«ثَمرَة غَير نَاضِجَـة»
أَجْوَفْ، بِغَيَاهِبِ الدُنيَا و طَبَقَاتِها العَاتِيَةُ بِغَيرِ عَدلٍ نَحنُ جُيُوف عَن وَاقِعِنَا؛ نَتَهَرّب مِن عَواصِفِ مَاعَمَلَت أَيدِينَا مِن سُوء مُتَناسِين أَنّ الحَيَاة كَـ أُنبُوبِ تَجربَة نخلِطُه مَاءً و تُربَة و نَقسِمُ مَتاعِبَنَا عَلى كلّ مِنْهُمَا فَلاَ يَبقَى فِينَا سِوى ذَاكَ السَرَابُ الذي أَحْدَثَهُ طُولُ الرُكُودْ.
نَحنُ كَبَشَرٍ نَتمَلّصُ مِنَ التَغْييرْ و لاَ نَقْبَلُ الإِخْتِلاَفْ، لَدَينَا فِكْرٌ سَائِد و مَبَادِئَ صَنَعتْهَا شُعوبٌ مِن قَبْلِنا و تَوافَقُ عليهَا بأَسَاسِ أنّها أخْلاَقٌ على الأَجْيَالْ القَادِمَة تَطبِيقُها بحَذافِيرِها و عَدَمُ كَسْرِها؛ و لَكِن ما إنْ أتَى جِيلٌ مُتمَرّدٌ شَكّاكُ الرَيبَة و الحِكْرَة حَتّى أضْحى ذاكَ المَخلُوطُ من التُربَة و المِياهْ هُرَاءً و تَفَاهَة.
بيكهيون مِن كِلاَ الجِيلَينْ؛ هو رَجُلٌ لَهُ مَبادِئ و قَواعِدَ صَنعَها بِنَفسِه و خَلَقَها من ظِلّ تَجَاربَ خَاضَهَا و فِي كلّ مرّة حَرَص على تَعلّمِ دَرْسٍ و عدَم الإنصِيَاعِ لمَشاعِرهِ، هو شَخْصٌ مُميّز لَهُ تَفكِير فَريدٌ و واقِعيّ أكثَر مِمّا هُو رَائِجٌ و مَنطِقِي، بيدَ أنّه عَتيقُ نُخبَة الجِيلِ القَديمِ إذْ أَنّه لاَ يَحبّذُ التَغييرَ و تَبدِيلِ مَوجَاتِ حَياتُه كلّ فينَة رَغمَ أنّه من عُشّاقِ المُغامَرة و المُخاطَرة، فَهَذَا مَا حَرصَ على خَلقِه من شخصِه؛ هو رجُلٌ مُقيّدٌ بالمَاضِي لا يُحبّ تَجديدَ رُوتينِه لأَنّ أيّامَه مجنُونَة بِما فيهِ الكِفايَة.
دَخَل القَصْر مُسرِعًا و قبلَ أَن يَصعَدَ الدُور العُلوِي وقَف ليسأَل والدَتهُ القابِعة بِغُرفَة الجُلوسْ لوحدِها.
"أمي أينَ ليليان؟".
حرّرت كُوبَ الشَاي مِن يَدِهَا تُقِرّهُ على الطَاولَة تُجيب.
"إنّها بالجَنَاح، أَظُنّها بإِنتظَارِكْ؟".
عَقَدَ حَاجبَيه يستَفْهِمُ بَاطِنًا عَن سَبَبِ حبّهَا لرُؤيَتِهِ فجأَة و إِنْقِلاَبِ كُرِههَا إلى إشْتِياقْ، تَرَكَها و إنطَلَق يدلُف جنَاحَهُ، كَانَت خطَواتُه بسرعَة الصَارُوخ حتّى قَلَبَها فأَضْحَت تُنافِسُ طفلاً لا يَودّ الذهَاب للمدرَسة صَبَاحًا فورَ أن رآهَا تقبَعُ على الأريكَة.
سَادَ صمتٌ غريبٌ بينَهُما فخَلَع سُترتَه يتَهيّأُ للقِيَامِ بِرُوتِينِه المَعْهُودْ؛ وَلَج غُرفَة المَلابِسْ يرتَدي سَوادَه كالعَادَة و حينَ خرَج وجَدَها ما تزالُ بثيابِهَا التي لَبسْتهَا صبَاحًا.
أنت تقرأ
ØBSĖSSIØN || هَـــوَسْ عَــاشِــقْ
Historia Corta«مِـنَ اللَّـيْـلَة فَـصَـاعِـدًا أَنْـتِ دُمْـيَـتِـي !» - دَعْـنَـا نُـرِي لِلْعَالَـمْ أَنّ حُـبّـنَا مَا كَانَ بلُعبَـة فَلْنُـقْـسِـمْ بأَنّ عِـشْـقَـنَـا سَـيَـبْـقَـى خَـالِـدًا و لَـوْ بَعْـد سِـنـيـن مِـنْ إنْـدِثَـارِنَـا. - كُـتِـبَ لَـنَ...