«عَديـمُ إيـمَانْ»وصلُوا إلى القصر و إنفتحت البّوابَة الحديديّة الضخمة تستقبلهُم لتتحرّكَ السيّارَة ببُطئْ و تولُجَ بمدخَل الحديقَة التي كَسى الثّلج الأبيضْ إخضرارَ عُشبِهَا لتغدُو جنّة بيضاءْ يحتضِنُها البردْ.
"ألَيستْ تلكَ ليليان؟".
تَسَاءَلَ مينهو يؤشّر بسبّابَته على وجهَة من النّافَذَة، جملَة جعلت جميعَ الأبصار بالسيّارَة تتحوّل إلى تلك النّقطَة حيثُ توجَدُ ليليان و سوجين وسطَ الحديقَة يلعبُونَ بكُراتْ الثّلجْ و صوتُ قهقهتهم تتخلّل الأسماعْ، خاصّة الخَاصّة بليليان؛ مضحكُها المرسومْ و أسنانها النّاصعة المحفوفَة بشفاهِها الورديّة المكتزنَة جذبتْ إهتمامَ بيكهيون الذي و لأوّل مرّة يرَاها تضحكُ هكَذَا من قلبِها بصِدقْ.
زواجُه منها لم يسرِق منها سعادَتها فحسب، بَل طفُولَتها و عفويّتَها التي يشاهِدُها الآن و هي تلاعِب أختها الأصغرْ كأنّهما بِذاتِ السّنْ، بدَت كتلَة من لَطافة تحمِل كتلَة ثلجْ بلونِ بشرتِها فإزدادًت جمالاً.
"توقّفْ !".
ترجّل فور ما نفّذَ السّائِقُ أمرَهُ و ترجّل من بعدِه هـاري متعجّبًا من السّبب الذي جعَل رئيسَه يقفُ وسطَ البرد القارِصْ و لم يلبث يستفهم حتّى حطّتْ عيناهُ على سوجينْ الطّفوليّة التي تركُض بإتّجاهَهم دونَ أن تنتَبه لوجودِهِم على بعدٍ قريبٍ منهَا.
ثوانٍ معدُودَة لحِقَهَا صوتُ إرتطامِ كُرَة ثلجٍ قذفتها ليليان و هدفُها سوجين التي إنحنَت متفاديَة إيّاهَا فأصابَتْ وجهَ بيكهيون.
ضربَة تلقّاهَا في وجهِهِ جعلَت أجساد الجميعِ تتصنّمْ أوّلهم من أصابتهُ تلك الكُرَة و تجهّمَتْ تعابِيرُه.
ملامِحُه لا تمثّ بالخيرِ بتاتًا، أسنانه تصرّ على بعضها البعض يكادُ يكسِرُها، جذور عُروقِه برزَت مع نظرَته المُحتدمَة و الغاضبَة في قمّتها، أنفاسُه ثقيلَة و ساخِنَة أدركَ من خلالِها هـاري بأنّ الأحداث القادمَة غير مبشّرَة و ما سيفعلُه رئيسُه سيكون جرّاء جحيمِ غضبِه و الذي ستَكُونُ ضحيّته؛ ليليان !
ليليان التي مَا عَادَت قدمَيها تَقوى عَلى حملِها تَكادُ تَنهَارُ على طَبقَة الثّلجْ القاسِيَة، أطلَقتْ معَ تَراخِي جفُونِها إثرَ الصّدمَة زَفيرًا بعَثتْه في الهَواء و بعَث في شتّى أطرَافِها الشّلل، تمكّنَ بِها الوَجَلُ يخدّر شَجاعَتَها في النّظر و صُنعِ تواصُلاً بصريًّا مَعَهُ.
سوجين بعدَ مَعرفَتهَا لهويّةِ صهرِها الحقيقِيّة و خلفيّتَهُ الشّرسَة ما إستطَاعَ ذهنُها التنبّئَ بشيءْ و تَنبّأَتْ بمَصيرِ أختِها البَائسْ الذي ستَلقَاهُ بعد دَقائِق من هَذه الآونَة.

أنت تقرأ
ØBSĖSSIØN || هَـــوَسْ عَــاشِــقْ
Historia Corta«مِـنَ اللَّـيْـلَة فَـصَـاعِـدًا أَنْـتِ دُمْـيَـتِـي !» - دَعْـنَـا نُـرِي لِلْعَالَـمْ أَنّ حُـبّـنَا مَا كَانَ بلُعبَـة فَلْنُـقْـسِـمْ بأَنّ عِـشْـقَـنَـا سَـيَـبْـقَـى خَـالِـدًا و لَـوْ بَعْـد سِـنـيـن مِـنْ إنْـدِثَـارِنَـا. - كُـتِـبَ لَـنَ...