غنَّي يا زهَرة الأُقحُوانَ

8.7K 418 489
                                    







أنظرُ بِكثبَ نحو المعانيَ الحية في المرآة
نحو الطغيانَ ، نحو الجبروتَ في تفاصيَليَ
ألتفافيَ حول نفسيَ بطريقة ثابتة
يُعيد التاريخَ أمسَ ، تناغمَ الحدثَ المُشعَ
كأني أخط على الأرض أثار الأنبياءَ الرَاحلةَ
ينتهيَ المطاف ِعندها وفيها
أنهكتُ دورانَ الأرضَ ومازالتَ هاته المعانيَ ثابته في وجهيَ
لم أستردَ ماء الحياة َبداخلي َبشكلاً كامل في هذهَ الفترة
فقط قطراتٌ خفيفةَ كانت قد طغتَّ على تعابيريَ بِحريةٌ
كنتَ مُتمسك بذاتيَ بقوة لم أَعهدهَا مِن قَبل



في الأوانَ الأخيرة كثرتَ اللياليَ التي لا يزورنيَ طيفَ المنام فيها ولم تقل البتة
بلـ العكسُ غدتَ لي على مُنحنىٰ بات يعيقَ توازن الوضائفَ في جسديَ أحيانا
أغدوَ تارة شديدَ الأعتيادية وتارة أكونَّ حساساً تجاه الأمورِ بِشدةٌ ، أغلبَ الأشياء تثير غضبيَ بجنون
وحتى المزاحَ الذي يفتعلهُ المحيطينَ بي لأزالة هاته الحواجزَ حينما أغدو طرفاً جامدَ في هذه الدعابةَ

لا أنكر أنَّ الوضعَ ليس بِسوءَ فيما َسبق من أيام
حينما كنت أقربَ الى الأنهيار العقليَ و الهبل
لا أتحدثَ عن نتائجه بقدر مكيال الحديث عن السوابقَ
ما قبل الأنهيارَ
ساعاتٌ من الترقبِ والأنتظار
غيابَ حاد وأختلاقَ أعذارَ !
حتى كلام الليل يمحوهَ النهار
شردت لوهلةٌ ما الذي أحدثهُ هذا الشعور بقلبيَ من دمار !
أم كنتُ أدفع ضريبةٌ لسوء الأختيار
كان وجعاً وأنكسار ، خِذلان بأقتِدارَ ...



أهذا لأنيَ عِندما أكون خارجاً أبذل َجهوداً عسيرةٌ للمقاومة ؟
لكي أبقىَ مألوفاً للبشر
لا غريبَ أطوار ولا شخصاً مغلفاً بالأمراضَ
ومازلتَ أبذل جهداً هائلاً صراحة
لقمعَ مشاعريَ و رغباتيَ الواعيَة
في كميات متفاوتةَ وفي أشواقاً مُختلفة
يندرجَ هذا المقدار تحتها بأنسيابية




لكنيَ وجدتُ أخيراً طريقةٌ لأخراج هذا الكبتَ الموضوَع فيَ صدري
مجرد التواجدَ في مكانٌ بعيد عن أنظار الجميعَ في أعلى التل
والتكلم بصوتَ أقرب ما يكون الى الصراخَ
الحديثَ مع ذاتي حينما تتعالىَ الأفكار في رأسي والجوىَ في مِكنَ عينايَ
أفراغ الشعورَ هناك ، قبال الجبال والخضار
َرهبتاً من الأنهيار
من البكاء وسَط الجميع
من الصراخ أمامهمَ ُمعلناً عدم أنتمائي لهذا الخداع المفتعَل
الأنفجار ومطالبةَ الجميَع وبملء َصوتيَ بالتوقفَ عن تكلفهمَ الحقيرَ وأهتمامهم الزائفَ



أحياناً أغدو بخيرَ الى حد يثير تعجبيَ وفي قمة الراحة والهدوءَ
لكن في اليومَ الذي يليه
َيبدو فقط التنفسَ ُمرهق ومتينَ الى حد ما
أرغبَ بالعويل لكي أتنفسَ أكثر فحسبَ
حينما يقتضيَ الأمر على الغصةَ الممتلئة من قلبي الى فميَ النازفُ


Voluptesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن