الفصل الرابع و الثلاثون

2.3K 39 7
                                    

الفصل الرابع و الثلاثون
اتصلت بسليم و قالت بعصبية : انت فين؟
سليم باستغراب : في الشغل؟
-انت متجوز بنت فريد الشامي يا سليم
أرتبك بشده فمن أين عرفت بذلك و قال : مش فاهم؟ انتي فين؟
-لسه واصله إيطاليا و شوفت الهانم
تنهد سليم و قال : من فضلك اهدي و انا هفهمك كل حاجه
نرمين بغضب : تفهمني ايه؟ لازم ابوك يعرف المصيبة دي
-ماما لوسمحت افهمي الأول و بعدين ابقى اعملي اللي انتي عايزها، انا جاي
ذهب سليم من الشركة مسرعا و كان يفكر في حجة منطقية يقنعها بها
وصل إلى المنزل و كانت نرمين تقف في الحديقة مكانها
-ماما
-بنت فريد مراتك ازاي؟
تنهد سليم و قال : ظروف يا ماما
تحدثت بصوت مرتفع و غاضب "ظروف ايه اللي تخليك تتجوزها"
-أنها حامل
لم تستطيع نرمين تحمل الصدمة و جلست على المقعد "حامل"
-اها
نرمين بعصبية : يعني ايه حامل؟ انت عارف ايه معنى كلامك دا؟، ازاي ابنك يبقى منها
-مش عايز حد يعرف حاجه
-مستحيل اسمح بحاجه زي كدا
تنهد سليم و قال : لو روحتي قولتي لجوزك فهو مش هيفيد بحاجه غير أني هنسي انكم اهلي
نرمين بصدمة : عشان مين؟
-مش عشان حد، بس سيلا مراتي و اللي في بطنها ابني
بكت نرمين بشده و قالت : مش مصدقة اللي بسمعه منك
-هما ٩ شهور بظبط يعدوا و بعدها هتصرف
-و الطفل هيروح فين؟
-مش وقته الكلام دا، انا مش طالب منك غير حاجه واحدة و هي انك بلاش تبلغي حد باللي بيحصل و اوعدك اني هنفذلك كل حاجه انتي عايزاها
-مش عايزه غير روح الشيطانية اللي انت متجوزها و بعدين مطلق ايتين عشان دي
-ياريت تطلعي ترتاحي لأنك جايه من السفر تعبانة......
دلفت نرمين إلى المنزل، زفر سليم بحنق فهو يعلم بأن والدته لم تتقبل الأمر، لافت انتباه هاتفها الذي كان على الطاولة اخذه و قفله و بعد ذلك أمر الحرس بمراقبة نرمين و عدم السماح بخروجها من المنزل....
قابلت نرمين سيلا في طريقها نظرت لها باقتضاب و قالت : مش مصدقة ان بنت فريد الشامي مرات سليم العطار
تنهدت سيلا و قالت : انا مليش مزاج اعمل مشاكل بس بقدر اعملها
-مش هسيبك تاخدي ابني
زفرت سيلا بحنق و قالت : ابنك مش عيل عشان اخده و بعدين مش ابنك دا اللي انتي سايبها و متعرفيش عنه حاجه و لا دلوقتي احلو
نرمين بتحذير : اوعي تكوني فاكره انك عشان اتجوزتي خلاص كدا، لا بتليفون واحد هخرب الدنيا و اللي في بطنك دا متحلميش انك تربى و لا انه هيجي على الدنيا اصلا
سيلا بتحدي : ابني هربي غصبن عن الكل و ابنك مش هسيبه ، و على فكرة انا مش خايفه منك و لا من جوزك و لا من ابوه و بتليفون صغير خالص ادخلهم كلهم السجن
دخلت نرمين الغرفة و صفعت الباب خلفها بقوة، جلست على الفراش و بكت بشدة، فتحت شنطتها و أخذت حبوبها المهدئة و ظلت تفرك يدها بعنف فكانت تشعر بالجنون، كيف يتجوزها ابنها......
          __________
رواية من انتي؟ بقلم اسماء صلاح
نزلت سيلا و وجدت سليم جالس على الاريكة، جلست بجواره و قالت : انا مش هعمل حاجه لمامتك
نظر سليم لها و قال : طيب
قامت سيلا و جلست على فخذه و قالت : اومال مالك؟
-مفيش، انتي نزلتي ليه؟
-عادي زهقت من قعدة الاوضه، مش هتطلع تغير؟
-هطلع
قامت سيلا و قالت : ماشي
صعد سليم و تابعته سيلا
-عايزة حاجه؟
-لا بس عايزة اعرف انت هتفضل غضبان عليا كدا لحد امتى؟
-غضبان؟
-اها انت مش واخد بالك انك و لا بتكلمني و لا بتقعد معايا
تنهد سليم و قال : عادي
اقتربت سيلا منه و حاوطت عنقه و قالت : عادي انك تفضل بعيد عني؟
-انتي اللي عايزة كدا
سيلا بضيق : براحتك يا سليم خليك مقموص كدا
ابتعدت عنه و جلست على الفراش و كانت تنظر له بضيق
ابدل ملابسه و وضعها بالخزانة و هم بالخروج، اوقفته سيلا قائلة : سليم
-نعم؟
قامت سيلا و حاوطت خصره من الخلف و اسندت رأسها على ظهره و قالت : بحبك
التفت لها و قال : ماشي
سيلا بغيظ : ماشي يا سليم لما اشوف اخرتها...
