#للحقيقة_باقية
•☆●《 الخاتمةج١》●☆•
________******________*****______
يقف سمير أمام فدوى ينظر لها بألم حزين علي حالها وما مرت به في غيابه ليقترب منها، يريد ان يضمها لصدره ليخفف
عنها ما تشعر به من ألم ويمحي عنها حزنها لتعود البسمه الي محياها ، والسعادة إلي حياتها"
حاضر يا فدوى هقولك مالك ابن مين علشان اريح روحك المعذبة ، بس قبل ما انطق كلمه اسمعيني كويس"
طلاق مش هطلق لو فيها موتك،فراق بينا تاني مش هيحصل لو علي جثتي ،بعد عني مش هسمحلك بيه،انت ليا وهتفضلي ليا لأخر يوم في عمري،فتقبلي قدرك علشان تهدأ تفسك وترتاحي، وبعد ما اخلص كلامي، اعرفي انك هترجعي معايا ولحياتك الطبيعيه ، وبنتنا روح بذرة عشقنا هتتولد علي أيدي واحنا مع بعضنا، حبيت اوضحك علشان مش هسمح ليكي بالهروب مني تاني فاهمه"
ترتجف فدوى من كلمات سمير المتملكه وتشعر بالأمل يدب في قلبها لكنها ترفض أن تستسلم لهذه الدعوة الصريحه بنسيان الماضي وعيش المستقبل معه لتقول له"
كل اللي قولته أنا عارفها وفاهماه، لكن قراري وردي عليك هيكون بعد ما اعرف مالك أبن مين "
يتنهد سمير بقوة ويحرر نفسه من يدها القابضه علي قميصه وياخذها ويجلسها علي سريرها ويهدهدها"
طيب اقعدى وانا هقولك كل اللي انت عايزه، بس الاول لازم تفهمي وتعرفي انا أزاي وصلت للركاب الميكروباص "
ترتبك وتشعر ان قلبها سيقف عن النبض وتترجاه بتوسل"
هسمع منك كل حاجه بس الاول قولي مالك ابن مين ، لتراه يقطب جبينه بغضب تضع يدها علي قلبها وتشعر بقيضه قوية تعتصره لتسيل دموعها بلا هوادة وتصرخ بقوة والم "
أنطق يا سمير قولي اناعارفه كويس ان مالك مش ابنك صح
ينظر إليها بعطف ودموعها تحرق قلبه يمسك يدها ويقربها من قلبه لتشغر بنبضاته ويضمها لصدره حتي تتقبل ماسيقوله"
ايوه يا فدوى مالك مش ابني هو ابن..........
وقبل ان يكمل حديثه تهوي رأسها علي صدره مغشيآ عليها
يحملها سمير ويمددها علي السرير ويقوم بأفاقتها ،تفتح عينها وتبكي بأنهيار ليضمها لصدره بقوة مربتآ علي ظهرها بحنان تركها تبكي حتي تخرج ما بداخلها من الم الي ان هدأت تمامآ، بعدها عن صدره ناظرآ الي عينيها ليمنحها أبتسامه حنونه "
ها هديتي ممكن اكمل كلامي ولا لسه فضل دموع مزرفتهاش طول ٥ سنين من حياتك وكله بسبب بعدي عنك"
تكفكف دموعها بظهر كفيها كالطفله البريئة التي عوقبت بدون ذنب يذكر ، يمد سمير يده بمنديل ورقي يمسح بها عينيها ويضمها لصدره مره أخره متنهدآ بقوة"
كفاية يا فدوى، اللي عشتيه من الم وحزن دي يكفي حياتك كله ،آن الآون تفرحي بباقي حياتك معايا وفي حضني"
تخرج من حضنه وتنظر لعينيها بحسره ممزوج بالأمل"
حاضر يا سمير بس الاول عايزه اعرف عرفت امتي ومنين أني اغتصبت، ووصلت لعصام وبتوع الميكروباص ازاي "
يضحك بمرح ظاهر ويضمها إلي صدره بقوة مقبلآ راسها"
حاضر يا قلب وروح سمير هقول كل حاجه بالتفاصيل
**********************
يبدأ سمير يقص عليها الجزء الذي تجهله وهو من بعد طلاقها
يتنهد بقوة متذكر هذة الليله التي القي فيها عليها يمين الطلاق مرغمآ ، شاعر بأن روحه انتزعت من جسده بتطليقها
ليتصل به قائده في الطريق طالبآ منه النزول لمصر فورا"
يرد عليه سمير بصوت حزين مكتئب"
يافندم انا لسه مسافر اسكندرية النهاردة وطلبت اسبوعين بس اجازة قبل ما اسافر لتنفيذ المهمه ايه اللي حصل"
يعنفه القائد بحده رد علي تعقيبه لتنفيذ الاوامر "
نفذ الآومر يا حضرت الضابط ساعتين،وتكون في مكتبي
يزفر سمير بضيق وياخذ نفس عميق منفسآ عن حزنه والمه"
تمام يا فندم انا في طريقي للقاهرة دلوقتي ساعتين واكون عند حضرتك ،، وفعلا وصلت لمكتبه تقريبآ في العاشرة مسأءآ
اول ما دخلت مكتبه ابتسم في وجهه، صافحني بقوة وطلب من الجلوس و سلمتي ورقه قائلا"
دي قرار من وزير الدفاع نفسه بتحويلك للأعمال المدنية، وعمليتك القادمه هتكون اخر عملية ميدانية ليك، وكمان اذن بأسبوعين اجازة للاستعداد للمهمه الجديدة مع ترقيه استثنأية من رتبة رائد الي رتبة مقدم ، يعني مهمتك القادمة هتكون برتبك الجديدة يا حضرت المقدم سمير فؤاد"
ينهض سمير مصافحآ قائده بفرحه ممزوج بالحزن ليساله"
في ايه يا سمير اتوقعت انك هتكون في فرحان وفي قمة سعادتك ، لانك هتعوض مع مراتك السنين اللي فاتت وبالذات بعد ما بلغتني بحملها الجديد ليه الحزن ممكن تفهمني"
يهوى سمير علي مقعده بانكسار وحزن يمزق قلبه واضعآ وجهه بين يداه ليمنع نفسه من الأنهيار أمام قائده"
أنا طلقت مراتي يا فندم، حرمتني منها ومن ابني ومن اني أعيش معاها لحظة ولادتها لابني القادم اللي اتحرمت اعيش فرحتها مع مالك، كانها بتنتقم مني لفراقي عنها "
يضحك القائد ويربت علي كتفه ويجذبه ليقف بجواره"
قوم يا بطل، اللي زي عشقك انت وزوجتك مستحيل يكون في مجال للانتقام بينكم، شغل مخك هتفهم سبب طلبها للطلاق واصرارها عليه، انت قولت طول الشهرين اللي فاتو كانت بلسم للروحك ، مش معقول بعد ما تبقي حامل منك تنتقم ، انا متوقع انها بتبعد عنك خوفآ عليك من الالم، يمكن حملها بيسبب خطورة عليها وخايفه تكتشف ده تطلب منها تجهض، انا فاكر ايام ما فاقت د/ فهمي كان مانع عنها الزيارة ولما سالته قالي ، ان اي توتر او ضغط علي اعصابها ممكن يكون سبب في سقوط الجنين وده اللي حصل لما زاروها اهلك في اول الشهر التاسع ،اتعصبت وتعبت جدا وده كان سبب في موت جنين من الاجنه، انا بنصحك تروح للدكتور اللي كان متابع حملها الأول، اظن اسمه بالكامل فهمي فاضل
انا واثق هتلاقي عنده اجابات كتير عن سبب تصميمها علي الطلاق منك بعد حملها، يلا يا بطل عندك اسبوعين اعرف السبب ورجعها ليك بعد ما تطمنها، عايز ترجع رجلي الهمام صاحب المهمات الصعبه،تنفذ مهمتك، وترجع ليها الزوج المثالي اللي هيعوضها كل اللي فات "
تتهلل اسارير سمير ويشعر بالامل يدب في اوصاله ليساله"
بس حضرتك قولت انكم سحبتو كل التقارير من المستشفي العام والخاص، لدرجة اتسببتو بحريق بسيط لاخفاء اخذكم للملف الخاص بيها من المستشفي الخاص، يعني اكيد مكتوب في التقارير ، تقرير عن خطورة حملها او معاناتها فية"
يجلس القائد علي مقعده واضعآ يده تحت ذقنه مفكرآ"
للاسف يا سمير ، انت عارف الملف اللي كان بالمستشفي العام كانت مجرد مؤشرات لوضع اصابتها لعدم وجودها فيها، لانه كان تغطيه لنقلها للمستشفي الخاص كان تمويه علي اهلك، ام ملف المستشفي الخاص كان بيشمل كل تقرير حالتها المرضيه وكشوف الحسابات اللي الوزارة اتكفلت بيها وكان لازم يختفي قبل ما حد من اهلك يطلب بيه ويعرفو اننا دفعنا التكاليف ويوم دخولها للمستشفي وده كان كفيل يكشف امرنا ويزرع الشك في قلوبهم،ويسالو احنا بنعمل كده ليه بالذات بعد ما اتخيلو انهم ببيعهم لبيت ابوها سددو ثمن علاجها بالكامل"
لكن اكتشغنا ان تقريرها الطبي هو نفس تقريره بالمستشفي العام وشكينا ان الدكتور المرافق اخفي تقرير حملها لسرية المهمه اللي كنا مكلفينا بيه، بعد لما اكتشفنا ده بحثنا عن الدكتور وعرفنا انه سافر ومرجعش ، وبعد كده قفلنا كل حاجه عن زوجتك لما استقر وضعها ومسالناش عن تقريرها الطبي الرئيسي اللي بيظهر خطورة حملها او حملها في تؤام وده اللي استغربناه يوم ولادتها لما عرفنا بموت جنين من الاجنه بسبب تعرضها لضغط عصبي بسبب لقاء ولدتك"
يطاطا سمير راسه في الارض خجلا من قائده لافتراء امه علي زوجته ليتنهده بقوة ويرفع راسها حين يأمر القاىد"
ارفع راسك يا سمير، اللي زي والدتك كتير، بس احقاقآ للحق
سعيهم لبيع بيت والدها كان من ثالث يوم بعد الحادث، لكن للاسف بسبب المديونيه اللي كانت عليه كان صعب يتباع ولما وصلنا خبر انهم هيبعوه بعد سداد دينه وده اخذ منهم شهر تقريبا اشتريناه احنا بسعر اعلي من سعره، وطلبنا من الدكتور لما بلغنا انها حامل ، انه يبلغهم وهنشوف هيتصرفو ازاي لما يعرفو بحملها، لكن هو نفسه قالنا أنه فؤجئ بيهم قبل حتي ما يبلغهم بحملها ،بيطلبو منه نقلها لمستشفي خاص للعلاجها ، وطبعا كان خبر حملها دافع اكبر للابقاء علي حياته لانها تحمل طفلك الذاكرة الباقيه منك "
هما دفعو الفلوس اللي احنا ادانه ليهم واحنا رتبنا قدامهم اننا نقلناها ودخلت العمليات ، والحقيقه انها كانت في طور النقاهه ،علشان كده انت ليك حق تاخد مبايعة البيت، اتفضل انا احتفظت بيها ليك لان كافة مصاريف علاج زوجتك كانت علي نفقة الدولة زي ما وعدتك قبل مهمتك في سيناء"
تحمحم فدوى ليقطع سمير حديثه ،وينظر إليها مستفسرآ"
في ايه مالك بتزومي زي الحمام ليه، مش مصدقاني"
تبتسم بأقتضاب وترد عليه "
لا طبعا مصدقاك ، انا كده فهمت ازاي كتا في بيت بابا ليلة عيد جوازنا، تعرف انا كنت هسالك بس لما تخلص الحكاية، وانا بصراحه اتفاجات من انهم كانو بيسعو لعلاجي ،بالذات بسبب كلام امك عني بعد خبر موتك من اني شؤم عليك "
يضحك سمير ويمسك يدها يقبلها بحنان"
لكني انا استغربت من سعيهم لسداد الدين اصلا، ايه يخليهم يسدو الدين ويتاخرو في علاجك شهر بطوله وسالتهم،"
لما سالتهم بابا فسرلي وقالي ان المديونيه كانت ربع ثمن البيت وكان هيضيع حقه علينا لو مسددناش الدين اللي عليه لاننا اتاخرنا في السداد ٦ شهور ، ولما سالو عن نفقة العلاج بالمستشفي الخاص عرفو ان التكاليف عاليه جدا ومكنش المبلغ اللي اتصرفو بيه للسداد الدين هيكمل عمليتك وعلاجك علشان كده كان بيعه بعد السداد افضل ليهم وتدبيرهم للمبلغ الدين خد وقت وده سبب تاخيرهم في علاجك ، لكن لانهم طمنوهم ان حالتك مستقره لحد اجرء العملية خد وقتهم"
المهم اكملك باقي الحكاية علشان نفسي ارتاح واريحك، لقيت القائد بعد كلامه معايا فتح درج مكتبة وطلع اوراق وقالي"
اتفضل دي تقرير حالة زوجتك اللي اتوصلنا ليه وصك ملكية بيت حماك، دورك بقي تبحث عن دكتور فهمي فضل المنشاوى هو اللي هيدلك علي خطورة حمل زوجتك ووضعها المرضي الحقيقي بس يارب يكون رجع لمصر لانه كان مسافر"
أنت تقرأ
رواية( رهينة فراشه) للكاتبة /سلمي سمير
Poetryاذا فقدت الثقه في من تحب خسرت الثقه في كل الناس واصبح الآمان هو أقصي أمانيك فهل يعود الحبيب لثقته بك بعد ان ظهرت براءتك ام يستمر البحث عن الآمان في فراش الحبيث الغير واثق طريقه للاحتواء