ثلج

369 49 227
                                    

الكثير من الظلال تمتاز باللا مبالاة و الجري خلف أهدافها على مصالح الآخرين....ملوثين ____________________________________

غابت الشمس ليتوسط البدر سماءً إسود جناحها لتخفي ملامح طفل كان يسير بعيدا، نحو المجهول بهدف العودة

يتلفت يسارا و يمينا عسى أن يجد شيئا يدله على الطريق دون فائدة

الانظار تتجه نحوه من كل مكان

أشخاص ينظرون له بإستغراب

من هذا الطفل ؟ و من اي مكان؟

و رغم هيئته البالية و الانظار الحائرة كانت اللا مبالاة هي الفائزة

طفل مشرد بالسابعة من عمره لم عساهم يهتمون به؟ مصدر إزعاج

حتى بدأت الأمطار بالتهاوي

بدأ الأمر بقطرات هاربة و انتهى بسيول قاتلة

احتمى الجميع بمنازلهم و أماكن اعمالهم

و إستمر ذلك الطفل بالسير دون مأوى، يحتضن جسده الصغير بيداه و قد مالت بشرته للبنفسجية

فرأته فتاة تبدو بالعشرين من العمر من جدران المكتبة الزجاجية بعد أن مر من أمامها

فتناولت مظلة كانت بقربها رفقة معطف يبدو أنه لها و اتجهت نحوه سريعا

لم يسمح لها الفتى بالاقتراب منها و تراجع للخلف بعد أن باتت المسافة بينهما شبر او اكثر بقليل

: لا تقلق ايها الطفل انا لن أؤذيك

قالت الفتاة ثم أشارت على المكتبة مكملة كلامها
: انظر، انا اعمل هناك و لا زال لدي ساعتان قبل أن ينتهي وقت عملي، لذا ما رأيك أن تتبعني و تنتظر حتى يتوقف المطر؟ و ستخبرني حينها أين تعيش حتى أوصلك

لم يفهم الطفل معظم ما قالته بسبب صوت الامطار لكنه أومأ نافيا، امه أخبرته اللا يقترب من الآخرين فهم سيئون

تنهدت الفتاة بيأس، هي لا تستطيع تركه وحده بهذه الأجواء الباردة لكنه يرفض الذهاب معها

فكرة قد خطرت في رأسها جعلت عيناها تبرق
: ان اتبعتني سأعطيك حلوى حسنا؟

امال الطفل برأسه:... حلوى ؟

أومأت الفتاة : اجل ،الكثير منها، و هي بنكهة التوت

توت... حلوى....

تذكر الطفل تلك المرة حينما رأى أحد نساء القرية تحمل طفلتها التي تأكل الحلوى و تسألها ما أن كانت لذيذة و قد أومأت الأخرى بأجل بأعين براقة

رغم عدم تذوقه لها مسبقا الا ان الفضول إجتاحه لمعرفة طعمها

نظر للفتاة للحظات وشعر بأنها ليست شخص سيء فأومأ لها موافقا

خلف قناع الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن