فتيات من جحيم

البارت التاسع عشر

أّحٌذّر مَنِ حٌوِأّء يِّأّ رجِلَ
فِّأنِتّ لَأّ تّعٌلَمَ بِمَأّ تّفِّګر
أّتّبِعٌ تّلَګ أّلَمَقِوِلَةّ لَعٌلَګ تَّّستّفِّيِّدِ
وِأّتّقِيِّ شٍر أّلَحٌلَيِّمَ أّذّأّ غٌضّبِ
فِّأّخَرجِ مَنِ تّلَګ أّلَحٌفِّرةّ قِبِلَ أنِ تّقِعٌ
فِّأنِتّ أصٌبِحٌتّ فِّريَِّّسةّ لَهِأّ
فِّريَِّّسةّ لَأنِتّقِأّمَ حٌوِأّء

الكاتبة/ أميرة عمرو

  *_____________________________*

كانت تجلس والقلق ينهش ابنتها صغيرتها لم تعد الي الآن ، انها قلقة عليها فهي إذا ابتعدت سيكون عودتها بمشكلة جديدة ،ابنتها غامضة للغاية لا أحد يعرف بما تفكر ،دائما كانت تختفي وتعود بعدها بقوة وجبروت أكبر ،لا تنكر ان ابنتها عانت ورأت الكثير ،ولكن ليست  مؤذية بل هي تتصنع القوة والشر حتي يهابها الجميع ..

كاميليا وهي تتنهد بقلق : اتأخرت أوي ..أنا قلقانة عليها

شعاع وهي تربت على كتفيها :اهدي كامي أريام مش صفيرة وهي كبيرة وقوية وبتعرف تتصرف كويس ...

كاميليا: عارفة بس أنت مش شفتي حالتها الصبح كانت عاملة إزاي وكمان كان واضح عليها التعب والإرهاق أكيد جالها أكبر وأبشع كوابيسها تاني ،بس اتظاهرت بالقوة علشانا واللي حصل كمان في المطعم دا اللي زود حملها وتعبها أكتر ...

جويرية بهدوء: أريام لازم تواجه اللي حصل ده وكمان اللي حصل زمان مكنش سهل ،دي فقدت النطق بسببه ،وانه يتعاد انهاردة من جديد دا يخليها تفكر وتحاول تعيد حسابتها من جديد وانها تتخطي حادثة الماضي دي والا توقف حياتها عليه وساعتها هتفضل عايشة في أسوأ كوابيسها ...

باسل: أنا رأيي من رأي جويرية، أريام لازم تدفن الحادثة دي واللي حصل انهاردة يمكن يكون هو الدافع لده ....

كاميليا: تفتكر انها تنسي ...

كريم بعقلانية ورزانة لا تليق بطفل: عمرنا ما ننسي ومفيش حد بينسي ،اللي حابب ينسي هينسي حتي لو كان ايه حصله ،بس احنا اللي بنفضل فاكرين علشان لما يجي الوقت المناسب نواجه ونقارن الماضي والحاضر باللي حصل ،يمكن نقدر نتعايش مع ذكريات الماضي الأليم ،ونعيش الحاضر باللي احنا عايزينه ،أنا عمري ما نسيت أسوأ حادثة في حياتي، ولسه سايبة أثر في حياتي، بس لما لقيت التعويض والاهتمام والحب منكم ،دا اللي خلاني أنسي واهدم الماضي وأرميه ورا ضهري ،بس أريام ملقتش فهي عمرها ما هتنسي الا لو هي كانت عايزة ده

كان الجميع ينظر الي ذلك الطفل بذهول هذه ليست عقلانية طفل بل رجل وخبير بالحياة ،انهم لا يعرفون علام يتحدثون ولكن فهموا أن حديثهم عن حادثة الحريق ،ولكن كلام ذلك الطفل جعلهم ينظرون له بإعجاب وذهول ،مهلاً يا أعزائي انه تربية أريام أو نقول غزال هه أو جحيم المعمار ،ولا تريدنه أن يكون هكذا ،اذا أنتم مخطئون ...