الفصل الأول

10.2K 129 11
                                    

الفصل الأول
طرق باب الغرفة بخفة، فرك فارس عينه بملل نفخاً بضيق ليدل على ضجره الشديد فهو يكره أن يوقظه احد من نومه
-صحيت انزل انت
فتح هشام الباب و دلف إليه و عقد  حاجباه في اندهاش فهو لم يتحرك قدر انملة حتى  "يا ابني أنجز بقا الساعه بقيت ٨" 2021 1 1
-اصحى ٨ ليه راح المدرسة مثلا؟!
ضحك هشام بصوت مسموع و قال : لا عشان الشغل يا ظريف و كمان جدك عاملك مفاجأة
تملكته الدهشة فجده لم يأتي من ورائه غير الأوامر فقط  و لكنه لم يسمع شي عن ما يدعى بالمفاجأة أو حتى التعبير عن الرأي، فيكفي رأيه
-يا راجل؟!
-البس بس و انزل عشان سليم معاه تحت و كمان طيارته هتطلع الساعة عشرة
تنهد فارس بحنق و قال : تمام يا اخويا هاخد شاور و اغير هدومي و انزل
كان سليم يجلس مع جده يستمع إلى حديثه بعدم اهتمام
محسن بحدة : موافق على كلامي و لا؟
سليم بتعجب : لا طبعا مش موافق يعني المفروض اجيب راجل يخدم في البيت ازاي؟
ضرب محسن عكازه في الأرض بعنف مما أصدر صوت و قال بغضب : يعني هو ينفع تيجي ست تعيش معاكم في البيت و انتم تلت شباب
دخل هشام و استمع إلى حديثه و قال : خلاص يا جدي مش مشكلة
نظر له محسن و قال : تمام انا هخلي السكرتير بتاعي يشوف واحد صغير عشان يشوف مصالح البيت
زفر سليم بضيق فذلك غير منطقي و لم يعجب بالفكرة حتى و صمت
ابتلع هشام ريقه و قال : ياريت بسرعه بقا؟ عشان الموضوع بقا ممل
محسن بغضب : ايه اللي ممل يا ولد؟
-الموضوع دا ما ساعة ما الست اللي جبتها تعبت و احنا متسوحين
سليم بسخرية : ست عندها ٦٥ سنه كتر خيرها انها قدرت على دا كله والله
ابتسم هشام و لكن نظر لهم محسن بحدة و قال : مفيش واحدة شابه هتدخل البيت فاهمين
-"ونبي بلاش يكون فوق الستين" قالها فارس باستهزاء لأنه علم بذلك من خلال سماعه إلى حديثهم
التفت إليه محسن و قال : انا همشي و الأستاذ ماجد هيتابع معاكم و خلال 24 ساعة هيكون لاقى حد، انا هسافر و ان شاء الله هيجيلكم الزيارة الجاية بس ممكن تتأخر
"ياريت متجيش" قالها سليم في عقله
غادر محسن و كانت السيارة تنظره بالخارج
نفخ هشام بضيق : الراجل دا هيشيلني
فارس بخيبة امل : المرة اللي فاتت الست سعاد قد جدنا و المرادي راجل
سليم بعدم اهتمام : المهم يكون قد شغله
ذهب كل منهم إلى عمله
و من ثم ذهب فارس إلى معانيه المكان حيث وقوع الجريمة، تفحص الجثة قائلا : عايز وقت الوفاة بظبط؟ و أهل الراجل دا
-تمام يا افندم، هو كان بيشتغل في شركة الشامي
-تمام انا هروح الشركة
ترك فارس فريق عمله و طلب منهم اخذ الجثة و تشريحها لمعرفة سبب الوفاة و الموعد و اتجه إلى شركة الشامي
دلف إليها و اخرج الكارنية الخاص به قائلا : عايز اقابل المسؤول عن الشركة بخصوص جريمة قتل حصلت امبارح
-ثواني يا افندم هبلغ صفوت بيه
انتظر دقائق و بعد ذلك وصفت له السكرتير مكان المكتب و ذهب إليه
دخل و أظهر له الكارنية قائلا : فارس الهادي
-اتفضل خير في حاجه ولا؟
-موظف في الشركة اسمه عابد ممدوح اتقتل امبارح في شقته
صفوت بصدمة : ازاي؟! مش معقول!
-للأسف و انا كنت جاي استفسر عن ايه حاجه تخصه
-هو اترفد امبارح من الشركة بسبب اختلاسه لأموال الشركة  باعتباره المسؤول المالي عنها و سيلا الشامي هي اللي امرت بدأ لأنها حاسه انه هو السبب في موت والدها
فارس بتساؤل : ممكن توضح اكتر اي علاقة سيلا الشامي
صفوت بلوم : هي اتخانقت معاه و الموظفين قالوا إنها هددته بالقتل
-عنوانها؟
ابتسم بداخله فهو يريد التخلص منها بأي ثمن و قال بنبرة مصطنعة : دا تهديد بس أكيد سيلا بنت اخويا متقتلش ابدا
فارس باستغراب : اكيد ممكن العنوان و متقلقش هو مجرد تحقيق بس لحد ما نجمع الأدلة
استأذن منه و غادر متجها إلى عنوان المنزل و خلال الطريق طلب من القوات أن تلحق به و ارسل إليهم العنوان، و لكن كان يشعر بالغرابة بذلك الذي يدعي صفوت فهو كان متعمد ذكر اسمها و الحاق التهمة بها و بالتأكيد لم يكن ذلك بمحض الصدفة، ضغط على مكابح سيارته بسرعة لأنه كاد بأن يصدم تلك المرأة
ترجل من سيارته بلهفة و قال بتساؤل : انتي كويسه؟
كانت الفتاة ترتدي نقاب و لم يظهر منها شي و ردت بخفوت : ايوه
و غادرت مسرعة، عقد حاجبيه في دهشة و تعجب و من ثم ركب سيارته مرة أخرى إلى أن وصل إلى فيلا الشامي
صف سيارته و ترجل منها، طرق المنزل و لكن لم يجد رد
تعجب قليلا و ذهب إلى الحارس الذي يقف على البوابة و قال : هو مفيش حد جوه؟
-انسه سيلا جوه
فارس بجدية : خبطت و مفيش ممكن تفتح الباب بتاع البيت و لا اكسره
الحارس بتوتر: هتصل بصفوت بيه
صاح به فارس بغضب : بقولك عايز ادخل الفيلا و لا تيجي معايا القسم
تبرجل قائلا : تمام
وصلت سيارة الشرطة بعد قليل و تابعوه إلى داخل الفيلا، كان فارس يتفحص كل مكانا بالمنزل و لكن عدة أسئلة خاطرت بباله
انتهي الباقي من التفتيش و قال : مفيش حاجه يا باشا
تنهد فارس و قال : ياريت لو سيلا الشامي وصلت تبلغنا
         ____________
💜🖋️بقلم اسماء صلاح
وصل سليم إلى المنزل بعد يوم عمل طويل كالعادة و كان هو أول شخص يصل و أوقات يكون آخر شخص يذهب إلى المنزل  فهو دايما كذلك يسير على عكس الآخرين
جلس على المقعد و فرك عينه بأصابعه و اوصدها ليسترخي قليلا
رن جرس الباب، زفر بضيق و قام ليفتح و تفاجأ بماجد و معه شابا آخر
افسح لهم الطريق و قفل الباب و دخل خلفهم، جلس ماجد و بجانبه الآخر
عقد سليم ساعديه و قال باقتضاب : مين دا؟
تريث ماجد قليلا و تنهد قائلا : دا محمد و هو هيشتغل هنا؟
لوي سليم فمه بسخرية و قام بالنظر له و أشار بسبابته عليه و قال بتهكم : بجد و دا لاقيته فين؟
ماجد بضيق : سليم بيه من فضلك بلاش الطريقة دي و بعدين دي اوامر محسن بيه
شعر سليم بالاختناق و قال بعدم اهتمام : تمام ياريت تفهمه الشغل
-للأسف مش هلحق لأن عندي شغل ضروي دلوقتي فحضرتك هتقوم بالمهمة دي
عض سليم على شفتيه السفلية بغضب و كور قبضته قائلا : تمام اتفضل
غادر ماجد و نظر سليم إليه و قال : اول مرة تشتغل
اكتفي بالإيماء برأسه، تنهد سليم و قال : تمام اول حاجه لازم تعرف ان البيت دا ماشي بنظام ، اولا انا هتكلم عن نفسي، اوضتي تنضف كل يوم بعد ما امشي، مبحبش حد يدور أو يفتش في حاجتي يعني اللي يخصك التنضيف و بس الساعة ٨ الصبح قهوتي تكون جاهزة و لو مبتعرفش تعمل قهوة اتعمل مفهوم.
هز راسه ليدل على تفهمه ما قال
سليم بضيق : و اي حاجه بتحصل في البيت ياريت متخرجش برا، الاوضه اللي مخصصة ليك في الدور الأرضي جنب المطبخ و أشار بيده عليها و فوق في خمس اوض و دلوقتي تقوم تحضر العشا عشان فارس و هشام على وصول
تنهد محمد باستياء فمن الواضح أن العمل في ذلك المنزل سوف يكون شاق أكثر من اللازم
و بعد ذلك ذهب إلى المطبخ و تفحصه جيدا بنظره فهو ذو مساحة واسعه و تصميم رائع انبهر بجماله و لكن استاء عندما شعر بأنه ضائع به و الأدهى من ذلك بأنه لم يعرف شي عن الطبخ و لكن هو مضطر لتعلم ذلك الشي و الا سوف تزيد معاناته أضعاف مضاعفة، فكر قليلا و بعد ذلك امسك هاتفه و بحث عن وصفات الطعام
و بدا في إعدادها، مر عليه الكثير من الوقت فهي اول مرة يقف بها في المطبخ
       _______
من انتي؟! بقلم اسماء صلاح
خرج سليم من المرحاض بعد أن أنهى حمامه  ارتدى ملابسه و صفف شعره و بعد ذلك نزل إلى الطابق السلفي و خرج إلى الحديقة ، جلس على الطاولة التي توجد أمام المسبح و وضع اللاب توب أمامه و بدأ بالعمل على بعض التصاميم خاصته، قطع عمله رنين هاتفه......
تجاهله و رد عندما رن في المرة الثالثة
-الو
-انت فين؟ كل دا مش سامع التليفون
تنهد سليم بضيق : عايزة ايه يا ايتين؟
تذمرت من طريقته الفاذه و قالت بعتاب : سليم انت هتفضل كدا معايا و بعدين دا احنا طول عمرنا صحاب
-عندي شغل يا ايتين و انتي عارفه جدي و طريقته في الشغل بتكون عاملة ازاي؟
-قصدك اننا مش هنعرف نتقابل خالص؟! كل حاجه شغل بجد زهقت
سليم ببرود : ايتين انا مش غصبك على حاجه باختصار الباب يفوت جمل
ايتين بغضب : تمام يا سليم
و اوصدت المكالمة، نظر إلى شاشته الالكترونية و لم يكترث لها و ترك الهاتف على الطاولة
بالداخل انتهى محمد من إعداد وجبة العشاء و وضع الأطباق على السفرة بطريقه راقية و منظمة
دخل هشام و نظر إلى السفرة بإعجاب و قال بتساؤل : انت مين؟
ابتلع ريقه و قال بتوتر : محمد لسه مستلم الشغل انهاردة
ابتسم هشام و قال بود : تمام يا حمادة و برافو شكل الاكل يجنن
ابتسم قائلا : شكرا
صعد هشام إلى غرفته و ابدل ملابسه و اتصل بفارس و أخبره بأنه قادم بالطريق....
دخل سليم إلى المطبخ و كان محمد رتب الفوضى التي فعلها
تحمم سليم قائلا : اعمل قهوة
التفت له و قال : حاضر
وقف سليم بالمطبخ يراقبه و هو يفعل القهوة و تسأل "هو انت ليه قررت تشتغل في البيوت؟"
-مش لاقي شغل
-اممم عندك كام سنه؟
-عشرين سنه
-طالب؟!
-لا خريج ثانوية عامة
سليم بتعجب : أمم تمام
اعطي له فنجان القهوة قائلا بابتسامة : اتمنى تعجبك
و بعد ذلك خرج من المطبخ و تفاجا بوجود شخص آخر و استنتج انه فارس
نظر فارس له بملامح صارمه و قال : انت العامل الجديد
اومأ برأسه و لكنه شعر بالتوتر الزائد و فرك أصابع يده بخوف و قال : اها....
فارس بحده : تمام
جلس هشام و فارس و تنالوا الطعام و بعد ذلك رتب محمد السفرة و غسل الأطباق
و سليم كان قد تركهم و جلس بغرفته و كان يعمل على تصاميمه الخاصة....
       __________
رواية من انت ِ؟ بقلم اسماء صلاح
كان المنزل هدا و نام الجميع أو كما اعتقد ذلك، أغلق باب الغرفة عليه جيدا من الداخل
و تحدث في هاتفه قائلا : انتي فين؟
-هبعتلك الموقع
-تمام
ارتدي محمد ملابسه و غادر الغرفة عن طريق الشرفة و بالطبع كان ذلك سهلا عليه، تفحص الحديقة ليتأكد بعدم وجود أحد بها و تسلق السور و خرج لكي لا تلتقطه الكاميرات.....
و ركب السيارة التي كانت تنظره.....
نظرت إليه جرمين و قالت بحزن : انا جهزت كل حاجه زي ما طلبتي يا سيلا؟
رواية من انتِ؟ بقلم اسماء صلاح
توقعاتكم للفصل الجاي 

من انتِ؟ بقلم اسماء صلاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن