الفصل الثالث والرابع عشر

123 15 0
                                    

(( الفصل الثالث عشر ))

.....
كان كالليث الحبيس يجول في مكتبه، رأسه يكاد ينفجر من كثرة التفكير ، شدّ شعره بيده وهو يصرخ داخله غيظاً، في هذه الأثناء دخلت سلاف بعد أن استأذنت تحمل في يدها ملفاً ما، مدت يدها نحوه وهي تقول بتردد: سيدي هذا كل ما استطعت جمعه عن عليا.

نظر لها بغموض لثوان قبل أن يردف بسخط وهو يشيح بوجهه عنها: وماشأني انا؟؟ ألم تعلمي بأنه تم إقصائي عن القضية ؟؟

أسبلت سلاف يدها إلى الجانب وهي تهتف بحذر: سيدي ،أمر الإقصاء مقصود.
أدار وجهه ناحيتها كطلقة رصاص وهو عاقدٌ حاجبيه، بينما أضافت سلاف بحذر : منذ أن أخبرني عادل عن الأمر، هاتفتُ صديقة لي في مكتب مدير الجهاز، وقد أخبرتني أن هناك أسماء قيادية عُليا أمرت المدير بتنحيتك، وقد تمت تسميتك بالإسم.

ضيق عينيه بتفكير ، في حين أردفت سلاف: وقد علمتُ منها أن الأمر أتى بحجةِ أنك تشكل تهديداً على حياة بعض المُتهمين.
رفع رأسه متفاجئا كمن أدرك أمرا، نعم فالمقصود هنا هي عليا خاصة بعدما حصل بينهما أمس، تابعت سلاف حديثها وكأنها قرأت أفكاره: أعتقد أن حدسكَ أصاب هذه المرة أيضاً، فعلا يبدو أن عليا ليست وحيدة في هذه الجريمة.

ثم وضعت الملف على الطاولة وهي تضيف بنبرة ذات مغزى : لم يتم بعد تعيين من سيأخذ مكانك في التحقيق، وإلى أن يتم اختيار شخص ما فأنت مازلت تمسك بزمام الأمور.

ألقت كلماتها تلك وغادرت بعد أن أضاءت لبراء ماكان غافلاً عنه، فعلاً فهو لم يزل ممسكاً بخيوط القضية كلها، عليا الآن مفصولة عن العالم الخارجي، رجاله ثقة وأيضا الممرضة من طرفه،إذاً لم تعلم بعد بآخر التطورات.

نظر إلى الملف المُلقى على سطح الطاولة، سرعان ماحمله وخرج مسرعاً من مكتبه متجهاً إليها .

...................................................................

استفاقت أميرة صباحاً وهي تشعر برأسها يكاد ينفجر، فقد قضت ليلة أمس تبكي لوحدها بلا أنيس، خاصةً بعدما حدث بينها وبين يوسف ، وزاد من تعاستها حينما أخبرتها صديقتها أنجلينا بأنها ستعود إلى بلدها اليوم برفقة صديقتها الأخرى، ودعتهن صباحاً وقد تكفل يوسف بإيصالهما إلى المطار بنفسه.

كانت تمشي في حديقة القصر وحيدةً،هذه المرة فعلاً تشعر بأنها وحيدة ، دائماً ماكانت عليا تواسيها وتبقى إلى جانبها، ولكن أين عليا الآن؟؟
.
جلست على الأرض بالقرب من حوض الأزهار المسنود بجانب مدخل القصر الداخلي ، بالرغم من منظر الأزهار الرائع المريح للعين والذي يبعث الطاقة الإيجابية في النفس ،إلا أنها تشعر بالاختناق ولا تدري لمَ، ربما لفراق والدها أو ابتعاد عليا عنها وكذلك صديقاتها .

امتدت يدها نحو زهرة ليلك بيضاء، تلمستها برقة بالغة ورغم ذلك فقد سقطت في يدها إحدى البتلات من الزهرة، حملت الورقة بيدها وقربتها من وجهها وهي تتأملها، كم شعرت بأنها مثل هذه البتلة وحيدة لدرجة مرعبة.

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن