بين ظلمات واعٍ بلا وعي تستكين روحٌ في الأرجاء
_________________________________________صدى صوت الجرس بأروقة المدرسة مُثبتًا بذلك حلول وقت المغادرة، ليبدأ الطلبة بالتدافع للخروج
هذا يركض وتلك تعدل هندامها، بينما حالك الشعر يوضب حاجياته ، ليحمل حقيبته ويخرج من الفصل مهرولاً جاذباً الانظار من حوله، متجاهلاً التهامسات حوله
بدأ بالشتم فور إصطدامه بأحدهم، ولم يكن سوا أكبر مزعجٍ بالمدرسة كما يصفه "نيكولاس"
تأفأف منزعجاً، لا يريد خوض قتال معه الان؛ ليس يملك من الوقت ما يكفي، وعلى غير المتوقع تلقى التجاهل من الآخر، والذي تابع طريقه للطابق الأعلى دون أن يشاجره
قرر تأجيل تعجبه لوقتٍ لاحق، ستكون مشكلة إن تأخر عليهم...
______________________________
دلف ذهبي الشعر لأحد الفصول الفارغة، حيث كان الضوء الوحيد بها هو إضاءة شاشة هاتف من ينتظره بالداخل، ويبدو أنه يراسل أحدهم
:إعذرني، أتأخرت؟
نبس بهدوء إمتزج بشيء من الثقة مغلقاً الباب خلفه، ليومئ الآخر له برأسه نافياً، مسبباً بذلك تحرك خصلاته البيضاء، والتي بدت شبه متوهجة في ظلمة الفصلإبتسم بهدوء وقد إتجه للنافذة، مُبعداً الستارة عنها وفاتحاً لها، مسبباً بذلك دخول تيار هوائي بارد تبعاً لبرودة الشتاء
:من الممتع رؤية أخاك قلقٌ هكذا، كان يركض بين الممرات كما لو أن أحدهم يلاحقه....
أغلق أشيب الشعر الهاتف، ليعيده لجيبه بعدها، مفسرا ذلك للآخر بقوله :لديه شيء مهم لفعله، كما قال
:لم يخبرك؟ هذا غير متوقع....
همس مستندا على النافذة بظهره، مميلا بنظره ناحية أشيب الشعر الشارد بالفراغليقاطع الاجواء الهادئة بينهم بنبرةٍ مرحةٍ امتزج بها شيءٌ من المكر :ألازلت ترفض عرضي لك؟ ستبدو بهياً باللوحة
أومأ له الآخر نافياً وأخذ ينظر ليد ذهبي الشعر اليمنى بهدوء :جئت لمعرفة سبب طلبك لي للقدوم فقط
.
.
.
.
كان ذلك فور إحتضان ذهبي الشعر له، في بداية اليوم الدراسي
:أخيرا جئت، يا لوحتي الجميلة
صارخا بصوت جاذب للإنتباه، في حين يعتصر الاخر بين ذراعيه"بعد انتهاء الدوام الدراسي ومغادرة الجميع، لاقيني بالفصل الثالث الطابق الأخير، هناك شيء مهم عليك أن تعرفه..."
همس بخفوت لا يريد من أحدٍ عدا اشيب الشعر ان يسمعه، قبل أن يسحب دير ذراع أبيض الشعر منه
أنت تقرأ
خلف قناع الموت
Misterio / Suspensoتتضارب المشاعر لتشكل بذلك نوعا مخيفا من الصمت و خلف كل كذبة، حقيقة مرة تنهي شيئا كان قد حصل فتتحطم القلوب و تهرب الدموع و لا احد منتصر نظر لذلك الرجل و سأله : "ما هو الموت؟"