بَيْن أَهدابَك حيَاةَ

12.8K 438 488
                                    










مِرنيَ فيَ ليلةٌ بارِدةَ خيَالَ حَبيبَ
َدفنتهُ عقَبهَا رهِبةٌ من هوَى وسَراباً بَعيدَ
حتىَ هلكتَ قِبالَ قبَرهُ باكياً
أفزَعَ بعَدها من حِلمَيَ الجَديَد
فـ لا خيَال الحبَيبَ أتانيَ ولا ريَحَ الهوَى البعَيدَ















لطالما نبذتُ طُولِي ، كَانَ الْكِتَابُ الرَّابِعُ بِالْفِعْل
واقفاً أَنَا عَلَى رُؤُوسِ أَصَابِعِي فِي مُحَاوَلَةِ
لِوَضْع الْمُجَلَّد فِي مَكَانِهِ مَعَ رفاقهُ الْآخَرِين
بأرتجاج وأرتجاف ممسكين بساقي
فِي قَرَابَةِ و بَعْد ، عَلَى وَشْكِ الْحُدُوث و مِنْ ثَمَّ
التَّرَاجُع حَتَّى تنهدتُ أخيراً حِينَمَا فَعَلْتهَا
يَغْدُو كُلّ شَيْءٍ فِي تَرْتِيبِ عَلَى نَحْوِ مُعَيَّن


عَلَى خِلَافِ الْعَادَةِ ، نهضتُ الْيَوْم مبكراً ، نَشِط
و بمزاج جَيِّد غَيْر عَكَّر إلَى حَدِّ مَا
يُرَجَّح السَّبَب وَعَلَى خِلَافٍ الْعَادَةِ أيضًا
لقدرتُي عَلَى النَّوْمِ قَرَابَة الْخَمْس سَاعَات وَنِصْف
و بِذَلِك كُسِرَت حاجزاً متجاوزاً أَنَا الرَّقْم الْمُعْتَاد
قادراً عَلَى الْجَزْمِ كَوْنِي فِي آخِرِ شَهْرَيْنِ لَمْ أَحْظَى برقاد عَمِيق أَلْبَتَّة ، ك أرقاً مُزْمِنٌ
لَا أَهَمّ بِالْعُبُور أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ مُتَقَطِّعَة
و مشتتة ، مُنْقَضِيَةٌ بَيْن الكوابيس و الْعَدَم


لَا زلتُ شارداً فِي الْمَنْظَرِ قبالتي تحديداً
فِي المجلدات المُنظمة بِاعْتِدَال و أستقامة
و رجوتَ لوهلة لَوْ كَانَ هُنَاكَ مَنْ يكرس ذاتهُ لِتَرْتِيب حَيَاتِي بِهَذا الشَّكْلِ الرَّزْن ، بَعْدَ أَنْ غَزَاهَا الِاعْوِجَاج
و التكدسَ



و فِي هَذَا أيضاً غمرتني ذِكْرَى لَيْسَت طَيِّبَة عَلَى الْإِطْلَاقِ ، كابوساً يُصِيبَنِي بالصداع و التوجس
مُنْذ الْبِدَايَات و عَقِّم الصِّغَر يَبْدَأ ذَاك الْمَنَام
ممسياً به أَنَا فِي رحلةٌ طَوِيلَة الْمَدَى
بشكلاً مَأْساوِي تَتَحَوَّل بِه طفولتي لمركز اِنْطِلاق حُرٌّ
كَأَنّي فِي مَحَطَّة قِطَار بسكك حَدِيدِيَّةٌ صدئة تَحْمِل
عَلَى عَاتِقِهَا عربات متهالكة تُحَمّلْنِي إلَى اللاشعور
و رمزيات بَعِيدَة لِلْغَايَة ، ك سَرَابٌ متلاشى مِنْ أَرْضِ الْوَعْي ، أَسِير بِهَا حَتَّى تَتَوَقَّف فَجْأَة
يُمْسِي عَقِبَهَا الْمَنْظَر أَشَدّ وضوحاً



عَلَى إحْدَى أَرْكَانِهَا مَبْنَى ضَخْم مَهْجُورٌ ، مُمْتَلِئ بِعَفَن الْحَيَاة الْعَتِيق منتصباً هَا هُنَاك
عُلِّقَتْ عَلَى إحْدَى جُدْرَانِه
سَاعَة قَدِيمَةٌ ك تِلْكَ الَّتِي فِي مَنْزِلِنَا
تشدني رِحْلَتَي مِن ثمها لأِمَاكِنَ مُخْتَلِفَةٍ
سِرْداب مُظْلِم ، كَنِيسَة مَلِيئَة بِالْخَطَايَا
بُرْج الْجَرَس الْمُمْتَلِئ بِالْأَحَادِيث المكبوتة الَّتِي لَمْ يَصِحَّ قَوْلُهَا يوماً ، الْوَادِي كَذَلِك أَنَّا قَدْ مَرَرْت بِهِ فِي مَنَامِي ، كَان حَزِينٌ عَلَى غَيْرِ الْعَادَةِ و الخُضَّار مُتَحَوِّل إلَى اصْفِرَارِ و السَّمَاء شَدِيدٌ الِاحْمِرَار
إِلَهِي مَا هَذَا أَنَّهُ مَطَر بِلَوْنِ الدَّمِ . . .



Voluptesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن