نادلي الجميل7

2.2K 93 24
                                    

ظهر الصبح ليستيقظ وويونق مبكرا و قد أفطر و غسل أطباقه ليخرج من المطبخ متجهات إلى غرفته ثم دخل بهدوء ليتقدم نحو سان فرأى أنه لايزال يغط في النوم فما كان له إلا أن يأخذ كتابا ليتجه إلى تلك النافذة التي تخترق أشعة الشمس زجاجها كل نهار لتحي يومه بعدما مضى ليله ميتا بالبكاء، جلس وويونق أمامها و قد قرأ ما يكفي ليضع فاصل الكتاب حيث توقف ثم وضع ذلك الكتاب جانبا ليبدأ بالغناء بعدها بصوته الشجي مرددا كلماته الدافئة تلك ففتح سان عيناه ببطء و هو يسمع صوتا بذلك الجمال لكنه جلس بسرعة و أخذ ينظر إلى وويونق بتفاجئ فهو لا يعرف كيف جاء إلى هنا و لا يعرف حتى أين هو و قد أنزل ناظريه باستغراب و أخذ ينظر إلى جسده الذي غطته تلك الملابس الغريبة فهمس لنفسه قائلا "مالذي حدث؟" لكن همسه ذلك كان قد قطع غناء وويونق و جعله يلتفت بسرعة، نظر وويونق إلى هيئة سان اللطيفة مع شعره الذي بُعثر لنومه و قد ارتفع سرواله عن إحدى ساقيه فتشجع وويونق ليتحدث فقلد بدا سان هادئا و لطيفا جدا فقال "لقد استيقظت، صباح الخير"، صمت سان قليلا حينها فلم يعتاد على سماع هذه الكلمة من أحد لكنه كان قد رد بخجل قائلا "صباح الخير" ثم أبعد ذلك الغطاء عنه ليقول بصوت هادئ "أخبرني، أين أنا؟ كيف أتيت إلى هنا؟"، وقف وويونق مقتربا من سان و قد حكى له كل ما حدث في الليلة الماضية و انحنى أخيرا ليشكره على الدفاع عنه أمام ذلك الزبون قائلا "أنا أشكرك بشدة، كنت لـ…" لكن سان قاطعه قائلا "لا بأس! لا تقل هذا، كان ذلك واجبي" فاستقام وويونق من انحنائته تلك ببطء لينظر إلى سان الذي كان يدحرج أنظاره في المكان لخجله فابتسم له ليدركه سان و قد رد على ابتسامته اللطيفة تلك بابتسامة متقطعة، خفيفة و غير واثقا و أنز رأسه بعدها متجاهلا النظر ليقول "حسنا، مالوقت الآن؟"، رد وويونق "إنها السابعة و النصف" فهز سان رأسه بينما شعور الراحة تجاه منزل وويونق قد عانقه و هذا شعور افتقر له في منزله الخاص فظل جالسا للحظات و كأنه لم يشأ الخروج لتطمئنه التام فمضت لحظات من الصمت ليتحدث سان بعد ذلك طالبا وويونق الذي أخذ ذلك الكتاب ليعدل علامته التي به قائلا "أريد الاستحمام، هل أستطيع؟" فالتفت وويونق مجيبا "بالتأكيد يا سيدي" لكن سان تفاجئ بمنادات وويونق له بتلك الطريقة خصوصا أنه بدأ يطلق مشاعره تجاهه و بدأت عواطفه الصلبه تلين ببطء ليقول "توقف عن مناداتي هكذا، نادني فقط بـ"سان"" ثم أنزل ناظريه بخجل فهو غير معتاد على أي من الاحاديث كهذه فابتسم وويونق و رد "حسنا" لينهض سان بعدها من السرير لكن تأثير الكحول لم يزل كليا و قد تمايل لذلك الدوار و كاد أن يقع لو لا حضن وويونق الذي لفه، احتر جسد سان حينها و اجتاحه خجل شديد لقرب وويونق منه و الإمساك به دون رادع و لتلك المعاملة اللطيفة أيضا ليبتعد بعدها بهدوء عن وويونق قد أخذ يعقد أصابعه ليقول "أين الحمام؟" فأشار وويونق إلى الحمام ذو الباب الخشبي و الذي كُسر من الأسفل قائلا "إنه هناك لكنك تحتاج إلى الثياب" فصمت سان ليمسك وويونق بيده و اتجه معه نحو خزانته الصغيرة ليخرج منها سروالا رماديا يقصر الركبة قليلا مع قميص أسود اللون و طويل الأكمام و قد أخرج منشفة نظيفة لعطيها إليه فأخذها سان و اتجه إلى ذلك الحمام ليدخل و يغلق الباب، استدار سان لينظر إلى يده فاجتاحه ذلك الشعور الغريب و السعيد ليجعله يبتسم بلا شعور منه لكن سرعان ما انتشر بن الشعور بالذنب لينزل كفه بخيبة محدثا نفسه و بصمت قائلا "بعد كل مافعلته به اعتنى بي جيدا و ادخلني عقر داره ليلبسني من ثيابه أيضا، اللعنة" و قد مضت لحظات ليستحم سان بعد ذلك فعاد وويونق ليجلس بجوار النافذة و على كرسيه ليمسك بكتابه مكملا قرائته لكن هدوء الصباح و زقزقة العصافير لا تقاوم فما كان لوويونق إلا أن يغلق كتابه و التفت لينظر عبر تلك النافذة متأملا زرقة السماء الصافية لكنه أنزل ناظريه ليرى قطة صغيرة وسط الشارع فأشفق عليها و خرج ليلتقطها مبعدا إياها عن ذلك الطريق

𝑴𝒀 𝑩𝑬𝑨𝑼𝑻𝑰𝑭𝑼𝑳 𝑾𝑨𝑰𝑻𝑬𝑹 // ووسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن