الفصل الثاني والثالث والرابع والعشرين

151 14 5
                                    

.(( الفصل الثاني والعشرين ))

.................   

رغم تأخر الوقت، ونيته قبلاً بأن يرجئ الاستماع لباقي قصتها للغد ،إلا أن  التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة اضطرته للعودة إليها،   شعر بأنها من تملك الإجابات على جميع تساؤلاته، خاصةً فيما يتعلق بذلك الأفعى الكوبرا، يكاد يجزم أنها من ستوصله إليه.

اوقف سيارته بعيدا عن المشفى بمسافة قصيرة بسبب الازدحام الخانق، لكنه لم يستطع البقاء داخل السيارة مُطولاً لذا عمد إلى ركنها على جانب الطريق ثم ترجل منها وابتعد مشياً على أقدامه بعد أن أقفل سيارته وأخذ متعلقاته.

كان الازدحام الشديد بسبب حادث سير فظيع، لاحظ سيارةً سوداء وقد انقلبت واشتعلت النيران فيها ،وعدة رجال إطفاء يحاولون إخمادها ليخرجوا الرجل الذي تقريباً تفحم نهائياً ،ومن حولهم وقف رجال الإسعاف قدموا من المستشفى القريب، وايضاً عدة رجالٍ من الشرطة يحاولون تنظيم السير للسيارات العالقة ،والتي بدأ اصحابها بالصراخ فيهم ليسمحوا لهم بالمرور نظراً لاقتراب الليل من انتصافه.

لاحظ براء أثناء مروره بالقرب من السيارة المُشتعلة طيف رجل يعرفه ، تطلع إليه يحاول استكشافه من خلال النيران التي انعكست على وجهه ليكتشف أنه مؤمن الذي عاد إلى المشفى بأمرٍ من براء، ليجد الطريق مغلقاً بسبب الحادث.

التفت براء نحو مؤمن صارخاً باسمه، اقترب منه مؤمن فحياه بالتحية العسكرية فسأله بجدية: ماذا تفعل هنا مؤمن؟؟ ألم آمرك بالعودة إلى المستشفى؟؟

ازدرد مؤمن ريقه بارتباك وهو يحاول الحديث بتبرير: سيدي لقد كنت في طريقي إليها بالفعل ،لكنني اصطدمتُ بهذا الحادث كما ترى.
  نظر براء إلى السيارة التي لم تزل مشتعلة، ليسأله من جديد: وماشأنك أنت بهذا الحادث؟؟ ألا ترى كم من الرجال مجتمعين حول السيارة لإخمادها؟؟

تحدث مؤمن بسرعة: سيدي،  هذا مدير المشفى.
تطلع إليه بعدم فهم ليردف مؤمن: نعم سيدي،فهذه سيارته،انا أعرفها جيدا.
طالعه براء بريبة، عقد حاجبيه اكثر  ماهذه الصدفة العجيبة؟؟
إلا أنه ليس ممن يؤمنون بصدف من هذا النوع.
تحرك  وهو يشير له بأن يتبعه متجهين نحو المشفى الذي انقلب رأساً على عقب فور توارد نبأُ وفاة مديرها بحادث مروع.

لم يكترث بكلِّ ما يجري لكنه شعر بأمر مُريب للغاية ،ليست مصادفةً أبدا أن يموت مدير المستشفى في ذات اليوم الذي يتعرض به هو لمحاولة اغتيال، ولسبب ما، شعر بأن لها يداً في قتله.
اتجه من فوره ليسأل نعيم بجدية: أخبرني نعيم، هل حضر أحد ما إلى هنا لزيارة عليا؟؟؟

أجاب نعيم برسمية بعدما أدى التحية العسكرية: لاسيدي ،لم يحضر أحد ابداً.
-  ضيق عينيه وهو يفكر في أمر ما ،ليسأله مجدداً: هل رأيت مدير المستشفى اليوم؟؟
استغرب نعيم من سؤاله العجيب فظن في نفسه بأن براء قد علم بأمر تغيبه عن حراسة الباب للحظة، ازدرد ريقه بارتباك وهو يحاول أن يكون صادقاً لئلا يطاله غضب براء لو كان يختبره ،فتحدث بتقطع: سيدي في الحقيقة، لقد رأيته وقد طلبتُ منه الانتظار هنا مكاني وتغيبتُ لدقيقتين فقط أحضرت لنفسي بعض العصيرالمُثلج.
ثم تابع بتبرير: صدقني سيدي لم اتغيب سوى دقيقتين فقط.
رفع رأسه  وهو يسأله مجددا: وهل كانت بسمة في الداخل عندما غادرت؟؟
أجاب بتوتر وقد تعرق وجهه: لا ،لقد كانت في الحديقة تهاتف والدتها.

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن