الفصل الخامس والسادس و السابع والعشرين

143 10 18
                                    


(( الفصل الخامس والعشرين ))

.................

ولج سمير إلى المطعم الذي أخبرته عنه ملك قبل الموعد المحدد بقليل،انتقى إحدى الطاولات القابعة بجوار النافذة ،ثم أمر النادل بإعداد قائمة طعامٍ خاصة ،وجلس ينتظر قدومها بفارغ الصبر.

ماهي إلا لحظات حتى دخلت ملك ببذلتها الرسمية ذات اللون الأصفر الشاحب ، ابتسم بعذوبة وهو يراها تتقدم نحوه بوجهٍ جامد الملامح، استقام مُستقبلاً لتصافحه برسمية زائدة ثم جلست وهي ترفع رأسها بكبرياء واضح .

طالعها بحاجبٍ مرفوع و هو يجلس على كرسيه مُتحدثاً بتسلية: ما هذا الوجه الناشف آنسة ملك؟؟؟
ثم أضاف بنبرة ذات مغزى : حقيقة لن أتمكن من مضغِ الطعام بوجود وجه جامدٍ أمامي كما أنتي الآن.

رمشت عيناها بذهولٍ من وقاحته، فبذلت مجهوداً مُضاعفاً للسيطرة على نبرة صوتها الذي خرج بحدة رغماً عنها : سيادة الضابط لو سمحت.
تنفست بعمق وهي تضيف بنبرة جافه مُتعمدة وهي تضغط على كل حرف: نحن هنا لسنا في موعدٍ غرامي، لقد طلبت مني دعوتك لتخبرني بكم أدينُ لك، فهلّا أخبرتني الآن كم دفعتَ ثمناً لتصليح السيارة؟؟؟

كان يستمع إليها دون أن تهتزّ ابتسامته، عقد يديه واضعاً إياها على الطاولة أمامه ليتحدّث ببرود غير عابئٍ بكلِّ ماقالت: إذاً آنسة ملك، حدّثيني قليلاً عنكِ؟؟

اتسعت عيناها بدهشة حقيقية بدى كما لو أنه لم يسمعها أساساً فظلّت للحظاتٍ تُطالعه بصدمة جادة، بينما هو يحدّق في عمقِ أنهار العسل خاصتها بثقة كبيرة، حتى قاطع تواصلهما البصريّ هذا قدوم النادل الذي بدأ برصِّ أطباق الطعام على المائدة أمامهما بخفةٍ وسرعة .

نظرت إلى الطاولة أمامها ثم رفعت رأسها إليه، وللمرة الثانية تُطالعه بعيون مُتسعة دهشةً لتسأله بتعجب واضح: كيف....؟؟؟؟

لم تُكمل سؤالها عندما وصلتها إجابته على شكل ابتسامة عريضة ،فقد كانت قائمة الطعام التي طلبها تحوي على أطباقها المفضلة.

شعرت ملك بالقليل من الخوف منه ،لكنها حاولت ألا تظهر هذا أمامه، بينما تناول سمير رغيف خبز ليعطيه لها مُتحدثاً: تفضلي.
نظرت إليه بتردد فأضاف: هيا ، شاركيني الطعام.
ثم أردف بتسلية : لكن أرجوكي ابتسمي قليلاً، أريد تناول الطعام بشهيةٍ مفتوحة.

ابتسمت بتحفظ لتندهش من استجابتها له كأنها روبوت ، أخذت الرغيف منه لتسأله بابتسامةٍ مُقتضبة: هلّا أجبت على أسئلتي سيادة الضابط ؟؟؟

تناول هو رغيفاً بدوره ليتحدث وهو يأخذ قطعةً صغيرة منه: طبعا سأجيبك آنسة ملك.
ثم أضاف وهو يغمز لها : ولكن بعد أن نتناول الطعام.

ضغطت على شفتيها وأومأت بتفهم، ثم بدأت بتناول طعامها تحت نظراته الماكرة، سرعان مااندمجت في أطباقها متناسيةً وجوده أمامها من الأساس.
الغريب أن خوفها منه قظ تلاشى، بل على العكس تماما، شعرت بأنها بأمان طالما هو جالسٌ أمامها.

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن