سِلفادُورَ

11.7K 396 773
                                    







ِسلامٌ عليَك مِن فرط الحنينَ ، من الألمَ الدِميمَ
الى الأغصِانَ والشِجرَ ....









أرتجّلُ في ِممشايَ بعجَل و سرعَة عابراً كل الطرَق كل الشوارَع ، كل زُقاقٌ قد قطعتهُ مَروراً بهِ
ُمتخبطاً بأكتافَ الغرباء ، َيرمقونِني بنظراتَ ضيقَة حول أصطداميَ الغير لائقَ بالمارة
ُمرتدياً ثيابيَ بِجلجلةَ وعشوائيةَ واضِحَة ، ُممسكاً َقصَاصة الورقَ الصفراء بكفيَ ضَاغطاً عليها بأحكامَ و شِدة
ُمنسحباً مِن كل َبشر وصَولاً الى ُمبتغايَ
قوىَ مرَعبة وغامضَة تُهيَمنَ مُتحكمة بي للحاقَ به
بعد أنَّ تضاخَم غَضبيَ لألف مرَة مِن ألحاح والدتي
َومحاولاتها في أقَحامَيَ بأحاديثَ تسرَق الوقتَ منيَ شيئاً فشيئاً ، تطالبنيَ بالشرحَ والتوضيحَ حول ِجم ما يحدثَ معيَ في هاته الأيام
من َتقلباتيَ ومختلفَ أفعاليَ


تنهدتَ بخفةَ حينما كان الواديَ قبالتيَ
ولم يتبقىَ سوىَ الصعودَ اليه
ُمغيراً أتَجاهَ الريَح ، َمعدل كافة اشرعتيَ
للوصول اليهَ
خطوةٌ بعد خطوَة وصولاً الى أرضَ الطبيعةَ
الى الأَرضَ الأم ، حتى بدأتَ بتسلقهِ بصعوبةَ
وعلى مهل شديدَ معاكساً لقبل قليل
ألتوائياً في مسارهُ ، تغدوَ الأنفاس لاهثةٌ كلما زاد الأرتفاع ، داعساً على التربةِ الخصبَة
في سفليهَ المكان وحتى المنتصفَ
عابراً الترابَ الفيضيَ وصولاً الى الأعلىَ
أعبرَ الثنيات المحدبَة والأنكسارات المتوازيةَ
َوصولاً الى القمةَ ، قِاع الموتَ ، العلو الشاهقَ



قلبيَ في ِعزف وهزيْزَ و عينايَ تشَعُ ضياءٌ و بهجة
حتى أطرافيَ كانت في تطرفَ و تراخَي
َحينما فقط أستيقظت ظهراً مُتلمساً خلو طرف َسريريَ من قيْظهُ وشذاهَ
لم يطل ضيقيَ من مغادرتهَ حتى لمحت ورقةٌ على المنضدةَ ، يسردَ فيها لي بخط يداه أنَه يمكثَ عِند علويةَ الوادِ قريباً من التلال
في أنتظار ملتقايَ في أقربَ وقتَ


توقفتُ متريثَاً في تباطئ حينما لمحتُ هيكلهَ جالساً على حَدّ القمةَ الشاهقَة ، قريباً من الهاويةَ بشكل ُمخيفَ ، على شفا طرفاً من الهلاك
الشخصَ المعني لسيرَ هاته المسافة
صاحبَ الظِل الطويل
أحدىَ ساقيهَ مرتفعة ِسانداً عليها ذراعهُ اليمنىَ بينما الأخرىَ كانت قريبة للتدلي من المنحدرَ العِتّيَ
ََيقابلنيَ ظهرهُ فحسَب ، لا أقدرَ على أبصارَ ملامحه العذريةَ ولا تعابيرهُ الِحسنة
فقط الهواء الطفيفَ كان يتلاعبَ مع خصلات شعرهَ السوداوية ، في سكينةٌ وصمتَ مُطبق
َشارداً هو في البهيَ الزمرديَ قبالتهَ

بدا ليَ أنه ِمحميَ بصفاء مُبهمَ
كما لو أمسىَ لا وجودَ لأمراً من شأنهُ
أنَّ يقَلقه َمعترضاً دربهَ
أو ينغصَ عليه ُمقاطعاً أياه مع لحظاتَ أختلائه بذاتهَ
لا يهابَ في جلوسهُ وحشة الطرقَ
لماحاً في حاضرهَ ، لا يسبَق الأحداثَ في قوافيها
بكظمٌ مُربِك ، بكفينَ ثابِتةَ
مصطفيه المشاركةَ على المشاهدة والترقْبَ
والقناعةَ لشراهة مميتَة
ببلادة َمحَطماً هيبةَ الحياةَ قبالتهِ


Voluptesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن