...بعد نصف ساعة:
طرقت الباب و انتظرت.. لكن دام انتظاري..
- نغم نحن ننتظر هنا منذ عشر دقائق. لا أحد في هذا المنزل. هيا لنرحل..شعرت بخيبة أمل ممزوجة ببعض القلق. استدرت مترددة يائسة للرحيل فوجدتها أمامي. تلك العجوز الطيبة تحمل كيسين كعادتها. يبدو أنها قد عادت للتو من التسوق.
ما إن رأتني حتى ابتسمت ابتسامة وديعة و استقبلتنا داخل منزلها. كنت أتجاذب أطراف الحديث معها بينما وقف سيف بجانبي صامتا.
- كم شعرت بالسرور لرؤيتك يا ابنتي. فضل منك العودة لزيارتي مجددا. ظننت أنك رفضت دعوتي أو نسيتني. لقد مضت ست أشهر.
- كيف لي أن أنساك؟ أنا لا أنسى شخصا عاملني بلطف.- كم أنت طيبة.. محظوظ من يملك قلبك يا صغيرتي.. أهو هذا الشاب الذي قدم معك؟
نظرت إلى سيف بارتباك فبادلني النظرات ذاتها لنقول:- لا.. لا أبدا.. ليس الأمر كذلك.. نحن مجرد أصدقاء..
و أضفت:
- إنه طبيبي النفسي.- طبيبك النفسي؟ لماذا تحتاجين لطبيب نفسي و أنت بصحة جيدة لديك أصدقاء يرفهون عنك و كذلك عائلة تحيط بك و تسعى إلى تربيتك و السهر على راحتك؟
- لقد توفي جميع أفراد عائلتي عندما كنا في طريقنا إلى ضيعة جدي.توقفت العجوز عن الكلام و اختفت تلك الابتسامة الوديعة عن محياها لتعوضها نظرات أسى و حزن شديدين ثم قالت بنبرة هادئة:
- أنا أعلم شعور أن تفقدي شخصا تحبينه. سيطلب منك الجميع التحلي بالأمل و القوة و نسيانه لكنك لن تتمكني من ذلك.
![](https://img.wattpad.com/cover/242563387-288-k749336.jpg)
أنت تقرأ
﴿أسفك لن يغير شيئا﴾
Romanceإنها غريبة الأطوار.. غريبة بشكل جميل. لن أقول أنها كانت آية في الجمال لدرجة أني لم أحتمل معاتبتها أو أن تموجات شعرها الأسود ترسل ذبذبات من الجاذبية و الآختلاف أو أن نظراتها بإمكانها نقلي إلى عالم آخر من السحر رغم حدتها أو أن نبرة صوتها مميزة تخترق ا...