الفصل الخامس والسادس والسابع عشر

132 15 0
                                    

.................

(( الفصل الخامس عشر ))

...........
وكالعادة لم يخذله حدسه،فقد قام مدير جهاز الأمن فعلاً بتعيين سمير بديلاً له لمتابعة التحقيق في قضية مقتل عمار، بعد انتقاله من قسم مكافحة التهريب على الحدود بين سوريا ولبنان، دون علمه بأنهما على صلة وثيقة مسبقاً.

بعد أن صافح سمير صديقيه، استأذن عادل ليخرج متجهاً نحو المعمل الجنائي علّه يحصل على أي من الآثار أو البصمات المفيدة.

أسند سمير ظهره للخلف مسائلاً بجدية: والآن هلّا تكرّمت عليّ سيادة الضابط فتخبرني مالقصة؟؟؟ ماهي هذه القضية؟؟ ولماذا تمّ استبدالك؟؟
شبك براء يديه ببعضهما ثم اسندهما فوق الطاولة ليتحدث : عمار الفايد، رجل أعمال معروف قُتِلَ في منزله وقد قبضنا على القاتلة، وأيضاً اعترفت جريمتها.

بانت الدهشة على ملامح سمير ليهمس: قاتلة؟؟؟
اكتفى براء بإيماءةٍ بسيطة ، اعتدل سمير في جلسته ثم تحدّث: السلاح؟؟
- أجابه ببرود : تعود ملكيته للضحية، ولا بصمات سوى بصماته.
- الدافع؟؟
- لم نعرفه بعد.
صمت سمير لثانية قبل أن يضيف : إذاً فالقضية منتهية، أليس كذلك؟؟

عقد حاجبيه وزمّ فمه وهو يحرك رأسه للجانبين نافيا، ثم أخبره بجدية: لا سمير، فالقاتلة لديها شركاء.
تسائل سمير وهو يمعنُ النظر في ملامح براء الجادة: وكيف علمت؟ هل أخبرتك بهذا؟؟

- اجاب بدون تردد: لا ،لقد قدّرتُ هذا.
وقبل أن يسأله مجددا أضاف: لقد تمّ خطف مرافق عمار الشخصي وقتله بعد عدة أيام من التعذيب .
رمش سمير مندهشاً ،ليردف براء: وأيضاً قاموا بإرسال رسالة تهديد إلى منزلي.

عقد سمير حاجبيه بعدم فهم ، ثم فتح براء أحد الأدراج أمامه وأخرج منها ملف القضية ليرميه أمامه متحدّثاً : خذ واقرأ هذا، ثم تابع اسئلتك.
التقط سمير الملف ثم شرع في قراءته، بينما استقام براء من مكانه ،وقف أمام النافذة الزجاجية في مكتبه مراقباً الازدحام ،بعد ثوانٍ تحدث بشرود: هناك أمرٌ مريب للغاية سمير، عليا هي مربية ابنة الضحية، وايضاً والدتها الحقيقية، لذا هي لديها دافع قوي لئلا تعترف عليهم، فلربما هددوها بأذيتها.

صمت لثانية قبل أن يضيف: ولكن شركاؤها يرفضون التخلي عنها رغم ذلك، أعتقد أنهم خائفون ومني تحديداً، وأكبر دليل هو سعيهم لإقصائي عن التحقيق عندما شعروا بأنني أشكل خطراً عليهم ،وأيضا قاموا بتهديد عائلتي.

كان سمير يستمع إليه فسأله باستفسار: ماذا تقصد؟؟
ظلّ لثوان طويلة صامت ،قبل أن يجيبه: انا امشي على الطريق الصحيح لاكتشاف شركاء القاتلة ،لهذا هددوني.
ساد الصمت من جديد بينما كان سمير يقرأ الملف وشهادات الجميع في القصر، حتى لفت انتباهه أمرٌ ما،فسأل براء: حسنا، مكتوب هنا أنك توصلت للطريقة التي دخلت بها القاتلة الى القصر لترتكب جريمتها،لكن لمَ لمْ تطلب رفع البصمات عن الباب؟؟ لربما كنت توصلت لأحد شركائها؟؟

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن