الفصل السادس والسابع والثلاثين

118 13 9
                                    


(( الفصل السادس والثلاثين ))

................

كأنَّ القلوب تتقاسم الألم وتتعاضد عن بُعد؟؟؟

لإنه هو أيضاً لم يزره سلطان النوم طيلة الليلة الماضية، خرج إلى شرفة غرفته ليستند على السور الحديدي وهو يفكر، يعلم أنه صدمها وربما آلمها عندما لم يعترف بحقيقة مشاعره رغم كلّ ماقرأه في عينيها، لكنه لا يستطيع يريد أولاً أن يمسك بيوسف ليستطيع البوح لها دون أن يخاف من أنها ستعرف الماضي يوماً.

مادام ذلك اللعين طليقاً ستبقى الظروف غير مواتية لتحقيق حلمه وأن يجتمع معها تحت سقف واحد، وجوده خارج القضبان يقلقه، خاصة أنه لايعرف لما يخطط له، فقط يعلم أنه سيظهر،.....وقريباً.

نفخ بضيق وهو يعتدل في وقفته ليدخل عائداً إلى الغرفة، يشعر بأن اليوم مميز لكنه لايعلم السبب،لذا قرر مفاجأتها في الشركة.
أبدل ملابسه ليرتدي ثياباً شبابية ،مُتمثلةً بقميص أزرق وبنطال من الجينز الأزرق، ليتخلى ولأول مرة عن بذلته الرسمية .

خرج من الغرفة ليصادف زينب وهي تعد الإفطار في المطبخ، ابتسمت له ببشاشة هاتفةً: صباح الخير عزيزي.
بادلها بابتسامة مقتضبة صائحا: صباح الخير.
قطب جبينه وهو يردف بجدية: امي ،أريد أن استعير سيارتك لليوم فقط.
عقدت حاجبيها باستغراب لتسأله: لماذا؟؟ أين هي سيارتك براء؟؟

تحدث و هو يسير ناحية الطبق الخزفي ليتناول منه تفاحةً يقضمها: لقد تعطلت البارحة وانا في طريقي إلى هنا.
خرجت لتجلب له المفتاح من دبوسٍ مثبت في الصالة وهي تهتف بمزاح : خذها عزيزي، لكنها بالطبع ليست كسيارتك الحديثة.

ابتسم بخفه وهو يقترب منها ليقبلها على رأسها هامساً بنبرة لم تعهدها منه : ادعِ لي أمي، عسى أن يريح الله قلبي.

بدى القلق على ملامحها حالما سمعت كلماته، و لم يمهلها أن تسأل فتحرك من فوره خارجاً،شعرت بقلقها يتزايد فرفعت يديها للأعلى وهي تدعو له بعاطفةٍ صادقة.

..........................................................................

جالسةٌ على حالها ذاته منذ مايقارب الساعة أمام حاسوبها المحمول، تحاول فك شيفرة الولوج إلى القرص المدمج الذي وجدته في الحقيبة، وقد تناثرت حولها الكثير من الأوراق والمستندات باللغة الإنكليزية، قرأتها فلم تفهم منها شيئاً ،بعضها كان يحمل أسماء شخصياتٍ عربية وأجنبية تعرف معظمها.

وجدت أيضاً بعض الأوراق التي تحدثت عن مجموعة ما تسمى بالكوبرا نسبةً إلى رئيسها ، ومستندات كثيره اخرى لم يتسنى لها الوقت لقراءتها عندما لمحت هذا القرص الوحيد، اسرعت لتجلب حاسوبها لتشاهد محتواه، لكنها الان جالسه امام كلمه السر المؤلفه من أربعه أحرف دون أن تعرفها.

نفخت بضيق وهي تدخل أحرف اسم والدها لكن أتتها النتيجة خاطئة، أدخلت اسم ليلى والدتها المفترضة وأيضا خاطئة، اسمها مؤلف من خمسة حروف لكنها جربت إدخاله إلا أن الآجابة ذاتها.
لاتعلم لمَ اتجهت نحو التفكير بأن هذه الحقيبة سبب قتل والدها، وربما ستجد فيها اسم قاتله لو بحثت جيداً.

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن