الفصل الثاني عشر

2.9K 67 9
                                    

الفصل الثاني عشر
صعدت إلى غرفتها و قفلت الباب و عندما دخلت انقطعت الاضواء، ارتعش جسدها بخوف و تمالك نفسها لكي تخرج من الغرفة و تذهب إلى هشام، التفتت سيلا لكي تفتح الباب و تخرج فهي لا تحب الظلام و لا ترى به شي و لكنها اصدمت بشي أمامها، شهقت بصدمة و قبل أن تصرخ قبل شفتيها، حاولت سيلا الابتعاد و لكنه حاوطها بذراعه...
ذهبت انفاسها و أصبحت غير منتظمة و شعرت بأنها تتلاشى، خارت قواها و سقطت مغشيا عليها
أسندها لكي لا تقع، و فتح النور و بعد ذلك حملها و وضعها على الفراش برفق
تعجب سليم من اغماءها المفاجئ و قال : مش معقول عشان بوستها يعني
اخذ زجاجه العطر التي كانت على التسريحة و رش منها على يده و مررها أسفل انفها لكي تستنشقها
استعادت سيلا وعيها و قامت و قالت : انت عملت ايه؟
-ولا ايه حاجه انتي اغمى عليكي
لمست سيلا شفتيها و قالت : انت سافل  و قليل الادب
-لا مبرجعش في كلامي، قولتلك قبل ٢٤ ساعه هكون بوستك
ابتلعت ريقها و قامت من على الفراش و قالت بغضب : ماشي
قام سليم و وقف امامها و قال : ناقص دورك؟
-مستحيل اعمل كدا تمام
-ليه؟ خايفه تقعي في حبي
ضحكت سيلا و قالت بسخرية : ليه شايفني مجنونة و بعدين هسيب الكل و احبك انت
-بتنسحبي؟
-ليه هو انا زيك
-هجوبك
-برضو مستحيل
-إيه الفرق ما انا خلاص بوستك
عضت سيلا شفتيها السفلية و قالت : ماشي بس  بلاش غش و بعدين انت ليك حاجات غريبه كدا ليه؟
اقتربت سيلا منه، و وقفت على أطرافها و قالت بتحذير : متلمسنيش
كانت تقترب بتردد و لكن وضع يده خلفها و ضغط على ظهرها و قربها منه، تلمست شفاههم
أوصدت سيلا عينها و قبلته بنعومة و بعد ذلك ابتعدت عنه  وقالت : خلصين
-بتعرفي تمثلي كويس
ابتسمت سيلا و قالت :موهبتي و بعدين انا معملتش مشاهد من دي قبل كدا
-ليه؟
-عادي بابا كان مانع ايه مشاهد جريئة و انا وافقت
جلست سيلا على الفراش و قالت : مش هتجاوب؟
تنهد سليم و قال : هجاوب
جلس بجوارها و قال : مفيش حد معندوش أسرار و هقولك واحد منهم عمري ما وقعت في الحب ، و الحاجه اللي محبش اعملها أو اقابلها هي الخيانة بمختلف أنواعها، العلاقات دي فهي  كتير اوي يعتبر مش فاكر، مش مأجل جوازي و لا حاجه ايتين هي اللي متراجعة مش انا
نظرت له بتعجب و قالت : و ليه مقولتش لما سألتك؟
-عشان مبحبش اتكلم عن حاجه تخصني قدام حد
سيلا باستغراب : تقريبا مكنش في حد غريب. ايتين  خطيبتك و هشام و فارس ولاد عمك و لأندا و تقريبا في بينكم علاقه ، يعتبر أنا الغربية بينكم
-انا كدا و لا بحب الكلام الكتير و لا بحب حد يعرف عني حاجه
تنهدت سيلا و قالت بتساؤل : هو انت مش بتحب ايتين؟
-عرفتي ليه مبحبش الكلام الكتير
-اها عرفت و على فكرة انا ليا عندك طلب لأنك انسحبت قدامهم
نظر لها بدهشة و قال : اطلبي
-هتنفذه
-اكيد
-خلي جدك يصرف نظر عن موضوع لأندا و عشان انا اخليها تنعم بسلام بدل ما اخليها تكره نفسها و اليوم اللي جات في مصر
حك سليم ذقنه بأنامله و قال : هتبقى حاجه في مصلحتهم و بعدين انا شايف لأندا مناسبة ليهم جدا
هزت سيلا رأسها برفض و أمسكت يده و قالت بحزن : لا و انت عارف كدا و بعدين لأندا مش مناسبه لحد فيهم، لوسمحت
-طيب
بعدت سيلا يدها و ابتسمت و قالت بسعادة : يعني خلاص لأندا هتمشي
-لا بس موضوع الجواز هيكون متوقف على حد فيهم يمكن واحد يعجب بيها، و لأندا اصلا مش جايه عشان جواز
-اممم بس أنت كدا مش هتخلي جدك يجبرهم على حاجه صح
-صح بس...
قطعته سيلا و قالت : لا خلاص مش عايزة اسمع حاجه...
-تمام حاولي تخفي على لأندا لأنها مش سهله خالص
سيلا بتفكير : مش هعملها حاجه طبعا، انا خدت رقم ايتين و قولتها تيجي بكرا
سليم باستغراب : ايتين؟! ليه؟
-عادي بقينا صحاب و هعرفها على جيرمين
سليم بعدم اقتناع : و هتعملوا ايه في لأندا، و بعدين ايتين عاقله مستحيل تشترك معاكم في حاجه
-طبعا
سليم بتحذير : سيلا
قطعته سيلا و قالت : مش هسيبها بقى انا تسألني الأسئلة دي بس تمام
-انتي حره بقا بس متعيطش في الاخر
-اطلع بقا من اوضتي عايزة انام
نظر لها سليم بدهشة و قال : بكرا تتمنى تنامي....
قطعته سيلا و وضعت يدها على شفتيه و قالت : مش لدرجة دي
ابتسم سليم، نظرت له بإعجاب و صمتت لوهله فالان ابتسامته خاليه من الازدراء و السخرية، بعدت يداها و قالت : تصبح على خير بقا
-و انتي من اهله
خرج سليم من الغرفة و قفل الباب خلفه،
وضعت سيلا رأسها على الوسادة و اغمضت عينها و لكنها تذكرت ما حدث قبل قليل و قبلته لها
قامت و زفرت بضيق و ضربت وجنتيها و قالت : سيلا مالك اظبطي  كدا، انتي بكرا وراكي لأندا
        ___________
رواية من انتي؟ بقلم اسماء صلاح
استيقظت لأندا في الصباح و أخذت شاور دافئ و ارتديت شورت جينز و تشيرت نص كم قصير يظهر خصرها الرشيق
-اهاا و انا امبارح خدت رقم ايتين من هشام و طلبت منها تيجي
جيرمين باستغراب : مين ايتين دي؟
-خطيبة سليم و هي مبتحبش لأندا و بصراحة انا عايزه اضايق لأندا بيها
-ماشي لما نشوف ام عيون زرقة دي هتعمل فينا اي خرجت من غرفتها و قابلت سيلا، نظرت لها بامتعاض و قالت : صباح الخير
ابتسمت لأندا و قالت : صباح النور، هو سليم مشي و لا إيه؟
-اهاا سليم و فارس و هشام مشوا من بدري، انا و انتي اللي موجودين ما تيجي تقعدي معايا
لأندا بخبث : ماشي، في الجنينة
خرجوا إلى الحديقة و جلسوا على الطاولة
سيلا بتساؤل : هو انتي جيتي مصر ليه؟
-صاحبتي فرحها آخر الأسبوع و دا السبب الأول و السبب الثاني لاني كنت عايزة أشوف سليم
ابتلعت سيلا ريقها بتوتر و قالت بدهشة : سليم؟!
-انا معجبة بسليم جدا
-بس سليم خاطب؟
-و مين قالك اني عايزة اتجوزه؟
سعالت سيلا و تعلقت الكلمات بحلقها متعجبة من حديثها و قالت : يعني؟
-نرتبط بس كدا
سيلا بتعجب : لا معلش مش فاهمه يعني؟
-يعني مفهاش حاجه اننا نعيش مع بعض من غير جواز
-يعني يبقى متجوز و عايش مع واحدة تانيه؟!
تنهدت لأندا و قالت : سليم يعرف كتير و عادي بس محدش بيكمل معاه أو بمعنى أدق هو مبيكلمش مع حد  ، و ايتين دي هيتجوزها بسبب الشغل مش اكتر
سيلا بجدية : اهو يتجوزها عشان الشغل احسن ما يعيش معاها كدا
ابتسمت لأندا ببرود و قالت : انتي متعرفيش سليم كويس
-اللي اعرفه أن ايتين جميلة و محترمة
وصلت جيرمين إليهم و ذهبت في اتجاههم، صافحت سيلا و قالت : لأندا صح
ابتسمت لأندا و قالت : ايوه مين انتي؟
-جيرمين صاحبه لونا
جلست جيرمين و كانت تنظر إلى لأندا باستياء و قالت بداخلها "بصراحة البنت جامدة يعني هتغير ليه؟"
استأذنت لأندا و تركتهم
كان يظهر الغضب على قسمات وجهها، فقد قطبت جبهتها و زمت شفتيها
جيرمين  بتساؤل : مالك يا اختي؟ البت دي عملت ايه؟
-و لا حاجه بس  مش طايقها الصراحة
-هي شكلها باردة، مفيش حد غيرنا و لا إيه؟
مر عليهم وقت إلى أن وصلت ايتين و لكن تفاجأت سيلا عندما أتى سليم بصحبتها، و توعدت له بداخلها فهي تعلم أنه فعل ذلك عن قصد ، ارتسمت ابتسامة زائفة عندما اقتربوا منهم
قدمت سيلا ايتين و جيرمين إلى بعضهم و استأذنت منهم قائلة : انا هدخل اعمل حاجه نشربها
دخلت سيلا إلى المطبخ و هي تسبه و تلعنه بداخلها و لكنها ابتسمت بانتصار عندما لمعت تلك الفكرة الشيطانية في خاطرها و قالت بصوت مسموع : حلو يا سليم أنت اللي اختارت
ذهبت إلى الحوض لتغسل يداها و عندما احست بخطوات احد يدخل إلى المطبخ فقالت "تعالى يا جيرمين"
تعجبت عندما لم تجد ردا منها و قالت : وصلت لخطة يا بت.....
صمتت عندما استدارت و وجدته أمامها، وضعت يدها على فمها و شهقت بصدمة
-خطة ايه؟
أنزلت يدها و قالت باضطراب : و لا حاجه انت داخل ليه؟
-هغسل ايدي
-في المطبخ؟
كان سليم يقف أمامها مد ذراعيه ، و كأنه يحاوط خصرها، شعرت سيلا بالتوتر و اضطربت انفاسها و سارت الرعشة في جسدها، لمس جانب وجهها بوجه، و فتح المياه و غسل يده ببطء
أبتعد عنها قليلا و قال : سيلا
كانت سيلا تقف كالصنم تحدق به بشدة  تشعر بالصدمة من فعلته، فهي كانت بين ذراعيه
لوح بكفه أمام وجهها، فاقت سيلا و قالت : نعم؟
-مالك؟
-مفيش
-هاتي العصير
-خده معاك
سليم بدهشة : نعم انا اشيل العصير ليه؟
-عشان تحترم نفسك
رفع حاجبياه في اندهاش و قال : تمام
عقدت سيلا ساعديها أمام صدرها و قالت بحدة : اتفضل
-هتشربي منه؟
استغربت سؤاله و نظرت له باستفهام و قالت : اها ليه؟
التقط شفتيها في قبله خاطفه، اتسعت ملقتيها بدهشه
همس أمام شفتيها قائلا :هعتبر نفسي شربت منه لاني مبعملش حاجه بمزاج حد
-على فكرة لو بوستني تاني.....
قطعها سليم بتقبيلها و قال : اسكتي و اعملي حسابك و انتي بتتكلمي معايا بعد كدا لأن طريقتك مش عاجبني
نظرت له و لم تتحدث و أخذت هي صنيه العصير و خرجت من المطبخ
كانت لأندا جالسه معاهم و عندما رأت سيلا نظرت لها بغيظ و حقد شديد، فهي رأيتها مع سليم بالداخل و قد اشتعلت نيران الغضب بداخلها و أصبحت مثل قدح من المياه تخطي مرحلة الغليان.
توترت سيلا و ارتبكت عندما راتها و خشيت أن تكون رأت شي.
وضعت العصير و أخذ كل منهم كوبا
ايتين بتساؤل : سيلا مشوفتيش سليم؟
-لا ممكن يكون طلع اوضته
عندما جاء هشام، ذهب لهم و القي التحية عليهم و دخل
شعرت جيرمين بأن سيلا ليست في حالتها الطبيعة و لكنها لم تسألها بسبب وجودهم
ايتين بتساؤل : مرتاحة هنا يا لأندا
-اها جدا يا ايتين
تذمرت ايتين و قررت أن تغادر بدل أن تكسر رأسها و نظرت إلى سيلا و قالت : لونا انا همشي لأن عندي مشوار مهم تبع الشغل
-ماشي يا روحي ابقى كلميني
و جيرمين هي الآخرى غادرت بعدها
نظرت لأندا إليها و قالت بلوم : هو هشام يعرف علاقتك بسليم
سيلا بصدمة : نعم؟ علاقتي بسليم
تمالكت لأندا نفسها و قالت بغضب مكتوم : يعني البوس و الأحضان دي عادي و انتي خطيبة هشام
تعالت انفاسها باضطراب و قالت بنبرة غاضبة : متنسيش نفسك فاهمه
لأندا بسخرية : بجد؟ انتي اللي متنسيش نفسك و اعرفي انتي بتتعاملي مع مين كويس، و بعدين حصل بينكم علاقة و لا لسه بما ان الموضوع كدا
قامت سيلا من مكانها و وقفت أمامها و قالت بتوعد : مسمحش انك تقولي نص كلمة عليا و انا مش زيك عشان ارمي نفسي على واحد
قامت لأندا و غضبت بشده و اصحبت مثل البركان الذي يوشك على الانفجار و قالت : انا هعرفك مقامك
لم تمالك سيلا اعصابها أكثر من ذلك و لم تتحمل اهانتها لها و قامت بصفعها بقوة و قالت بتحذير : بلاش انا احسنلك فاهمة و انا مش هخاف منك....
و بعد ذلك دخلت سيلا و صعدت إلى غرفتها و قفلت الباب خلفها.
اشتعل بداخلها بركان من الغضب و سقطت دموعها، و ارتمت على الفراش و أخذت تبكي حتى تورمت عيناها
كان هشام يبحث عنها و عندما لم يجدها بالأسفل، طرق الغرفة و دخل
و اصدم عندما وجدها تبكي بتلك الطريقة، اقترب منها و جلس بجوارها على الفراش و قال : سيلا...
قامت سيلا و مسحت دموعها و قالت : مفيش حاجه
حاوط وجهها بكفيه و قال بقلق : في حد عملك حاجه طيب
بكت سيلا مرة أخرى، ضمها هشام إليه و رتب عليها بحنان و قال : مالك يا سيلا
توقفت عن البكاء و ابتعدت عنه و قالت : مفيش حاجه بس افتكرت الأحداث اللي حصلتلي و عيطت
-بجد؟
أومأت سيلا برأسها و لكنها تجنبت النظر بعيناه و قالت : بجد
تنهد هشام و قال : مش مصدقك بس مش هضغط عليكي و هستني انك تيجي تحكيلي
ابتسمت سيلا و قالت : شكرا يا هشام
رتب هشام على يدها و قبل جبهتها و قال : انا هدخل هنام محتاجه حاجه
هزت رأسها نافيه و خرج هشام و تركها
تنهدت سيلا و خرجت من الغرفة و نزلت إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء الرطب، فقد عكرت مزاجها تلك الشقراء
سارت حول حوض السباحة و هي تنظر إلى الماء باستياء، فهي فقدت والدتها بسببها.
اوقفتها لأندا و قبضت على معصمها لتلفها إليها  فهي خرجت خلفها عندما راتها و قالت : انتي اللي دخلتي لعبه مش بتاعتك
سحبت سيلا يدها و أعطيت لها ظهرها لتغادر، اغتاظت لأندا منها و وضعت قدمها أمامها
تعسرت بها سيلا و سقطت في الماء، ابتسمت لأندا بخبث وقالت : عشان بعد كدا تحترمي نفسك و بعدين دي البداية..
استغربت لأندا سكونها التام و سقوطها في القاع و قالت : لونا....
لم تجد رد أو ايه حركة تدل على أنها مازالت حيه من الأساس، ارتبكت لأندا فهي لم تريد قتلها و قررت أن تذهب لكي تنكر فعلتها...
رواية من انتي؟
بقلم اسماء صلاح

من انتِ؟ بقلم اسماء صلاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن