_14_

103 13 26
                                    

...

وصلت إلى المنزل و دلفت إلى داخله وسط حيرة جدتي لأقول:
- انتظريني سوف أنيم الطفلة و أنزل إليك.

صعدت السلالم نحو غرفتي لأضع الصغيرة التي توقفت عن البكاء منذ برهة على السرير لكن ما إن حاولت إبعادها عني حتى انفجرت باكية مجددا صارخة:
- ماما.. بابا.. أريد بابا..

نزعت يديها الصغيرتين عن قميصي برفق لأبتسم بمرارةو أقول:
- لا تخافي.. سيأتي بابا بعد قليل.. حسنا؟

هدأت فتمكنت من وضعها على الفراش. استلقيت بجانبها فاقتربت مني. داعبت شعرها الحريري فقالت ببراءة:
- ماما دائما ما تلاعب شعري هكذا كي أنام.

ابتسمت لأسألها في حيرة:
- اسمك مريم؟
- أجل و أنت؟
- اسمي نغم.
ما إن قلت ذلك حتى ابتسمت لتظهر غمازة ظريفة في خدها و تجيب:
- إذن أنت هي خالتي نغم.

- خالتك؟
- أجل.. ماما دائما تحدثني عنك و تقول أنك طيبة للغاية.
- من أمك؟
- أمي؟

قالت ذلك في حيرة من أمرها فغيرت السؤال:
- ما ٱسم أمك؟
- اسمها جوري.
ما إن قالت ذلك حتى شعرت بالتعجب و الحيرة فأضفت:
- و ما اسم أبيك؟
- رائد..

قلت بصوت مرتجف:
- هل أنت متأكدة من ذلك؟
- أجل.. ماما أخبرتني بذلك. لم أر والدي في الواقع أبدا لكن أمي كانت تريني صوره في هاتفها و كانت دائما تبكي حين تفعل ذلك.
قالت جملتها الأخيرة بصوت حزين متعب قبل أن تغمض عينيها تدريجيا و تغفو في هدوء.

نزلت علي كلماتها كالصاعقة.. هذه الفتاة ابنةجوري و رائد؟ لكن كيف ذلك؟ لم لم يخبرني أي منهما؟

وقفت ببطء لأنزل نحو غرفة الجلوس. وجدت جدتي على أريكة بجوارها رائد الذي وضع رأسه بين يديه.ما إن سمع وقع أقدامي حتى رفع رأسه و وقف قائلا:
- نغم..

﴿أسفك لن يغير شيئا﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن