«السرّاء و الضرّاء»
الزّواجُ رابِطٌ مقدّسْ لا تَشُوبُه شائِبَة أو يعوبُه عَيْبْ، إذْ يتعهّد كلاَ الطّرفان بالإخلاصْ و الوفَاء و الحب في السرّاء و الضّراءْ، إنّه رابِطَة طاهِرَة يقُوم عَلى جدارٍ سميكٍ و عتيدْ محالٌ هدمانَه و لا تدنيسَه.
هَذا الزّواج، بيني و بينَه، ليسَ سوى هلاكًا لي و إنتصارًا له، أساسُه ركيكْ و ملوّث !
الأبيضُ الذي أرتديه ما هُو إلا سَوادٌ بنظَري، العُرس الذي يقام في حديقَة القصرْ الآن ما هو إلاّ شوائب لزواجٍ و رابطَة مدنّسَة ستعقَد بغير رغبَة، رغبتي أنا التي ما آبه إليها أحد و زفّوني إليه عروسًا تعيسَة.
رأيته و هو يقف على المنصّة و والدي يسلّمني إليه و ما إستطعتُ أن أنبسَ ببنت شفّة، رغم الجاهِ و البذخ التي يقطن به إلاّ أنّه خيّر أن يتزوّجني بعقد قرَان ما بين الأقرباء و المقرّبون فحسب.
أستطيع رؤيَة النّصر في عيناه و هو يدحجنِي في صمته، نظرتُ إلى أبي للمرّة الأخيرَة و الدّموع مكبوتَة في صدري، علّه يرفض هذا الزّواج و يبطله في هذه اللّحظة و قبلَ فوات الأوان و لكنّه أذبلَ عيناه و طأطأ رأسها بخيبَة و ذلّ ما قدر قلبي على تحمّلها و قُهِرتْ.
أرى والدِي الرّجل الواقف في ظهري طوال طفولتي يساندني، الآن يرضَخُ لحاضر مفروض على كلينَا و سأقاسيه وحدِي فيما بعد.
إلتقط أناملي من عند والدي و سحبني لأقف أمامَه دون أن يبعد بصره عنّي، و أنا ما إستحملتُ النّظر في خاصّته و وجّهت بصري إلى زاوية أخرى عنه.
"سيّد بيون بيكهيون هَل تقبَل بالآنسة إيم ليليان زوجَة لك و تعهد بمساندتها في السرّاء و الضرّاء ؟".
تساءل القسّ فأجابه بنبرته المستفزّة، حتّى هو ما سلم منه...
"أقبَل !".
نظر إليّ القسّ يطرح ذات السّؤالْ و يكرّره على مسامعي، ولانِي الصّمت و كتمتُ إجابتي أعجز عن الردّ، أو بالأحرى أمتنع عن الردّ لا أريده أن يكون زوجي، لا أريده أن يلمسني أو أن يقبّلني، أنا أكرهه !
أنظروا كيفَ أنّه يسمّمني بنظراتِه ما إن طالَ صمتٍي و كأنّه يتوعّدني بالموت، و لكن أوليسَ زواجِي منه هو الموت بعينه، ألا يكفيه ماسوّاه بي و بعائلتي، بسببه تدهورت حالَة أبي، و إنقطعت عن دراستِي، جعَل من الجميع يرونَ جسدي العاري و كشف عنّي الحجابَ بلا ندم.
الآن و بكلّ وقاحَة هو يطالِبُ بي كزوجَة بعدمَا لوّثني، هو يريدني رغمَ ما فعلَه بي، مريضٌ نفسي و أنا وقعت في شراكِه، الله أعلم بما سيحدُث لي.
أنت تقرأ
ØBSĖSSIØN || هَـــوَسْ عَــاشِــقْ
Short Story«مِـنَ اللَّـيْـلَة فَـصَـاعِـدًا أَنْـتِ دُمْـيَـتِـي !» - دَعْـنَـا نُـرِي لِلْعَالَـمْ أَنّ حُـبّـنَا مَا كَانَ بلُعبَـة فَلْنُـقْـسِـمْ بأَنّ عِـشْـقَـنَـا سَـيَـبْـقَـى خَـالِـدًا و لَـوْ بَعْـد سِـنـيـن مِـنْ إنْـدِثَـارِنَـا. - كُـتِـبَ لَـنَ...