«شِـبَـاكْ آلْـوَعِـيـدْ»
الخَسارَة لَها معانِي كثيرَة حينَ يتعلّق الأمرُ بمنَافسَة شَرسَة، أحيَانًا تُفرَضُ علينَا و تُجبرنَا على تقبّلِها رُغم مرارَتِها، و أحيانًا أخرى نحنُ من نختارَها بقَرَارة أنفسِنَا و عن قنَاعة، و حينَ نفعَل سَاعتُها فقط بإستطَاعتنا إيذاقَ الخصمَ المرَارة عوضًا عن خسَارتنَا.
كَي تربَح عن جدَارَة في لعبَة تَكون فيها أنتَ الخَاسر و في آنٍ واحِدٍ الرَابح عليكَ بإيهَام خصمكَ أوغَل الخصَام بأَنّه الطَرف المُنتصِر ثمّ تَصدمَه بقدرَة تحمّلك و تُواجِهَه بعد أن تُدركَ نقَاطَ قوّتهِ من نقَاط ضعفِه.
و لأنّي ما أزال عندَ عَهدِي و قاعِدَتي كونَ الخَسارَة كلِمَة معدُومَة من عندي و من قَامُوسي فإِنّ لا مُنتصِر بهذه اللعبَة الملعوبَة من حولِي غَيري.
رَسمتُ إبتسامَة مُستفِزّة على فاهِي أصدِمُ هـاري قُبالتِي عندمَا ظنّ أنّي فقدتُ السَيطرَة على غضَبي و سأقدمُ على التهوّر، فأثبتّ له أنّه لا يعرِفُني كِفاية رغمَ السنين التي إحتضَنتنا و رغمَ ما أمليتُه عليه من نَصائِح.
وَقفتُ بحَزم و قبعتُ إلى جانِبه ربّتُ على كَتفِه بخشونَة ثَقُل فيها كاهلُه فتنحنحَ و همستُ لَه بنصيحَة أوديتُها له سابِقًا و نَساهَا و ها أنا ذَا ألقيهَا على مسَامعِه ثانيَة علّها رسخَت هذه المرّة و إنتَهينَا.
"الغَضب يُفقدُ المَرء صَوابَه، و فِقدان الصَواب يوقِعُنا، و الوُقوع ليسَ من شِيَمِي".
تعجّب هاري قولي و لكنّه حاوَل الحِفاظَ على معالِم وجهَه الباردة و المرتخيَة دون أن يزحزِح بصرَه عنّي، يصبُوني أن أتفوّه بتفسِير يَشفي دميمَ فضولَه و يسقِي جُذورَ عقلَه من جفَاف السذَاجَة.
"أدرِك أنّك لم تستَوعب معنى خُطّتي و ضِعتَ فيهَا، لكنّي سأسدي إليكَ معروف و أقصّ عليكَ التفاصِيل كي تفهَم".
هو يُوقِن تمَام اليقِين كَون أيّ خطأ منهُ قد يكلّفه رأسه أو رقبَته، لأنّه مثلَما لم يتعَوّد العصفور أن يغنّي على معزُوفة، أنا لم أنتظِر منهُ أن يتلقّى سوى الأوامِر دونَ قراءة أفكَاري.
أنا لا ألُومه، إذ أنّي أحيانًا حتّى نفسِي أفاجئها بأفعَالي أمّا أقوالِي فسأتركُ ما هو ملكِي يقفُ على منصّة الشهُود و يفشِي بطولِه و فصاحَتِه. تظُنّ أنّهُ الفرقَ بينَ الصراحَة و الوقاحَة، و أقولُ أنّهما مرادفانِ لبعضِهما البعض.
فالصَراحَة هي الحقيقَة المحبُوبَة كالغزَل و الكلاَم المعسُول، أما الوقاحة فهي ذاتُها الصراحَة لكنّها حقيقَة منبوذَة تتجسّد أوغَل عيُوب أو رأي صرِيح، كلاهُما سيّان ما عدى أنّ معظَم البشَر أو سائِرهم لا يتقبّلون رأيي الصرِيح هذا لأنّه أحد عيوبهم.
أنت تقرأ
ØBSĖSSIØN || هَـــوَسْ عَــاشِــقْ
Nouvelles«مِـنَ اللَّـيْـلَة فَـصَـاعِـدًا أَنْـتِ دُمْـيَـتِـي !» - دَعْـنَـا نُـرِي لِلْعَالَـمْ أَنّ حُـبّـنَا مَا كَانَ بلُعبَـة فَلْنُـقْـسِـمْ بأَنّ عِـشْـقَـنَـا سَـيَـبْـقَـى خَـالِـدًا و لَـوْ بَعْـد سِـنـيـن مِـنْ إنْـدِثَـارِنَـا. - كُـتِـبَ لَـنَ...