-انزلي عشان تأكلي
تنهدت سيلا و قالت : طيب ، خلينا مش طايقين بعض كدا
خرج سليم من الغرفة و طرق غرفه والدته و قال : ماما انزلي عشان تأكلي
كانت نرمين ليست بالغرفة، نزل إلى أسفل و وجدها جالسة
نرمين بغضب : هو انا محبوسة و لا إيه؟
-لا مش كدا بس انا مش ضامن انك هتسكتي و عارف انك عايزة تكلمي بابا و تقوليله
نرمين بعصبية : انت بتحبس امك
اقترب منها و قال : لا يا ماما بس انا عايز الفترة دي تعدي على خير
-ابن سيلا الشامي مش هيجي على الدنيا
سليم بضيق : ياريت تقعدي عشان الغدا جهز
-مش هقعد على سفرة واحدة معاها
-انهاردة بس....
نزلت سيلا و ذهبت لتجلس على السفرة، تابعها سليم و بعد ذلك نرمين و كانت تنظر إلى سيلا بغضب
بدأت سيلا في تناول الطعام و لكنها لم تستطيع أن تكمل و تركت المعلقة من يدها
سليم بتساؤل : مكلتيش ليه؟
-مليش نفس
كانت نرمين تبعث في طبقها بضيق فهي لم تتخيل أن تجمعهم سفرة واحدة
قامت سيلا و لكن أمسك سليم يدها و اجلسها، و ذلك جعل نرمين تشتعل غضبا
-كُلي الأول و بعدين ابقى قومي
انتهوا من تناول الطعام و صعدت سيلا إلى الغرفة، كانت نرمين تجلس مع سليم و قالت : هو انت بتحبها؟
-اها
نرمين بضيق : و هي؟
-انا طالع
-عايزة تليفوني
سليم بضيق : لا و اعملي حسابك انك مش هتمشي من هنا دلوقتي
صعد سليم إلى غرفته و كانت سيلا نائمة، اتجه إلى الفراش و استقلي على ظهره و قال : نمتي
-استدارت سيلا له و أصبحت مقابله له و قالت : لا لسه؟
-طب نامي
قامت سيلا و جلست و قالت بحزن : انا بكرهك على فكرة
سحبها من ذراعها و ضمها إليه و قال : نامي يا سيلا
رفعت نظرها له و قالت بضيق : ونبي بطل برودك دا...
-انا بارد
-جدا
قام سليم و انحني عليها و حدق بعيناها و قال : انتي السبب ؟
قبل شفتيها بحب، و بعد ذلك ابتعد عنها، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت : عديها المرة دي بس
-بجد دا على أساس انك هتسكتي بعد كدا
قبلت سيلا شفتيه بنعومة، أزاد من عمق قبلته و ابتعد عنها و انحني ليقبل عنقها بشوق
طرقت نرمين الباب و قالت : سليم
رد سليم قائلا : نعم؟
-عايزاك ضروري
أبتعد سليم عنها و خرج، تضايقت سيلا فهي تعلم بأن نرمين لم تفوت ما حدث
       ________
مرت ايام عليهم و كان لا يخلو اليوم من المشاكل بين الاثنان
خرجت سيلا من غرفتها فكانت تشعر بالتعب و قررت أن تتمشى قليلا في الحديقة، و عندما خرجت إليها وجدت نرمين في وجهها
تنهدت و مرت من جانبها فهي لا تريد الجدال معها
نرمين بسخرية : تعرفي عجبني تفكيرك اوي، بس فعلا شاطرة عرفتي توقعي و تخلي يسيب مراته و يتجوزك
نظرت سيلا  لها باشمئزاز و قالت : ياريت تاخدي بالك من كلامك يا نرمين هانم
-مش دا الصح و لا إيه؟ مش معقول تكوني بتحبي مثلا بس انا هعرف ارجع ابني
-ابنك يبقى جوزي على فكرة
-ما انا مش هسيب ابني يكمل مع واحدة ابوها كان راجل وضيع و مغتصب متقلقيش هخلي يخليكي تركعي تحت رجلي
لم ترد سيلا عليها و صعدت إلى غرفتها و قفلت الباب خلفها
ارتمت على  الفراش و دخلت في نوبه بكاء شديدة فهو برغم من ذلك والدها ...
رجع سليم و عندما وجد نرمين تجلس بمفردها ارتاح قلبه و قال : ماما
-تعالى يا حبيبي اقعد معايا و بعدين نتغدا مع بعض اصلي جعانه اوي
ابتسم سليم باقتضاب و قال : طب هطلع اغير
نرمين بضيق : انا مش طايقه البت دي بقا
تنهد سليم فهو يعلم بأنهم لم يتفقوا مع بعض و قال : بلاش تفكري كتير في موضوع سيلا لوسمحتي
-والله انت اللي روحت تتجوزها، انا مش عارفه لو ابوك عرف هيعمل ايه؟، يعني تسيب ايتين و تروح لدي
-ماما مش كل يوم
بكت نرمين و قالت : لو حد قالي عمري ما كنت هصدق أن ابني يعمل كدا بس اديني شوفت بعيني، طلقها يا سليم
رتب سليم على يدها و قال : انا هطلع
دخل الغرفة و كانت سيلا ممددة على الفراش و توقفت عن البكاء عندما سمعت الباب
نظر عليها سليم و اتجه ليجلس بجوارها و قال : سيلا
لم ترد عليه و ادعت النوم، انحني عليها و قبل وجنتها و قال : خدتي الدوا؟ عارف انك صاحية
-لا مخدتش الدوا
قامت سيلا جلست، تعجب سليم من عيناها المتورمة و الحمراء و قال بتساؤل : مالك؟
-مفيش كنت تعبانة شوية بس
سليم بعدم تصديق : بتعيطي؟ عشان تعبانة...
-اها
-جعانه؟
-لا كلت
-حصل حاجه بينك و بين امي؟
-لا مفيش
كان يشعر بأنها تكذب عليه لأنه بالتأكيد لم تكن المعاملة بينهم جيده
امسك يدها و قال : سيلا
-انا عارف انكم مستحيل ترتاحوا مع بعض و...
قطعته سيلا و قالت : انا عايزة امشي من هنا يا سليم
-اقفلي الموضوع دا تمام
قام سليم و دخل إلى المرحاض، زفرت سيلا بحنق فهي تشعر بالاختناق منها و لا تريد رؤيتها 
قامت و خرجت إلى الشرفة، نزلت دموعها لتغرق وجنتها، شعرت بأن رأسها يدور و تشوشت رؤيتها
جلست على الأرض لكي لا تسقط، ضمت ركبتيها إلى صدرها
دخل سليم إليها و قال : سيلا انتي قاعدة كدا ليه؟
نزل على ركبتيه و جلس أمامها "سيلا"
رفعت رأسها و قالت بوهن : تعبانة شوية بس
حملها بين ذراعيه و وضعها على الفراش برفق و سألها بقلق "حاسه بايه؟"
-دايخه شويه
رتب عليها على يدها و لكنه احس بانخفاض حرارة جسدها، تسرب القلق إلى قلبه و اتصل بالطبيبة
جلس بجوارها، انحني عليها و قبل جبهتها
رايت نرمين الطبيبة و نزل سليم و استقبلها، عقدت  حاجبياها و قالت بداخلها "ربنا ياخدها"
تفحصتها الطبيبة و بعد ذلك حقنتها
سألها سليم بقلق : ماذا حدث لها؟
-لديها انخفاض في ضغط الدم و يجب الانتظام على الأودية لكي لا يؤثر على صحه الطفل
تنهد سليم و اوصل الطبيبة و كانت نرمين تقف في انتظاره و قالت : هي مالها؟
-ماما طلعي سيلا من دماغك لوسمحتي
-و انت طلعها من حياتك
زفر سليم بضيق و قال : على فكرة هي مراتي.....
نرمين بعصبية : مراتك دي تبقي بنت فريد الشامي، و مراتك دي اللي عائلتك كلها بتدور عليها، و هي برضو اللي عايزة تخرب بيت جدك
-و انا مش شايفها غير أنها مراتي و مش هخلي حد يقرب منها
نرمين بغضب : واضح ان ابوك كان عنده حق في كلامه
-من فضلك كفايه....
-و ان شاء الله كدا هي هتفضل حامل؟
زفر سليم بحنق و قال : عندك حل؟
-والله لو ابوك عرف هيقتلها و هيقتل ابنها و مش بعيد يقتلك انت كمان
-انا هدخل اطمن عليها
دخل سليم إليها و جلس أمامها و قال : بقيتي كويسه
-اها
-بلاش تتحركي و خدي العلاج بانتظام، كمان ساعتين ميعاد الدوا بتاعك....
اومأت سيلا برأسها و قالت : حاضر
             ________
رواية  من انتي؟ بقلم اسماء صلاح
دخلت نرمين المطبخ و كانت الخادمة تحضر الطعام
نرمين بتساؤل : هذا لسيلا؟
-نعم
-احضري لها عصير لأنها متعبه
استجابت لها و التفتت لكي تحضر العصير من الثلاجة، قامت نرمين بوضع شي على الصحن و بعد ذلك خرجت
وضعت الخادمة العصير و خرجت من المطبخ و اتجهت إلى الغرفة، طرقت الباب و دخلت
وضعت الطعام على الطاولة و خرجت
اخذ سليم الطاولة و وضعها على الفراش و قال : يلا عشان تأكلي.....
رن هاتفه و قام ليرد عليه و دخل إلى الشرفة، و بعد ذلك دخل و لكن تفاجأ بما رآه و قال بقلق : سيلا.........


من انتِ؟ بقلم اسماء صلاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن