الفصل الحادي عشر

653 37 0
                                    

بدأ جميع أهل القرية يتسارعون لخدمتهم و تقديم أفضل ما يملكون لهم و لحسن الحظ
كان برنامج المترجم يعمل جيداً

...

كان أهل القرية قد أشعلوا النيران و بدأوا يرقصون و يغنون حولها فرحاً لعودة أبنتهم المفقودة فعلى الرغم من بساطة معيشتهم الا ان الدفء الموجود بينهم يضاهي كل شيء في جماله و بينما الجميع مندمج و ساجدة تلعب مع الأطفال بسعادة أنسحبت جانا بهدوء لتجلس وحدها قليلاً و كم كان مشهد كشمير رائع في سماء ليلة مليئة بالنجوم و النسيم الهاديء و بينما هي تنظر أمامها بشرود جلس بدر بجانبها و قال بنبرة هادئة

-آخر مرة نتقابل فيها

أغلقت جانا عينيها بضيق ليكمل بدر بنبرة لا تخلو من الحزن

-التايبان...أشهر تاجر سلاح على النت كان اللي يعارضني مش بكتفي بأني بقتله بمسدس انا كنت بخليه يتعرض لسم التايبان و أقف أتفرج عليه و أحس بأني مرتاح وانا شايفه بيتعذب و الدم بيخرج من كل حتة في جسمه

صُعقت جانا من كلامه فتساءلت بنبرة هادئة

-حصل ايه غيرك؟

ليجيب هو بنفس نبرته

-أضعف مخلوقات الله قدرت على التايبان اللي جوايا

***ما حدث***

كسر باب المنزل بقدمه بعنف في منتصف الليل ليخرج ذلك الرجل من الغرفة قائلاً لذلك المقنع أمامه بتوسل

-والله العظيم كنت هقولك...انا فعلاً كنت هاجي إر

قاطعه ذلك الصوت الجهوري من خلف القناع المرعب

-مسمعش صوتك

أقترب التايبان من الرجل دافعاً أياه بقدمه ليسقطه أرضاً مخرجاً مسدسه قائلاً بنبرة هادئة مرعبة

-تضحك عليا انا؟ فاكر اني مش هعرف الفلوس اللي سرقتها؟

فقال الرجل وهو يبكي

-اقسملك كنت هرجعهم بس الله يخليك عشان بنتي الله يخليك

لم يكترث التايبان ابداً بتوسل الرجل ولا بدموعه التي تمزق القلوب وإنما أكتفى بطلقة في منتصف رأسه و ما إن اصطدمت رأس الرجل بالأرض و بدأت الدماء تتدفق منه حتى نزع التايبان قناعه ناظراً للرجل باحتقار و ما كاد يخرج من المنزل الا و أستمع الى صوت بكاء يأتي من أسفل الطاولة فقضب حاجبيه عائداً ادراجه و ما إن أنحنى حتى وجد فتاة صغيرة تبكي وهي واضعة يدها على فمها كي لا يسمع نحيبها فسحبها بعنف ملقياً أياها على الأرض وما إن صوب المسدس تجاه رأسها حتى نظرت له بعينيها اللامعة من كثرة الدموع و وجهها شديد الحمرة و كانت عيناها كأنها تخبره بأنها لن تسامحه ابداً بأنها ستشتكي الله منه...كانت نظرات عينيها قوية للدرجة التي جعلت التايبان يجد نفسه ضعيفاً فأي لعنة خلقها الله في دموعها؟ لقد قتل والدها بدم بارد...لقد قتل أقوى الرجال فكيف لا يستطيع أن يقتل طفلة؟

التايبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن