سِجيْنَ السَّماءَ

10.4K 393 1K
                                    






وأنَّ ضاقِتَ بِنا البلادَ وأزِرتَ بعشقنا الدُنيَا
فـ سِل الربَ أنَّ يعفوَ عن خطاياناَ
وسلِ الأرضَ أن تشفعَ لخفايانا












After 12 years :



كانَ التِملُصَ من بينَ الجمَوَح المُتجِهة للخارجَ عِسَيراً بالفعَل ، في أشِد الضيقَ والمسافاتَ بيَننا شبهُ َمعدومةَ ، عِلى الرِغمَ من كونَ ممَرات هذه المدرسة واسِعَة ، للسيرِ بدوَن مُعرَقل ولا مُضايقَة
ألا أنَّ الأعدَاد التي تحَويَها كثيرةٌ ، هي خاصَة بالأشد تفوقاً ونباهِة ، لكنها لم تكنَ في الواقعَ سوىَ قوقعةٌ تلِمَ كل ما هو ُمشاغبَ و أحمِقَ
لا أمقتُ هذا المكان لكنَ الطريقةَ في تنفيَذَ وتقَييدَ التعليمَ تُزعَجنَي ، يتمَ فرضِهُ وكأنهمَ يتعاملونَ مع
ِمجاميعً من الماشيةَ


هاتهَ المدرسة عتيقةٌ بالفعِل ، تتكونَ مِن خمسَة طوابقَ وأسسِتَ قبل ما يُقاربَ الخِمسَين عاماً
على جدرانَ المبانيَ الخارجيَة تشِعَ الرسومَ والحياة والألوانَ ، يحيطَ بها الأشجَار الظلية العِملاقَة
بكثافةَ أوراقهَا وزِمرَد خضارهَا
لكنَ في داخِلها الأمَر كئيباً بالفعِل ، شديدَ الفتورَ
ولا جمَال يَحويهَ ، فقط حِزباً يَمارسوَن علينا طقوساً من أصدار الأوامرَ والقِصاصَ في حال عدم تنفيَذها
مع التشَّدد على الزيَ المدرسَي الأزرق والألوَان الموحدَة نخَصَع للدسِتور وَاضعينَ معهُ شَعار المدرسة


تأففتُ بأنزعاجَ حينَما تم دفعَيَ من الخَلفَ
بواسطةَ عِدد من التلاميَذ المُتسرعَين للذِهاب
الى َمنازلهمَ الكئيبَة والمظلمةَ
َتسقطَ كتبيَ مُتفرقة على الأرضَ
وقفتُ ثابتاً في مِنبتيَ لثوانِي
أنظرَ الى مِجَموعَة الحمقىَ
وهم يتهامسَونَ عن كونيَ غريبَ إطوار غبيَ
خارجينَ عُقبَها من البابَ الرئيسيَ للمدرسَة
تفرغَ الممَرات من الجميَع ويعمُ الهدوءَ في الأرجاءَ

أقفلتُ جفنايَ لثوانيَ مُستمعاً لكم السَكينة المحيَطة بيَ ، أستجمَعُ كافةَ أفكاريَ لما قد يغدوَ عليهَ هذا اليومَ ، ذاتهُ المُصادِف عودتهِ من السفرَ بعد أنَّ رحِل لأشهرَ عديدةٌ ومع كافة ما يحصَل
لا أقدرَ أنا على أيقافَ عقليَ أو أبطاءه
لا أدرك لما أغدوَ يوماً بِعدَ يومَ كثيرَ التفكيرَ والقلقَ
حول كل َشيء واللاشيء


وكأنيَ قاطرةٌ قديمةَ على سِكة حديديَة
ولا يمكنهَا التوقفَ أبداً
َحقيقتاً ليسَ ذنبَها فالعالمَ هو ما
يحيَطهَا بِهذا الكمَ من الطاقةَ والوقودَ
وأنا أشبهَ هاتهَ القاطرةَ بشكلاً مثير للشفقةَ
ما أبصرهُ منَ مِعان وخطايا يندفعَ في موقدَ ذهنيَ
ويزيدَ من سرعةَ الأفكارَ و يقوَدها بأنتظام الى حد اللهيبَ ، تنهدتُ تفتحَ مُقَلتاي أنظرَ نحوَ أسفلي
مُنحنياً نحو الكتبَ والأوراقَ الخاصِةَ بي
ألملمَ ما سِقطَ منيَ ، ُمتذكراً كم الواجباتَ التي علىَ عاتقيَ لهذا الأسبوعَ و الدراسَة المكثفةَ


Voluptesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن