الفصل الأول والثاني

986 21 11
                                    

الفصل الأول .

- في أحد الأحياء السكنية في مدينة كيبيك، عاصمة ولاية كيبيك الكندية، وقفت شادية ببطنها المنتفخ، تطالع الثلج الذي بدأ يتساقط منذ وقت قصير، فلم يغطي بعد شوارع الحي الضيّقة المليئة بالحصى، كأنها إحدى شوارع المدن الأوروبية في العصور الوسطى.

كان الازدحامُ قليلٌ في هذا الوقت الباكر من النهار، تطلعت إلى زوجها النائم بضيق،والذي تعالى صوت شخيره لتعلم أنه قد حان موعد استيقاظه.

سارت شادية بتثاقل،تمشي فوق الأرضية الخشبية لهذا المبنى عتيقُ الطراز، حتى وصلت إلى حافة السرير لتصيح بزوجها: هاني، هيا استيقظ.

همهم هاني وهو يشيح بوجهه عنها بضيق، لتصيح بملل مجددا: هاني، هيا عزيزي حان وقت العمل.
وأيضا لم تجد استجابةً منه، لتنحني بجسدها قليلا ،حملت الوسادة لتهوي بها على رأس زوجها عدة مرات وهي تصيح به: هيا أيها الكسول، يجب أن تذهب إلى عملك.

حاول هاني أن يبتعد بوجهه ضربات زوجته وهو يصيح: حسنا،حسنا،لقد استيقظت!!!!
توقفت عن ضربه وهي تلهث بخفة، رفعت حاجبها كعلامة انتصار لتقول له: حسنا والآن تحرك أيها الكسول، لتذهب إلى عملك.

تحركت خطوتين للأمام ،قبل أن تستدير مجددا لتراه عاد لغطّ في النوم، فصرخت به : هاني!!!
انتفض هاني مجيبا: حسنا .
ضيقت عينيها بغضب،ضغطت على شفتيها وهي تضع يديها على خصرها، لتسأله بهدوء خطر: هل ستنام مجددا عزيزي؟؟؟

هو يعرف جيداً تلك النبرة التي غالباً مايتبعها إعصارٌ كاسحْ، فانتفض جالساً ليواجهها قائلا بابتسامة بلهاء: أُسعدتِ صباحا حبيبتي .
ابتسمت بانتصار فأجابت: صباح الخير حبيبي، هيا تحرّك إلى الحمام.

.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

انتهى هاني من ارتداء ملابسه الرسمية، فهو يعمل كمهندس تقني في شركة مرموقة، وقفت شادية تراقب الطريق أمامها، عندما خاطبها زوجها: انا ذاهب عزيزتي، هل تريدين شيئا أجلبه معي لأجلك؟؟؟

ردّت وهي شاردة في الطريق أمامها: لا عزيزي،فقط عُدْ إليّ سالماً.
اقترب منها ليزرع قبلة أعلى رأسها، مشى عدة خطوات قبل أن تهتف خلفه : لا تنسى هاتفك على الطاولة عزيزي.
استدار نحوها ليجدها موليةً إياه ظهرها، التفت إلى طاولة الطعام حيث كان جالسا، ليجد هاتفه بالفعل.
عاد ليأخذه ،وقبل أن يصلْ حدثته وهي ماتزال على وضعها: ولاتنسى اوراقك أيضاً،ستجدها على الأريكة الصغيرة هناك.

نظر حيث أشارت ليجد أوراقه بالفعل مسنودةً على الأريكة، استدار نحوها ليسألها باستغراب: وكيف عرفتي أنني سأنسى الهاتف والأوراق؟؟

ابتسمت وهي تستدير لتقابله: عزيزي،نحن متزوجان منذ ثلاث سنوات، احفظك وأحفظ تفاصيلك عن ظهر قلب.

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن