الفصل العشرون /الحادي والعشرين

134 15 8
                                    


(( الفصل العشرون))

.........................

استفاقت شادية مبكراً كعادتها وبرغم أن زوجها هاني قد أخبرها بأنه سيعود مبكراً من عمله،إلا أن هذا لم يمنع ذهابها إلى أميرة ،يحدوها الفضول في معرفة بقية الحكاية المُشوقة.
استقبلتها جارتها ببشاشة، وماكادت شادية تخطو داخل المنزل حتى هتفت بحماس: هل تصدقيني لو أخبرتك أنني كل ليلة انتظر انبلاج النهار لآتي إليكِ فأسمع باقي القصة؟؟
استدارت نحوها عندما وصلت إلى الأريكة في الصالة متابعةً: أميرة ،أشعر أنتي أسيرة حكايتك الآن!!

ابتسمت أميرة بلا حياة مجيبةً: صدقيني أنتي شادية إذا أخبرتك بأن القادم ليس سهلا أبداً.
عقدت حاجبيها بريبة لتطالع أميرة التي جلست قبالتها لتسألها: ماذا تقصدين؟؟؟
رمقتها أميرة بنظرات ذابلة واكتفت بتنهيدة مُتعبه خرجت من جوفها ،تناولت أوراقها لتتابع سرد الأحداث.

Flash Back.

جلست بجانب يوسف في السيارة لتنطلق بهما عائدةً إلى القصر،كانت أميرة صامتةً تراقب الطريق بوجهٍ جامد الملامح حتى وصلا، لكنها لم تترجل منها بل بقيت داخل السيارة مما أثار استغراب يوسف الذي سألها بهدوء: مالأمر أميرة؟؟ لمَ لمْ تنزلي؟؟

تطلعت إليه ترمقه بنظرةٍ غامضه لم يستطع تفسيرها، لتقول بعد برهةٍ بهدوء: لمَ فعلتَ هذا مع الضابط مجدداً يوسف؟؟؟
قطب جبينه بعدم فهم فأضافت مُوضحةً: لمَ أخبرته أنني خطيبتك ثانيةً؟؟ ألم تملَّ من توبيخي الدائم لك؟؟؟

احتدت نظراته وقست نبرته وهو يجيبها: ومالذي يُزعجكِ في إخباري له بأنك خطيبتي؟؟؟ ولمَ أنتي مهتمةٌ به اساساً؟؟؟ هل أعجبك جماله؟؟
صُدِمت من حديثه لتجيبه بانفعال: لا يحقُ لكَ بثّ هذه الشائعة عني يوسف.
فتحت الباب لتنزل إلا أنه قبض على رسغها بقسوة ليسألها و هو يصرُّ على أسنانه غيظاً: هل أنتي مُقتنعةٌ أنها مُجرد إشاعات ؟؟ متى ستشعرين بحبي لكَ أميرة؟؟
لم تجبه فصرخ بها باهتياج : أخبريني متى؟؟
نفضت يده عنها لتقول له بثباتٍ مُرددةً: أنا لستُ خطيبتك يوسف،ولن أكون كذلك يوماً.

وقبل أن يتهور عليها ترجلت من السيارة متجهةً إلى القصر بخطواتٍ أشبه بالركض،تاركةً يوسف خلفها يضرب مقود السيارة و هو يصرخ غيظاً.
مرّت ثوان معدودة حتى هدأ أخيرا، سحب هاتفه ليطلب أحد رجاله الأوفياء، ماإن استجاب الطرف الآخر حتى أخبره يوسف بكلمات مقتضبه لكنها تحمل دلالةً مفهومة: لقد حان الوقت، سأرسل إليك عنوانه حيث يتواجد الآن، قم بالتنظيف دون أخطاء.

أنهى المكالمة قبل أن يسمع الرد من الطرف الآخر، عبث بهاتفه قليلا كأنه يكتب شيئاً ما ، ماإن انتهى حتى رمى الهاتف بإهمال وهو يطالع شرفتها، وقد بانت علامات الغدر واضحةً في عينيه الزرقاء.

..............................................................

قاطعتها شادية مشيرةً بيدها: حسناً دعيني أسألكِ سؤالاً، ما كان شعورك حيال يوسف حقيقةً؟؟؟
التزمت الصمت لثوان معدودة بدت فيها كمن يفكر، ثم انشقّ ثغرها عن ابتسامة بسيطه قائلةً: أنا أعرف يوسف مذ كان عمري سبع سنوات، دخل منزلنا للمرة الأولى برفقة زوج والدته الذي كان صديقاً لوالدي حينها، توطدت صداقتنا بسرعة حتى أننا ارتدنا المدرسة ذاتها برغم أنه يكبرني بسبعِ سنواتٍ تقريياً.

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن