مقدمة

911 62 189
                                    


تتضارب المشاعر لتشكل بذلك نوعا مخيفا من الصمت

فخلف كل كذبة، حقيقة مُرة تنهي شيئا كان قد حصل

فتتحطم القلوب

و تهرب الدموع

و لا احد منتصر

نظر لذلك الرجل و سأله  "ما هو الموت؟"





____________________________________

ملابسٌ مهترئةٌ واسعة كانت تغطي جسد طفلٍ تميز بشعره الأبيض و بشرته الناصعة.

كان يسير ممسكاً بيد والدته ناظراً للسماء بهدوء تحت همسات الآخرين الذين ينظرون نحوه بإحتقار.


- انظري لهذا ، انه الطفل الملعون!

- لقد بدأت المشاكل ما إن جاء للقرية.

- لماذا لم يُطرد كلاهما للآن؟

- بني، لا تنظر نحوهما ستصاب باللعنة..

- لا أنصحك بالإقتراب منهما؛ سمعت ان تلك المرأة قد قتلت زوجها و جاءت لهذه القرية هاربتاً من الشرطة!

- مخيف!

- شعره أبيض بشكل مخيف، أهذا أمرٌ طبيعي حقاً؟

توقفت المرأة ذات الشعر الأسود و الأعين الزرقاء و بشرةٍ ناصعة البياض مغطاة بالخدوش ذات ملابس مهترئة يبدو عليها القِدم..

نظرت لهم بحدة، فارتجف بعضهم خوفاً و أشاحوا وجههم عنها.

ابتسمت بسخرية لتعاود السير رفقة ابنها الذي لم يشح نظره عن السماء.

توقفا أمام بقالةٍ حيث أخرجت بعض النقود من جيبها كي تشتري شيئًا، كان البغض زاضحاً على معالم البائع لكنه رغم ذلك لم ينبس بحرفٍ.


سارعت بالعودة لمنزلها فور شراء ما احتاجته، البقاء هنا ليس شيئًا تفضله...

إلا أنهما وفي طريق عودتهما للمنزل صادفا مجموعةً أطفالٍ من الحي بادروا بإلقاء الحجارة عليها وابنها..

كشر الطفل وجهه بسبب الألم فقامت حالكة الشعر بحمله و احتضانه ثم نظرت للصبية صارخة : ابتعدوا!

بدأ الصبية بالضحك

- لن نفعل

- اتعتقدين اننا سنخاف منك؟

- فالتموتا

أمسكت المرأة بحجر قربها و رمته على أحد الصبية الذي نزف جبينه و بدأ بالبكاء، وسرعان ما جاءت أمه تحتضنه وترمقها بنظراتٍ بغيضة قائلةً : كيف تفعلين ذلك بطفل! أي نوعٍ من الوحوش أنتِ؟!

اجتمع أهل القرية حولهم ليبدأوا بشتم المرأة و ابنها كما بدأوا بإلقاء الحجارة عليهما!

استمر الجميع بذلك دون إكتراث لكونهما ليسا أكثر من مجردِ مرأة وابنها، كما لو أنهم يؤمنون حقاً بكون لهما القدرة على إيذائهم، بل أن قلوبهم لم ترق لهم حتى بعد أن تدنس كلاهما بالدماء والجروح، غريبٌ كيف أن بعض الأكاذيب قادرة على إعماء عقول البعض لهذه الدرجة ...

اقترب رجل يبدو في الخمسينات من العمر ليفسح الجميع له المجال بالعبور دون جدال

: ماذا يحصل هنا؟
سأل الرجل دون أن يحصل على جواب من أيٍ منهم فكرر سؤاله مجددا
: ماذا يحصل؟

و لم يحصل على رد كذلك ليتابع كلامه
: ألم أخبركم اللا يتدخل أي منكم بنورسين و ابنها؟ أم أن كل ما تجيدونه هو إدعاء الاحترام لي ثم تتجاهلون ما أقوله؟

خفض البعض رأسهم دون الجرأة على النظر بعينيه، و البعض الآخر غادر بخفيةٍ وكأنه لم يكن؛ فقد أغضبوا مالك القرية، ذاك الذي يعطي إنطباعاً هادئاً طيلة الوقت...

نظر الرجل لنورسين و الطفل الأبيض كما يُطلَق عليه : نورسين، يمكنك الذهاب لمنزلك أرجو منك، أللا تأخذي ما حدث بعين الاعتبار.

أومأت له نورسين لتسحب ابنها لداخل الغابة حيث سُمح لهم بالبقاء تحت نظرات مستحقرة من الآخرين.

: أرجو أللا يتكرر ذلك مجدداً
نطق كبير السن هاباً بالذهاب ليبدأ الجميع بالتهامس عما حصل.

____________________________________

مرحبا

كيف حالكم جميعا؟

أدرك ان الفصل قصير جدا لكنه مجرد تهيئة للرواية الجديدة

اذا ما توقعاتكم؟

رأيكم فيما حدث؟


إلى اللقاء

خلف قناع الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن