الفصل الحادي والثاني والثالث والثلاثون

123 14 9
                                    


(( الفصل الحادي والثلاثين ))

............

صدمة.......

بل صاعقة.......

بل زلزال هزّ كيانه، أيّ كلماتٍ في هذا العالم قد تصفُ ماشعر به في هذه اللحظة؟؟؟
شخصت أنظاره بذهول وتجاوز عدد دقات قلبه الألف بقليل، وهي هنا........في أحضانه......تتشبث به كما لو أنها تخشى ضياعه، أو ربما وجدت الأمان قربه.

لا يعلم حقاً سبب اندفاعها لاحتضانه هكذا، لكنه شعر بسعادةٍ لا مثيل لها، توهجت ظلاميتاه بعشقٍ طالما جاهد في إخفائه منذ لقاها، لكنه طفى وظهر على ليل مقلتيه الآن.

أغمض عينيه بتمهل ولم يقاوم مشاعره، وأيُّ مقاومةٍ قد تُجدي نفعاً وفؤاده مُتيمٌ بهواها؟؟ وهي بين يديه الآن؟؟
رفع يداه ببطء شديد ليحتضنها هو الآخر ،وابتسامة سعيدة عرفت طريقها إلى ثغره، أخفض رأسه ليشتمّ عطرها....ياآلهي!!....... رائحتها كما هي منذ واحد وعشرون عاما.
غابت كل الأصوات من حوله، لم يعد يشعر بشئ سوى بصوت أنفاسها يلطم صدره من خلف بذلته الرسمية، باختصار، توقف الزمن عنده في هذه اللحظة.

.............

منذ مدةٍ قصيرة جدا كانت تحيا حياةً مثالية، والدٌ مُحب ،ومربية عطوفة، وصديق طفولة وفي.
خلال أيام قلائل تركها جميعهم.
والدها قُتلَ ولم تعرف بعد قاتله، مربيتها محجوزةٌ في المستشفى ولا تعرف لماذا، صديق عمرها اختفى فجأةً والأمن الآن يبحث عنه وأيضاً...... لاتعرف لماذا.

حرفياً كانت تشعر بالضياع، لكنها وبمجرد أن تسمع صوته أو تراه تشعر بزمرةٍ من المشاعر التي لا تستطيع لها تفسيراً، حتى مع والدها لم تشعر بهذا القدر من الثقة والأمان التي تسيطر عليها حالما تراه، ولهذا احتضنته كطفلٍ تائه ثم وجد والدته، تنفست بعمق وهي تدفن وجهها في صدره وأغمضت عيناها بقوة .

.....................

ذُهل سمير مما رآه ،وقف مدهوشاً يُشاهد رفيقه والذي اشتُهر ببروده وجفاه يُعانق فتاةً تعرف عليها منذ أيام قلائل، انتبه من شروده على شهقة مُفاجآة صدرت عن ملك التي خرجت لتوّها من المطبخ وهي تحمل في يدها كوباً من البابونج لأميرة.

طالعها سمير بابتسامة متسعه وهو يشاهدها تقف مذهولةً هي الأخرى لهذا المشهد، تحرك ناحيتها ليمسكها من ذراعها فانتبهت عليه لتطالعه باستغراب هاتفةً: أنت؟؟؟

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يهمس لها: تعالي معي.
لم ينتظر إجابتها، بل سحبها من يدها بخفة لتتبعه كالمنوّم مغناطيسياً إلى المطبخ، أخذ الكأس منها ووضعه على الطاولة الرخامية التي توسطت المطبخ الفخم ،وهي ماتزال على ذهولها.

نعم لم تعرف أميرة إلا منذ فترةٍ قصيرة، لكنها علمت أنها فتاةٌ رقيقة و حساسة لأبعد الحدود ، وأيضاً خجولة في التعامل مع الغرباء، فأنى لها أن ترتمي في أحضان شخصٍ لا تعرفه؟؟؟ ومن هذا أصلاً؟؟؟

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن