الفصل الخامس والسادس

141 16 14
                                    


(( الفصل الخامس ))

حالة من الوجوم سيطرت عليها وهي تسمع أتّهاماً صريحاً لها، اختلطت ملامح وجهها مابين الدهشة والصدمة والاستنكار، لتهمس بصوت خفيض للغاية : ماذا تقصد حضرة الضابط؟؟

اقترب منها بخطوات ثابتة حتى وقف أمامها ليسألها بجمود: أين كنتي ساعة وقوع الجريمة؟؟؟
رمشت بعينيها مرات عدة قبل أن تجيب بهمس: لقد أخبرتك، كنتُ في الملهى احتفل بعيد ميلادي.
-عاد و سألها وهو يراقب أدنى حركةٍ منها : وهل من شهود؟؟
نظرت إلى صديقتيها مشيرةً إليهما: نعم، كنت أحتفل مع صديقتيّ.

ثم نظرت إليه من جديد لتسأله بشكٍّ وهي تمعن النظر إليه: هل تتهمني بقتل والدي حضرة الضابط؟؟

رغم أنه رآها مرتين قبلاً،لكنه وبنظرتها هذه استطاع أن يميز لون عينيها المميز، لثانية تاه في تلك الغابات ، شعور غير مفهوم سيطر عليه لحظة تلاقي نظراتيهما، تلك العينان!!!؟ إنه يحلم بهما يوميا تقريباً،ولكن يستحيل أن تكون هي نفسها.

عاد إلى وعيه عندما انتبه لنفسه أنه أطال النظر في عينيها، أشاح بوجهه بعيدا ليستطيع السيطرة على تلك الانفعالات والمشاعر التي هاجمته لحظتها.
تململ في مكانه وهو يعبث بشعره،،ثم أولاها ظهره ليقابل الخدم ،فقال بنبرة حاول جعلها طبيعيه: فليتقدم الجميع نحو الشرطي هناك لتدلوا بمعلوماتكم الشخصية.

ختم حديثه مشيراً نحو شرطي ما يقف بجانب الباب، أغمض عينيه لثانية ليفتحهما من جديد قبل أن يستدير نحوها ليسألها: هل عدد الخدم هنا مكتمل؟؟؟
رمقته بنظرة سريعة قبل أن تنكّس رأسها مجيبة بخفوت: لا ،مازال هناك آمال وعليا.
عقد حاجبيه متسائلا: وأين هما الآن؟؟
أجابته إحدى الخادمات الواقفات بالقرب منه: في منزل السيدة آمال، أستطيع إعطائكم العنوان.

التفت نحو الخادمة ،ليومئ لها بالإيجاب ثم أشار إلى شرطي آخر أن يأخذها ويذهب لجلبِ آمال مع عليا، بينما ظل هو واقفٌ لثوان عدة قبل أن يرمقها بنظرة أخيرة، ثم استدار ليعود إلى متابعة التحقيق.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

انبلج الصباح أخيرا معلناً عن يومٍ مختلف ، وقف براء أمام كلاً من آمال وعليا اللتان وصلتا للتوّ، وجّه بضعة أسئلةٍ روتينيّة إلى آمال، وما إن انتهى حتى استدار ناحية عليا، والتي كانت تُجاهدُ ألّا تنظر له مباشرةً، لاحظ تجنبها له ،فوقف أمامها يطالعها بنظرات غامضه حتى سألها بغتةً: اسمكِ الكامل؟؟

بلعت ريقها بوجل محاولةً الإجابة بثبات: عليا حدّاد.
سألها وهو يتفحّصها بعينيٍ الصقر: أين كنتي ساعة وقوع الجريمة؟؟
- كنتُ نائمةً في منزلِ آمال.
ضيق عينيه أكثر وهو يسأل : وهل من المعتاد أن تنامي في منزلها؟؟
ثم أسند رأسه للجانب وهو يتابع: حسب ماعلمته من قبل الخدم أنّ غرفتك هنا في الطابق العُلويّ؟؟

أشلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن