هوس

405 39 225
                                    

تختفي السنين تاركتا آثارها منقوشة في دواخلنا
___________________________________

-لا تكرهه...
توقفت عن الكلام إثر سعال حاد دفعها لإبعاد الصغير عنها

و ما أن انتهت حتى نظرت ليدها المشبعة بدماء قرمزية بأنفاسها المسلوبة، و ضاقت عيناها بشك

-انظري كم تبدين ضعيفة الان، ايتها الساحرة

رفعت نظرها ناحية ذلك الشخص، أحد سكان القرية و الذي مات ابنه الوحيد منذ وقت قصير بسبب المرض

مسحت يدها بالتربة لتتخلص من الدماء عليها، واستقامت بترنح تخفي الصغير خلفها، بينما توجه نظرات حاقدة لذلك الرجل و بالكاد هي قادرة على التنفس

اقترب ذلك الرجل نحوها، ليكون نصف متر هو الفاصل بينهما

-ماذا؟ غاضبة؟ انا من عليه أن يفعل، بعد أن قامت لعنتك بقتل ابني

نظر ناحية ابيض الشعر المختبئ خلف والدته حينها، ليخرج مسدسا كان قد خبأه أسفل قميصه و أشر على نورسين به

- سلميه لي، وقد ادعك تنجين

لم تتزحزح نورسين عن مكانها، و استمرت بتوجيه نظرات حادة نحوه، مما دفعه لاللعن داخله
-يبدو أنك مصرة على الموت...لك ذلك

أنهى كلامه بإطلاق رصاصة نحوها، بهدف اختراق رأسها، و ابتسامة واسعة اشتقت وجهه متحمسا لرؤية جثتها تتهاوى ارضا....

و على غرار المتوقع...

كان جسده الدامي ما تهاوى...

و الدماء قد أخذت تتصبب من عنقه إثر السكين التي طعنته، ليكون وجه إيروين اللا مبالي أخر ما رآه قبل أن تفارق روحه جسده

أعادت السكين لجيب ثوبها الأبيض الغارق بالاوساخ، و تقدمت ناحية ابنها الغير مكترث بما شاهده و ربتت على رأسه بملامحها الشاحبة

احتضنت الأصغر بقوة، وقد حاولت إخفاء دموعها الهاربة منها فيه، ولكن الأصغر لاحظها فامسك بوجهها بكلتا يديه رافعا اياه : امي... بخير؟

تمكنت ابتسامة صغيرة من الظهور على وجهها الشاحب، و وضعت يداها على خاصتا الأصغر و قد أومأت له له إيجابا: اصغي جيدا صغيري، الكثير من الأشخاص.. سيحاولون إيذائك.. لكن.. لا تسمح لهم بذلك، حتى وان توجب قتلهم لتعيش، في النهاية... هم أشخاص سيئين...

أومأ الأصغر لها، رغم ان كلماتها لم تعنيه بقدر وجهها الشاحب وصوتها المبحوح

ازال يداه عن وجهها، وأمسك بإحداهما جارا اياها لداخل الكوخ دون اكتراث بالجثة التي سقت الأرض دما... هي متعبة، هذا واضح عليها، متعب يعني راحة، هذا ما كسب اهتمامه

________________________________

-على من يؤذي الآخرين ان يموت...

بملامح تميزت بلا مبالاة غير معهودة بمواقف كهذه، اطلق اشيب الشعر النار على الآخر الذي سقط ارضا

خلف قناع الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن