تناثرت الجثث حتى بكى الموتى بصمت، بينما الأحياء اعتادوا لا مبالاتهم...
____________________________________في مكان ما في قرية معزولة عن العالم أثناء غروب الشمس
مجموعة أشخاص بملابس سوداء أخذوا يجتمعون حول حفرة عميقة يتوسطها تابوتٌ بني اللون.
كان البعض يبكي و البعض يوجه نظره للأرضية بحزن..
و بعيداً عنهم طفلٌ صغير بشعر أبيض أخذ يختلس النظر من خلف أحد الاشجار ، ينظر بفضولّ لم يبن على ملامحه لما يفعلونه.
إلتفت الطفل منتفضاً لشعوره بيدٍ تربت على كتفه!
: هل انت بخير أيها الطفل؟ ماذا تفعل هنا وحدك؟
سأله رجلٌ متوسط القامة ضخمُ البنية، لا يذكر أنه رآه مسبقاً، أعساه يكون أحد الزوار القليلين لهذا المكان المعزول؟عاد الطفل بضع خطوات للخلف وأشاح وجهه دون أن يجيب، ليس يستطيع الثقة بأيٍ من الأشخاص هنا...
نظر له الرجل بإستغراب ليلاحظ بعدها شعره الأبيض الشاذ : هكذا إذن، لا شك أنك ابن نورسين، ماذا تفعل هنا؟
لم يجبه الطفل كذلك واكتفى بمشاهدة أولئك الاشخاص ليسأل بعدها بشيءٍ من الهدوء : ماذا يفعلون؟
: يقيمون جنازة، لقد ماتت إحدى نساء القرية صباح اليوم
: ماتت؟
عاود السؤال لكنه لم يحظى سوا بنظرات مستغربة من الآخر ليعاود طرح سؤاله بطريقة أوضح
: ماذا تعني بذلك؟همهم الرجل بعجز، فكيف له أن يشرح يشرح شيئاً كهذا لطفل يبدو أنه بالسابعة وحسب من عمره : حسناً.. الموت.. يمكنك القول انه النوم الابدي حيث لا يعود الشخص قادراً على الإستيقاظ، لذا هم يقومون بدفنه كي ينام براحة.
عاود الطفل النظر للجنازة بذات الهدوء المهيب على ملامحه : أليس المكان مظلماً جداً بالأسفل؟ ماذا إن استيقظوا فجأة؟ كيف سيستطيع البقية معرفة ذلك؟
صمت الرجل للحظات ثم تقدم مربتاً على رأسه : لن يحصل هذا، ولا تفكر بالأمر كثيراً، ستعرف الإجابة حين تكبر، والآن اذهب لأمك، سيكون الأمر سيئاً إن اكتشف البقية وجودك هنا، تعرف هذا صحيح؟
أومأ الفتى بهدوء فابتسم له الرجل وهم بالمغادرة.
تتبع أشيب الشعر أثره بنظره حتى بات بعيداً عنه ليذهب هو كذلك لوجهته حيث عمق الغابة، استغرق وقتًا ليس بقصير حتى شاهد كوخاً مهترئاً أمامه ودلف إليه، فرأى امرأة بشعر أسود أملس خلاب، وبشرة بيضاء شاحبة تميل للإزرقاق تتوسط سريراً مهترئاً كان الوحيد في الكوخ.
تقدم لها ببطئ ليتحسس جبينها يستشعره وبدأ بتذكر كم مضى على نومها.
: هل أمي ميتة؟
سأل ذاته بهدوء دون أن يبدي أي ملامح.
أنت تقرأ
خلف قناع الموت
Mystery / Thrillerتتضارب المشاعر لتشكل بذلك نوعا مخيفا من الصمت و خلف كل كذبة، حقيقة مرة تنهي شيئا كان قد حصل فتتحطم القلوب و تهرب الدموع و لا احد منتصر نظر لذلك الرجل و سأله : "ما هو الموت؟"