خلف قناع الموت

ألبينو

صراخ صامت حطم قلبه و اضحك الملايين
____________________________________

اغلق الخط تزامنا مع رؤيته للطبيب يخرج من غرفة العمليات وهو يخلع قفازاته

استقام هو بينما نظر له الطبيب بهدوء : هل انت والده ؟

نفى برأسه : لا، لكني من اتصل بالإسعاف، كيف حاله؟

تنهد الطبيب مما اقلقه...

اجابه الطبيب بنبرة هادئة متزنة : حسنا... ، كسر بقاع الجمجمة، وشق طولي في أعلى الجمجمة،وكدمات في المخ بالإضافة لكسر في ذراعه اليسرى رفقة قدمه اليسرى كذلك و بعض الكدمات و الجروح و الخدوش الطفيفة ، سيرسل لغرفة العناية المركزة حيث سيقضي فيها ثلاثة أيام أخرى للتأكد من انه لن يصاب بنزيف داخلي

ما أن أنهى كلامه حتى خرج ثلاثة ممرضين يجرون سريريا طبيا يستلقي عليه إيروية الذي يغطي الضماد رأسه و معظم جسده و تم تجبير ذراعه و قدمه ناحية غرفة العناية المركزة

نظر التسود نحوه بأسى قبل أن يسأل الطبيب
: هل ستشكل إصابة رأسه اي ضرر على حياته اليومية؟

:مبدئيا لا لكن لن نستطيع التأكد حتى يستيقظ

نظر الرجل للأرض بنوع من القلق ليربت الطبيب على كتفه : لا تقلق لقد تمكن من النجاة رغم ان هذا كان غير متوقعا و هذا يدل على مدى صلابته لا استطيع ان أجزم لك بأي شيء لكن تفاءل بأنه سيكون بخير

تنهد الرجل و أومأ : فهمت شكرا لجهودك

: لا عليك لكن لم نعثر على اي شيء يدل على هوية أفراد عائلته لذا ان كنت تعرف أحدهم فأرجو منك أن تستدعيهم

: لا أعرف اي شيء عنه لكني سأتكفل بمصاريف العلاج كوني مسؤول نوعا ما عن ما حدث معه مع موافقة الشرطة على ذلك طبعا

وافقه الطبيب و طلب منه القدوم معه
: لم اتوقع ان اقابل مصاب بالالبينو بهذه الطريقة
قال الطبيب أثناء سيرهم مما جذب انتباه الرمادي

: هل هو مصاب به؟

أومأ له الطبيب : اجل، ألم تلاحظ بياض لون بشرته و شعره الشديد؟ جذبني ذلك لإجراء فحص جيني و علمت انه يعاني من مرض المهق من النوع الأول اي ان هناك عيب وراثي بأنزيم التيروسينيز

: هكذا اذا

ظهر في طريقهم رجل ذا شعر بني و أعين خضراء بيده حقيبة أعمال و ما أن رآى الرمادي حتى قام برمي الحقيبة عليه

: أخرق، تقوم بإيقاظي بالثانية ما بعد منتصف الليل كي أحضر لك اوراقك المزعجة ثم تطلب مني أن اتصل بزوجتك و التي إستمرت بإزعاجي بأسئلتها اللا متناهية عنك و فوق كل هذا قمت بإغلاق الخط في وجهي، اتعتقدني خادما لديك لتفعل ذلك بكل وقاحة؟

بعد انتهائه من تأنيب الاخر شهق يجمع أنفاسه التي ضاعت أثناء كلامه ثم إبتسم بهدوء و سأله : إذا لم انت بالمشفى؟