الفصل الرابع عشر

2.7K 61 25
                                    

الفصل الرابع عشر
اوصد سليم عيناه و تشنجت أعصابه بغضب و قال : مين؟!
-فريد الشامي
لا يستوعب عقله ما قاله الان و قال بصدمة : فريد الشامي هو اللي اغتصب امي
تنهد حسين باستياء: ايوه جي اليوم اللي تعرف في الحقيقة
قام سليم و خبط المكتب بيداه و قال بصوت مرتفع : جاي تقولي بعد ما مات
انتفض حسين و قال : سليم اهدى و انا هفهمك كل حاجه
اعتصر قبضته بقوة و قال : انا دلوقتي هستفاد ايه؟
-انا اللي قتلت فريد الشامي
جلس سليم و قال : جاي تقولي دلوقتي ليه؟
-عايز بنته، انت تقدر تعمل فيها اللي انت عايزه المهم تفضل عايشه لحد ما اسألها على الورق بتاع ابوها
صمت قليلا و تذكر بأن ابنته هي سيلا، ما ذلك بحق الجحيم لما انقلبت الموازين بهذا الشكل، لم يستطيع أن يكمل حديثه و غادر مسرعا، ركب سيارته و ضرب المقود بعنف
انطلق بسرعة كبيرة، و كان يضغط على البنزين بقوة.
كان يسألهم بتعجب عن ذهابهم فجأة بدون مبرر، لماذا والدته لم تستطيع التحدث حتى فهي فقدت النطق، سافروا و تركوا خلفهم و عندما اخبره جده بالحقيقة لم يفعل شي سوى أنه عبئ قلبه بالكراهية الوحشية، أخبره بأن والدته تم اغتصابها و تسجيل مقطع فيديو لها، أراد أن يعرف ذلك الرجل لكي يهشم راسه إلى قطع، أراد لو وجده أمامه ليفرغ به طلقات مسدسه، أوقف السيارة و أخذ انفاسه بصعوبة بالغة
نزل منها و دخل إلى إحدى الملاهي الليلة، جلس على الطاولة و تناول الشراب فهو ترك هذه العادة من فترة و لكن الآن يريد أن ينسى ما حدث، تناول الكثير إلى أن ثمل للغاية. 
               __________
رواية من انتي؟، بقلم اسماء صلاح
تقلبت سيلا في فراشها و لكنها لم تسطيع النوم فقد حاولت لفترة لم تعلم مدتها، نظرت إلى الساعه و كانت الثانية صباحا، خرجت من الغرفة و مرت من أمام غرفته، فتحت الباب و دخلت
تعجب عندما راتها فارغه فهو بالتأكيد لم يعود حتى الآن، نزلت إلى أسفل و دخلت إلى المطبخ و أخذت كوب من الماء
و خرجت و كانت تفكر به.
اندهشت سيلا عندما رأته يدخل من المنزل و ذهبت له و قالت : اتاخرت اوي
نظر لها بعدم اهتمام و قال : ملكيش دعوة بيا تمام
-انت شارب؟
-عندك مانع؟
سيلا بتعجب : انت حر انا مليش دعوة
زفر سليم بضيق، فهو الان لا يكره شي سوى اجتماعه معها في مكان واحد فهي تسيطر على عقل و وجدانه، تجعله يفقد السيطرة على نفسه، يريد أن يتطلع بها أن يلمسها لا يعلم من أين جاءه ذلك الشعور البشع و لكنه سوف يتخلص منه و منها
ذهب الي غرفته، دخلت سيلا إلى المطبخ و أعددت فنجان من القهوة و ذهبت إليه

خلع سليم قميصه و القه على الاريكة و كذلك سرواله و زفر بحنق و كان يشعر بالصداع يفجر راسه
دخلت سيلا و قالت : سليم انا عملتلك قهوة
نظر لها و ابتلع ريقه بصعوبة و قال : شكرا
وضعت سيلا الفنجان على الطاولة و قالت : المفروض تاخد شاور عشان تفوق
سحبها إليه و حاوطها بذراعيه و دفن وجه في عنقها و همس إليها بخفوت "خليكي معايا"
رمشت بعينها فهي لم تفهم مقصده فهو بالأسفل صاح عليها و حدثها بجمود و الآن يطلب منها أن تبقي بجانبه
أبتعد عنها و حاوط وجهها بين كفيه و انحني علي شفتيها ليقبلها، اوصدت عيناها و لفت ذراعها حول عنقه لتبادله تلك القبلة الشغوفة فهي لم تنكر بأنه لديه سحر خاص يجعلها تخضع له
-مالك؟
لا اعلم مالي، حتى إجابة ذلك السؤال ليست لدي الان فأنا تائه و حائرا، لا أستطيع التحدث أو البوح عن شي و لكن من انت ِ؟ لتفعلي بي ذلك، انتي من اقتحمتي حياتي و والدك من دمر حياة امي
كانت تنظر له تريد أن تعرف شي من تلك العينان الغامضة التي لا تبوح بشي حتى أن كان بسيط، و لكن كانت تلمح بها نظرة حزن غريبه، ابتعد عنها و ذهب إلى الفراش
-مش هتشرب القهوة
لم يرد عليها و اوصد عيناه، اقتربت سيلا منه و وضعت الغطاء عليه جيدا و جلست بجواره "عايزة اعرف مالك و عارفه انك و لا هتقولي و لا حتى هخليني اساعدك"
تنهدت باستياء و عندما قامت امسك يدها، جلست مرة أخرى و قالت بخفوت : سليم
لم يرد عليها فعلمت بأنه نائم، ازحت الغطاء قليلا و تمددت بجواره و ظلت ممسكة بيده
فتح عيناه في الصباح و كان يشعر بألم في رأسه، نظر على جانبه و شهق بصدمة عندما رأى سيلا نائمة بجواره
"نهار اسود"، قام من على الفراش و قال : هو أيه اللي حصل؟! اوف بجد
حاول تذكر اي شي و لكنه فشل، اتجه ناحيه الدولاب و ارتدى سروال قطني و بعد ذلك اتجه ناحيه الفراش و قال : سيلا اصحى
طبطب على ذراعها برفق، استيقظت سيلا و قالت : صحيت امتى؟
-دلوقتي، انتي نمتي هنا ليه؟
تذكرت سيلا امس و انه قبض على يدها و قالت : عادي محبتش اسيبك لوحدك
-ليه؟ انا و لا حبيبك و لا خطيبك و لا جوزك و لا إيه حاجه بالنسبالك
سيلا بدهشة : انا مقولتش انك حاجه من دول بس انت امبارح....
زفر سليم بضيق و قال بحدة : كنت سكران و محدش بياخد على كلام واحد مش في وعيه
-كنت عايزة ابقى جنبك
قطعها و قال بصوت عالي : و انا مش عايزك جنبي
ابتلعت سيلا ريقها و لمعت عيناها بالدموع و تركت الغرفة و ذهبت
ارتدى التيشيرت و  ذهب إلى غرفة فارس، طرق الباب و دخل
كان فارس يرتدي ملابسه ليذهب إلى العمل و قال بتساؤل : سليم
-وصلت لايه في قضية سيلا
فارس بحيرة : مازال البحث جاري بس المشكلة ان مفيش دليل واحد يثبت أن اللي قتل عابد هو عمها أو زياد
-ما تسيب القضية
اندهش فارس من طلبه "ليه؟" تسأل بتعجب
تنهد سليم و قال : عادي ممكن يحصلك حاجه، و كمان متنساش انك تعرف مكانها
-يعني اسيبها تتسجن و هي بريئة؟!
-ممكن نخليها تسافر برا البلد
-مش حل طبعا و في النهاية ممكن يتقبض عليها الحل اننا نجيب دليل براءتها و انا متعودتش اني اخسر قضية
          ___________
رواية من انتي؟ بقلم اسماء صلاح
كان هشام يجلس بالأسفل، جلس سليم معه و قال : عملت ايه؟
-و لا حاجه حلتها و فهمت ايتين تمشي الشغل ازاي
-انت اجازة انهارده و لا إيه؟
-اها
تنهد سليم فهو يعلم أن السبب الرئيسي وراء إجازات هشام هو سيلا
-زين هيجي
-بجد؟ هيقعد هنا؟
-احتمال بس الموضوع مقلق عشان وجود سيلا، زين مش لأندا عشان نضحك عليه
-متقلقش انا هخلي بالي منها
سليم باقتضاب : طيب
نزلت لأندا و كانت تجر شنطتها خلفها، و قالت لهم : انا همشي
سليم بتساؤل : هتسافري
-فرح صاحبتي انهارده و انا طيارتي بعده على طول
-زين احتمال يجي انهارده
-مش مشكلة بس ممكن ملحقش اقابله و اكون مشيت
        __________
من انتي؟، بقلم اسماء صلاح
اقترح علاء فكرة "انا شايف أننا ندور ورا صفوت و نحاول نشوف اهل عابد أو صحابه"
دعم أحمد هذه الفكرة فمن المؤكد بأن صفوت هو من قتل عابد و أضاف قائلا : و اكيد هو اكتشف حاجه و قرر يخلص منه و دبس سيلا بنت اخوه عشان يخلص منها
فارس باقتناع : صفوت يتحط تحت المراقبة، عايز كل اخباره
علاء بإيجاز: تمام يا فارس باشا، عندي معلومات عن صفقة سلاح هتم قريب
فارس بتساؤل : عرفت الصفقة دي تبع مين و لا؟
-لا محدش يعرف تبع مين و لا هتم امتى، مجرد إخبارية
-خليكم مركزين لحد ما تيجي معلومات مهمه عنها
      _________
رواية من أنتي؟، بقلم اسماء صلاح
في المساء وصل زين إلى المنزل
نزلت سيلا عندما أخبرها هشام و اتجهت لتصافحه و لكنها شعرت بالخوف و عدم الارتياح فهو نظراته مريبة
قدمها هشام قائلا : لونا خطيبتي
حدق بها بنظرات ثابتة و قال : خطبت امتى؟
-لسه مش رسمية لأن جدي ميعرفش حاجه
ابتسم بمكر و قال : تمام، مبروك
أخذه سليم و خرج إلى الحديقة، فهو يريد التحدث معه على انفراد
-الشحنة هتطلع كمان يومين
سليم بإعجاب : بالسرعة دي؟
-عيب عليك، المهم انا مش عايز البوليس يحس بحاجه اعرف من فارس الدنيا هتمشي ازاي؟ لأن رجلتنا اللي هناك قال إن الوضع ميطمنش
-هتصرف متقلقش، انا وصلت لي
-و هو فين؟ و اتكلم و لا لسه
-موجود في المخزن اللي موجود في السلاح
-لما الجو يهدا هنروح نشوفه و نروح نقضي سهرة حلوة ، صمت زين عندما احس بخطوات أقدام و التفت
هشام بدهشة : بحسك بتشوف اللي وراك والله
زين بابتسامة : اكيد
-هي لونا خرجت
سليم بقلق: هي خرجت من جوه
هشام بتعجب : اها
نظر زين إلى سليم بقلق و قال بشك  : ممكن تكون دخلت تاني، انا هخرج انا و سليم تيجي معانا
ابتسم هشام و قال : انت عارف اني مليش و لا في الشرب و الستات
-اومال ايه البطل اللي انت خطبتها دي؟
نظر له هشام بدهشة متعجبا من جراءته، سعال سليم بشدة و قال : يلا يا زين
خرج سليم و زين
و كان يوجد سيارة في انتظاره بالخارج، تنهد سليم قائلا : نتقابل هناك بقا
-تمام بس فعلا البت دي هشام جبها منين؟
ابتلع سليم ريقه و قال بضيق : عادي نصيب بقا نروح نشوف هنعمل إيه بقا؟
زين بتعجب : طيب
ركب سليم سيارته و كذلك زين و ذهبوا إلى المخزن 
أغلقوا الباب و كان يوجد العديد من الرجال المسلحين يقفون، تقدم سليم وزين في اتجاه الشخص الذي كان مقيدا
اقترب سليم منه و قال : بقى انت كنت عايز تقتلني و ضربت عليا نار
الشخص بتوسل و رجاء : انا مليش ذنب هما اللي طلبوا مني؟
زين باستفسار : مين؟
-واحد عايز يعطل صفقة الاسلحة
ركله سليم بقدمه و ضغط على نص وجه بها و قال : بص انا خلقي ضيق يا تنطق يا تموت
تأوه بألم و قال : والله معرفش اسمه
زين بنفاد صبر "اقتله و اخلص مش هتطلع منه بحاجه مفيدة"
ابعد حذاءه و قال : انت اللي اختارت
اعطاه فرد من رجاله السلاح و اطلق عليه رصاصة استقرت في رأسه
شعر زين بحركة تحدث في الخارج و قال : في حد برا اطلعوا شوفوا و لو لاقيتوا حد خلصوا عليه
سليم بتساؤل : مين هيجي في المنطقة المقطوعة دي
-معرفش بس للأمان لأن في حد خبط في الباب و معنى كدا انه شاف اللي حصل
خرجوا اربع أفراد و بحثوا في الارجاء حول المخزن و لكنه لمح أحداهم شخصا يركض بعيد فذهب خلفه، و عندما اقتربت المسافة، صوب عليها بمسدسه
ركب زين سيارته و كذلك سليم و لكنه استمع لصوت إطلاق النار، غادر زين اولا و بعده سليم.
تعسرت قدمها و سقطت، اقترب منها و قبض على شعرها بعنف و سحبها خلفه إلى أن وصلوا للمخزن
-انتي مين؟
كانت ترتعش خوفا فهي لم تصدق ما رأته منذ لحظات
صفعها بقوة جعلتها ترتمي على الأرض بجوار الجثة و قال بحدة : مين بعتك
لم تسطيع التحدث فالصدمة كانت أشد من ذلك و الخوف، تشنجت اعصابها و تسرب الهلع إلى فؤادها
وضع المسدس في منتصف رأسها قائلا : هتتكلمي و لا اموتك؟
اوصدت عيناها و ارتجف جسدها و كانت تموت خوفا ، استمعت إلى صوت الزناد............
بقلم اسماء صلاح
رواية من انتي؟

من انتِ؟ بقلم اسماء صلاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن