أعينه ببطء و أخذ ينظر إلى السقف بشرود و كأن ما حدث البارحة كان حلم جميلا ثم جلس بعد ذلك و الابتسامة لا تكاد تفارق وجهه لكن تلك الابتسامة تلاشت عندما التفت إلى موضع سان و لم يجد به سوى ورقة، مد وويونق يده باستغارب ليأخذ تلك الورقة التي كتب سان بها "علي المغادرة" ثم وجه مبتسم كتب بجواره "أحبك" فابتسم وويونق و عاد ليستلقي فارشا ذراعيه و كأنه يعانق السعادة التي تجتاحه حيال أي شيء يخص سان

مضى النهار بينما سان يجلس في غرفته و تفكيره المستمر حول إعادة وويونق إلى عائلته و تركه هناك ليرجع إلى منزله وحيدا يثقل قلبه و يجعله على وشك الانهيار و ظل متماسكا بالكاد و قد قرر أخيرا الذهاب إلى منزل وويونق بعد أن حجز تذاكر الطائرة و رتب كل شيء، ذهب سان إلى منزل وويونق و قد وصل ليوقف سيارته و يمد يده محاولا إطفاء ذلك المحرك لكن كفه المرتجف كان بالكاد يمسك بذلك المفتاح و عقله المشتت لا يركز، كل شيء يشده للأسفل حتى قدماه التي حطها على الأرض شعر و كان أثقال علقت بها لتجعل بضع خطوات تجاه باب وويونق صعبة عليه، تقدم سان و قد رفع يده ببطء و كأنه متردد ليطرق باب وويونق و غمامة الحزن قد عششت فوقه لتجعل أعينه على وشك أن تمطر لكن سان تراجع للحظة و قد كبله حب وويونق و خشية فقدانه بينما هو لا يعلم مالذي يجدر به فعله و أفكاره متشتته لتجعله يدخل يده في جيبه مخرجا هاتفه و قد فتحه محاولا إلغاء تلك التذكرتين و ماهي إلا نقرة واحدة بإصبعه الذي كان يتجه نحو تلك الشاشة ليلغي كل شيء لكن وويونق فتح الباب حينها، تفاجئ سان بقلق و قد خبئ هاتفه خلفه بسرعة ليبتسم فقط فتقدم وويونق الذي تفاجئ بدوره بمجرد فتحه الباب و رؤيته سان ليقول "أنت هنا!"، أنزل سان رأسه بتوتر و حاول التفكير في أقرب كذبة فقال "في الواقع لقد وصلت توا، كنت سأتصل بك لتفتح لي الباب"، ابتسم وويونق أيضا ليقول "ادخل، سأرمي القمامة فقط و أعود" فهز سان رأسه ليذهب وويونق و يدخل هو متجها إلى غرفته، جلس سان و هو يستجمع قواه كل ثانية فأتى وويونق ليدخل و يغلق بابه متجها إلى غرفته حيث سان و السعادة تغمره و تتضح عليه بشدة و قد اقترب ليجلس بجواره فعدل سان طريقة جلوسه و ابتلع لعابه الذي يكاد يجف ليزيف السعادة قائلا "لقد حجزت لنا و سنسافر لبضعة أسابيع و نتنزه"، تفاجئ وويونق بفرح ليقول "حقا؟" فهز سان رأسه لكن سرعان ما قال وويونق بصوت منخفض و كأنه خائب "و ماذا بشأن العمل؟"، وضع سان كفه على رأس وويونق ليقول "لا تقلق، سبق و أن اتصلت بالمدير و أخبرته بأني سأسافر لعمل ما و سآخذك معي" سرعان ما اجتاحت السعادة صدر وويونق و هو يعلم أنه سيقضي أخيرا وقت طويل و مميز مع سان فما كان له إلا أن يقترب بسعادة مختطفا قبلة لطيفة و قد عانقه للحظات ثم ابتعد عنه ببطء و كأنه لم يرد نهاية لهذا العناق، وقف سان بعد ذلك ليقول "لدي عمل أقوم به الآن و سأذهب لاحزم أمتعتي بعده لذا احزم امتعتك أنت أيضا فالرحلة مساء اليوم"، أجاب وويونق "حسنا" فقال سان "لكن لا تأخذ الكثير، قميصان و بنطالان تكفي" سرعان ما رد وويونق بتفاجئ قائلا "ألم تخبرني بأن الرحلة ستكون لعدة أسابيع؟ إنه وقت طويل"، ابتسم سان محاولا أن يكون في حالة طبيعية ليقول "أجل لكننا سنشتري الثياب من هناك و لن نأخذ الكثير معنا فنحن نريد التنقل بسهولة"، هز وويونق رأسه باقتناع فقال سان "حسنا، سآتي لآخذك في الثامنة" و غادر تاركا وويونق على غفلته ليعود إلى منزله دون أن يخبره بشيء و قد تركه ليأخذ القليل من الثياب لرغبته في شراء ثياب جديدة له فلقد رأى خزانته و بها تلك الثياب القديمة و المهترئة، دخل سان و خطواته بطيئة كبطئ تلك الدقائق بالنسبة له و في الواقع لم يكن لديه عمل يقوم به بل أراد الخلوة بذاته ليستطيع تمالك مشاعره المتزعزعة و التي بمجرد هزها ستنهار، خطى سان إلى الداخل أكثر لتحيط به ظلمة حزنه مجددا و قد أتى بحقيبة ليلقي بها أمام خزانته المفتوحة ثم اقترب و أخذ يرمي ثيابا عشوائية بها و بلا مبالاة متخيلا ذاته و هو وحيد مجددا لكنه كان قد سحب إحدى قمصانه ليرى ثياب وويونق التي احتفظ بها بعد أن ألبسها وويونق له، افلت سان ذلك القميص و قد مد يده ببطء ليلتقط تلك الثياب و قربها إليه لينظر إليها مقلبا إياها في كيفيه ثم رفعها ليشتمها و عيناه تكاد تخر بالدموع ليهمس بصوته المرتجف قائلا "سيبقى لي شيء منه على الأقل" ثم أعاد طيها ليضعها في مكانها و أغلق خزانته ليجلس و يغلق تلك الحقيبة بيداه التي خلت من القوة للحظات و كأنها شلت

𝑴𝒀 𝑩𝑬𝑨𝑼𝑻𝑰𝑭𝑼𝑳 𝑾𝑨𝑰𝑻𝑬𝑹 // ووسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن