لم يحم الأمر حول ادراك الأمر من عدمه، إنما بتجاهل ادراكنا اياه
____________________________________
وجه انظاره الفارغة ناحية سقف غرفته, و تأفأف للمرة الالف او ما بعدها لليوم, منذ اللحظة التي تم حبسه هو و إيروين فيها كلٌ في غرفة منفصلة; عقابا على هروبهما من القصر أمس
تقلب على الارضية متذمرا : مللت, ابي فظيع, كيف له ان يحبس شخصا مثلي؟ الم يفكر بكيف ستعيش البشرية دون رؤية وجهي الجميل؟ مساكين, سيكون عليهم تحمل رؤية العالم دوني , فظيع, ابي فظيع حقا
- ياله من امر مؤسف, وانا من كنت اخطط للذهاب معك لمنتزه أحياء بحرية رفقة ايروين و والدتك, لكنك بالطبع لن توافق على الخروج مع شخص فظيع, صحيح؟
قاطع تذمراته اللامتناهية حديث اباه الذي دخل للغرفة اثناء انشغاله بالتكلم لنفسه, تصنم لوهلة وقد اشعت عيناه ببريق متحمس قبل ان ينهض و يركض ناحية أوليفر حاضنا اياه قائلا ببراءة : من فظيع؟ ابي؟ مستحيييل, انت الافضل بالعالم كله, كيف لأب رائع سيأخذ ابنه الوحيد، الظريف، اللطيف، الرائع، للمنتزه ان يكون فظيعا؟
تابع الأكبر استفزازه: لكن هو لطيف جدا; لذا لن يمانع ان لم يذهب صحيح ؟
عبس دلير و ابتعد عنه متكتفا: انت حقا فظيع, لم أعد اريد الذهاب, اذهب لوحدك انت و تلك المزعجة
تلقى ضربة على راسه فور انهائه جملته: لا تقل هذا عن امك ايها الوقح
مسح الاصغر على جبينه ليجيب متذمرا: هي ليست امي, لم علي احترام..ااه
قاطع كلامه ضربة اخرى قد تلقاها من والده الذي نبس بجدية : كونها لم تسمح لك بـأخذ حصتك من الكعك عقابا على هروبك, ليس سببا لان تقول شيء كهذا, سانتظرك بالاسفل وان لم تتبعني خلال خمسة دقائق و تعتذر لها, لا تحلم حتى بالخروج من غرفتك لحين انتهاء المدرسة بعد شهر من الان
انصرف من الغرفة فور انتهائه من كلامه, تاركا الاخر ينظر للباب بهدوء غريب نسبة لعمره، وقد سقطت يده جانبا
- انت فقط لا تعرف أي شيء ...
.
.
.
حنى العجوز جذعه مُرحباً بسيده، قائلا بعد أن مرر كوب القهوة له
- كما توقعت سيدي، لقد تم تشديد الحراسة حول الصغيرين، ما الخطوة التالية؟
ارتكن الاخر على الجدار الزجاجي و المطل على حديقة المبنى، و المناطق حوله لشدة ارتفاعه
ارتشف القليل من قهوته ناطقا بإنزعاج واضح: يبدو اننا مضطرين للإنتظار للحظة المناسبة، لكن... إن حدثت اية شكوك حوله، لن نجازف بالانتظار....
أنت تقرأ
خلف قناع الموت
Mystery / Thrillerتتضارب المشاعر لتشكل بذلك نوعا مخيفا من الصمت و خلف كل كذبة، حقيقة مرة تنهي شيئا كان قد حصل فتتحطم القلوب و تهرب الدموع و لا احد منتصر نظر لذلك الرجل و سأله : "ما هو الموت؟"
